الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٤, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
العراق
وفد كردي في بغداد يجري محادثات حول استفتاء الاقليم
بغداد – حسين داود 
وصل وفد كردي إلى بغداد أمس للبحث في الأزمة المتصاعدة حول استفتاء استقلال إقليم كردستان مع المسؤولين العراقيين، فيما تعقد اللجنة العليا للاستفتاء اجتماعاً آخر في أربيل مع ممثلي الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا في مساعٍ أخيرة تسبق موعد الاستفتاء بساعات، لكن مسؤولاً كردياً رفيع المستوى أكد أن الاستفتاء المقرر غداً «سيمضي قدماً».

إلى ذلك، أعلنت تركيا أن «الخيارات الأمنية والاقتصادية والسياسية مطروحة» في حال إجراء الاستفتاء، وكثفت قواتها مناورات عسكرية بدأتها قبل أيام عند حدود إقليم كردستان، كما وصل رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي إلى أنقرة لبحث الأزمة، ودعت الإمارات إلى حوار لحل الأزمة، فيما أعلن النظام السوري رفضه الاستفتاء، وجددت إيران رفضها أيضاً.

ووصل وفد كردي رفيع المستوى برئاسة روز نوري شاويس إلى بغداد أمس، ممثلاً المجلس الأعلى للاستفتاء للبحث في الأزمة مع المسؤولين العراقيين، واستقبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الوفد الكردي الذي من المقرر أن يجري لقاءات أخرى مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة أحزاب وقوى سياسية في فرصة أخيرة لحل الأزمة. لكن عضو المكتب السياسي «للحزب الديموقراطي الكردستاني» هوشيار زيباري أعلن أمس أن «الوفد سيناقش عملية الاستفتاء لكن الاستفتاء سيمضي قدماً»، مضيفاً أن «المحادثات مع بغداد ستجرى قبل الاستفتاء وخلاله وبعده».

ومن المقرر أن تعقد اللجنة العليا للاستفتاء برئاسة رئيس إقليم كردستان مسعود بازراني، اجتماعاً مع ممثلي الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا للبحث في خيارات جديدة تحملها الدول الكبرى لحض إقليم كردستان على تأجيل الاستفتاء، وأرجأ بارزاني عقد مؤتمر صحافي كان من المفترض أن يعقده أمس، إلى اليوم.

وأعلنت اللجنة العليا للاستفتاء تأجيل التصويت الخاص بمنتسبي قوات البيشمركة وبقية الأجهزة الأمنية الذي كان مقرراً أمس ودمجه مع التصويت العام غداً، فيما أعلنت ممثلية حكومة إقليم كردستان في واشنطن أمس انطلاق التصويت، وأوضحت في بيان أن «بشرى سيدة كردية من ولاية فرجينيا أدلت بصوتها بنعم في استفتاء كردستان».

وكانت الصين أولى الدول التي شهدت تصويت الجالية من إقليم كردستان على الاستفتاء، وأدلى المواطن حيدر صابر البزاز بصوته إلكترونياً من هناك.

في المواقف الدولية، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده حددت ثلاثة خيارات ستتخذها للرد على استفتاء إقليم كردستان، وأوضح في مؤتمر صحافي عقب اجتماع للحكومة أن «الخيارات الأمنية والاقتصادية والسياسية مطروحة، وتوقيتها سيكون حسب التطورات». وأضاف أن «تركيا وجهت التحذيرات اللازمة منذ البداية بطريقة ودية كدولة جارة، ولم تجد آذاناً صاغية»، وأشار إلى أن «هناك إصراراً على الاستمرار في هذا الخطأ الذي يعارضه العالم والدول المجاورة، ولن تكون عواقبه محمودة».

وقال الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ بعد الاجتماع أن الاستفتاء «يهدد أمن تركيا القومي في شكل مباشر»، وأردف أنه خلال اجتماع الحكومة الذي ترأسه رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، «وضعنا كل الخيارات على الطاولة، ودرسناها واحداً تلو الآخر».

وأعلنت رئاسة الأركان التركية أمس رفع مستوى مناوراتها العسكرية في منطقة «سيلوبي - الخابور» على مقربة من حدود إقليم كردستان، وقالت في بيان نشرته وكالة الأناضول: «إنها تواصل المرحلة الثانية من المناورات العسكرية في المنطقة ذاتها، بمشاركة وحدات عسكرية إضافية». وأكدت الوكالة أن رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار استقبل نظيره العراقي أمس في أنقرة، وبحثا في الاستفتاء الذي يعتزم الإقليم إجراءه غداً و «التدابير التي ستتخذ من أجل حماية وحدة التراب العراقي والمكافحة المشتركة للإرهاب».

وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش على موقف الإمارات الداعي إلى وحدة العراق كوطن واحد، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر» أمس، أنه «مع اقتراب موعد الاستفتاء في كردستان العراق، تؤكد الإمارات وحدة العراق، وطناً يسع الجميع، تجربتنا دليل على مرونة النظام الفيديرالي وإمكاناته».

ودعا قرقاش إلى «حوار لحل الأزمة بين أربيل وبغداد، ويجب الحرص على العراق الواحد الجامع لمصلحة منطقة تعاني من الفرقة والتشرذم، الحوار السياسي كفيل بمعالجة المشاغل وتلبية الطموحات وخلق شراكة أصلب».

على صعيد متصل، أبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم نظيره إبراهيم الجعفري رفض سورية استفتاء استقلال إقليم كردستان، وقال مكتب الجعفري في بيان أن الأخير «التقى وزير خارجية سورية وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الـ72 في نيويورك، وتمّ خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين بغداد ودمشق، وسبل دعمها بما يخدم مصالح الشعبين».

وتابع أن «وزير خارجية سورية أكد رفض بلاده استفتاء إقليم كردستان، ووجه الدعوة إلى الجعفري لزيارة دمشق في إطار فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بين البلدين».

وجددت إيران رفضها الاستفتاء، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن مساعد وزير الخارجية للشؤون الحقوقية والدولية عباس عراقجي قوله أن «إيران تدعم سيادة العراق ووحدة أراضيه ووحدته الوطنية في إطار الدستور»، وأكد «معارضة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الاستفتاء في إقليم كردستان».

وعقد برلمان إقليم كردستان جلسته الثانية في أربيل أمس بمقاطعة كتلتي «التغير» و «الجماعة الإسلامية»، وقالت مصادر نيابية أن الجلسة شهدت إكمال القراءة الأولى لمشروع قانون مكافحة الإرهاب وكذلك القراءة الأولى لمشروع قانون الإيجار، ومناقشة استقالة عدد من النواب.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة