السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٧, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
العراق
لفّ جثمان طالباني بالعلم الكردي يكرس القطيعة بين بغداد وأربيل
أطلقت مراسم تشييع الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني في مدينة السليمانية أمس، أزمة جديدة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وإقليم كردستان وكرست القطيعة بينهما، بعدما سرت تكهنات بأن تكون المناسبة فرصة للقاء بين معارضي الاستفتاء على انفصال الإقليم ومؤيديه، فيما قررت تركيا افتتاح معبر جديد مع بغداد، وهدد رئيس الأركان الإيراني الأكراد بحرب جديدة قد تستمر عشرات السنين إذا نفذوا نتائج الاستفتاء.

وأثار عدم تشييع طالباني في بغداد ولف نعشه بعلم إقليم كردستان وليس بالعلم العراقي، خلافات وسجالات سياسية واسعة. وسيكون على حزب الراحل (الاتحاد الوطني) اختيار زعيم جديد وسط خلافات كبيرة بين رموزه.

واستقبلت السليمانية صباح أمس جثمان طالباني قادماً من برلين حيث توفي قبل أيام، وشهد مطار المدينة توافد سياسيين من بغداد وأربيل، بينهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، وفيما حضر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف وعدد من المسؤولين والسفراء من دول مختلفة، غاب رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي مثله وزير الداخلية قاسم الأعرجي.

وكانت لافتة لحظةَ إنزال الجثمان من الطائرة، إحاطته بعلم إقليم كردستان، ما أثار جدلاً سياسياً واسعاً لم يتوقف حتى بعد أن تم عزف النشيد الوطني. ويبدو أن غياب العلم العراقي عن المناسبة كان مقصوداً، إذ قال مقربون من عائلة طالباني إن الحكومة الاتحادية لم تكن متحمسة للسيناريو الأول الذي تضمن وصول الجثمان إلى بغداد لتشييعه رسمياً، قبل نقله إلى السليمانية لدفنه. وألقى سياسيون باللوم على العائلة التي رفضت، على ما قال النائب عن «دولة القانون» جاسم محمد جعفر، «تشييع الجثمان وطنياً ولفه بالعلم العراقي».

وتركزت ردود الفعل على الموضوع باعتبار أن حزب طالباني، الذي تسيطر عقيلته هيرو إبراهيم وولداه قباد وبافيل عليه، أعلن فشل الجهود التي كانت ترمي إلى فصل موقفهم عن حزب بارزاني خلال الاستفتاء على الانفصال، خصوصاً بعد بيان شديد اللهجة وجهته هيرو ضد رئيس الإقليم، متهمة إياه بتشكيل «مجلس قيادة ثورة» بالطريقة التي سادت زمن نظام صدام حسين.

وكان مرض طالباني الذي استمر قرابة ثلاثة أعوام، أجّل انتخاب رئيس جديد لحزبه وسط تمزق أجنحته وظهور خلافات شديدة بينها وصلت إلى إعلان نائب الأمين العام للحزب برهم صالح، انفصاله وتشكيل تيار جديد.

ومع انشقاق صالح، يكون المرشح الأبرز لخلافة طالباني نائبه الأول كوسرت رسول، الذي كان خلال الأسابيع الماضية يقود أهم الأجنحة السياسية والعسكرية المؤيدة لتنظيم الاستفتاء إلى جانب بارزاني. لكن الخلافات بينه وعائلة طالباني ليست أقل من خلافاتها مع برهم صالح، ما قد يجعل مهمة اختيار خليفة أكثر تعقيداً خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية على الإقليم.

ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، خلال الأيام المقبلة بغداد للقاء العبادي للبحث في افتتاح معبر بري جديد بين البلدين يكون بديلاً من معبر إبراهيم الخليل الذي تسيطر عليه السلطات الكردية. وقال يلدريم أمس، إن «العمل جارٍ لتحديد موعد الزيارة وجدول أعمالها»، مشيراً إلى أن «بلاده ترغب في فتح معبر جديد مع العراق بالتعاون مع الحكومة المركزية، بعد أن تغلق البوابة الحالية». وزاد: «اقترحنا فتح معبر غرب الخابور، وستكون من دواعي سرورنا مناقشة هذا الأمر مع العبادي».

من جهة أخرى، هدد رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، إقليم كردستان بحرب قد تستمر عشرات السنين إذا طبق نتائج الاستفتاء على الانفصال. وقال إن «قضية شمال العراق لم تكن من المناسب إثارتها الآن»، متسائلاً: «ماذا يريد شمال العراق من الاستقلال؟»، وأضاف: «إنهم (الأكراد) يريدون السيادة على أراضيهم وحدودهم ولديهم ذلك الآن، يريدون جيشاً ولديهم جيش، يريدون الأموال وهم يمتلكونها أكثر من كل الشعب العراقي، لديهم كل ما يريدون».

تشييع طالباني إلى مثواه الأخير

آخر تحديث: السبت، ٧ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش) السليمانية - «الحياة» 
وصل جثمان الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، إلى مسقط رأسه في السليمانية ليوارى الثرى، وقد شيعه آلاف العراقيين يتقدمهم مسؤولون في بغداد وزعماء أحزاب. وأمَّ الصلاة على جثمانه رئيس «الاتحاد الوطني» عمار الحكيم، ومثل رئيس الحكومة وزير الداخلية قاسم الأعرجي. وعرض التلفزيونان الرسمي والكردي لقطات أظهرت الطائرة التابعة للخطوط الجوية العراقية التي تحمل النعش قادمة من ألمانيا، حيث توفي عن عمر 83 عاماً خلال هبوطه وقد استثنيت من حظر الرحلات الدولية الذي فرضته الحكومة الاتحادية على إقليم كردستان قبل أسبوع، رداً على استفتاء الإقليم على الانفصال الشهر الماضي.

وتنحى الطالباني، وهو زعيم مخضرم شارك في كفاح الأكراد من أجل حق تقرير المصير، عن منصب الرئاسة عام 2014 بعد فترة طويلة من العلاج في أعقاب إصابته بجلطة دماغية في 2012.

وأطلقت 21 طلقة لدى وصول النعش الذي كان ملفوفاً بالعلم الكردي. وعزفت فرقة الموسيقى العسكرية النشيد الوطني العراقي وموسيقى جنائزية للفنان العالمي شوبان.

وأثار العلم الكردي موجة احتجاجات في وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي المقربة. وقطع تلفزيون «الاتجاه» بث مراسم الدفن «بسبب عدم لف الجثمان بالعلم العراقي».

وكان طالباني أول رئيس غير عربي للعراق، انتخب عام 2005 بعد عامين على الغزو الأميركي الذي أطاح صدام حسين، ما مكّن العرب الشيعة والأكراد من حكم البلاد.

وشارك في مراسم استقبال الجثمان الرئيس فؤاد معصوم، وهو كردي حل محل طالباني عام 2014، وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكبر مسؤول أجنبي بين الحضور. وجلس مسعود بارزاني بين معصوم وهيرو أرملة الراحل.

ولم تسمح الحالة الصحية لطالباني بأن يعبر عن آرائه في الاستفتاء لكن حزبه «الاتحاد الوطني الكردستاني» لم يبد دعماً قوياً للخطوة.

وعلى عكس بارزاني ارتبط الراحل بعلاقات جيدة مع إيران والجماعات الشيعية المدعومة من طهران. وعارضت بغداد وإيران وتركيا الاستفتاء بشدة.

وحفلت وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي الكردية بالشكوى من حظر الرحلات الجوية الذي يقولون إنه حال دون مشاركة دولية أكبر في الجنازة.

ولد طالباني عام 1933 قرب أربيل التي أصبحت مقراً لحكومة إقليم كردستان. وأقام في السليمانية معقل حزبه، المنافس الرئيسي للحزب «الديموقراطي الكردستاني» الذي يتزعمه بارزاني. ويشغل ابنه قبلد حالياً منصب نائب رئيس وزراء الإقليم.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة