السبت ٢٠ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
لعبة الغميضة بين التحالف وقافلة"داعش" توقفت...هل دخل المقاتلون الى العراق؟
موناليزا فريحة
مع مرور اسبوع على انطلاق قافلة مقاتلي "داعش" من الحدود اللبنانية في اتجاه #دير_الزور، بناء على صفقة بين التنظيم "و #حزب الله"، لا يزال مصير المقاتلين وعائلاتهم مجهولاً، بعدما تضاربت في الساعات الاخيرة التقارير والتصريحات عن عدد الحافلات التائهة في الصحراء وتلك التي عادت أدراجها الى مناطق النظام. وفيما أكد التحالف الدولي مراراً منذ الجمعة أنه يراقب القافلة ولن يسمح للمقاتلين بالوصول الى الحدود العراقية، أشارت مصادر سورية وعراقية الى أن المقاتين أو بعضهم على الاقل صاروا في بلدتي راوة والعانة العراقيتين اللتين لا تزالان تحت سيطرة التنظيم.

ومساء الاثنين، قال التحالف إن القافلة لا تزال عالقة في الصحراء، وأنه وجه رسالة النظام عبر الروس يطلب فيها فصل المدنيين عن المقاتلين. ونسب اليه الاحد أن القافلة انقسمت الى مجموعتين، وأن " مجموعة لاتزال في الصحراء إلى الشمال الغربي من البوكمال والمجموعة الأخرى اتجهت غربا صوب تدمر".

و في وقت سابق، أكد التحالف أنه اتصل بروسيا لتوجيه رسالة إلى الحكومة السورية بأنه لن يسمح بمرور القافلة وبأنه عرض مقترحات لكيفية إنقاذ المدنيين فيها من المعاناة.

ولكن يبدو أن المقاتلين قد يكونون تمكنوا من الافلات من الرقابة المتطورة للتحالف وتسللوا، أو ربما بعضهم على الاقل، الى العراق حيث انضموا الى صفوف مقاتلين آخرين يخوضون آخر معاركهم ضد الدولة العراقية.

عمر أبو ليلى، المدير التنفيذي ل"شبكة دير الزور 24" أكد في اتصال مع "النهار" ان ايا من المقاتلين الذين كانوا في القافلة لم يصل الى دير الزور، ولكنه لفت الى أن بعضهم على الاقل دخل بلدتي العانة وراوة العراقيتين اللتين لا تزالان تحت سيطرة "داعش".

 وشرح أن المقاتلين اعتمدوا تكتيكاً أمنياً اشتهرت به حركة "طالبان" ، وتوزعوا في مجموعات عدة بعيد انطلاقهم من الحدود اللبنانية "إذ كانوا يعرفون أن التحالف الدولي قد يقصفهم". وفي الطريق الصحراوي، أرسل التنظيم سيارات "بيك آب" لنقل المقاتلين من الباصات، الا أن التحالف الدولي قصفها.

ومع ذلك، يؤكد أن جميع المقاتلين أو غالبيتهم صاروا داخل العراق، وتحديداً في بلدتي راوة والعانة، في غرب العراق ، مستخدمين طرقاً خلفية لتفادي غارات التحالف.

 وكان محمد كربولي النائب العراقي العضو في لجنة الدفاع والامن والامن قال الاربعاء الماضي إن "هناك معلومات تشير إلى وصول بعض زمر داعش وعوائلهم، الذين تم ترحيلهم من الحدود اللبنانية السورية، إلى منطقة راوة في محافظة الأنبار"، مبينا أن "الطريق في المناطق الممتدة من البوكمال بالأراضي السورية، وصولا إلى منطقة الصكرة جنوب غرب قضاء حديثة (في العراق)، مفتوح وغير مسيطر عليه".

ونقلت أسماء العاني من المجلس المحلي في محافظة الانبار عن سكان من راوة أبلغوا اليها أن نحو 700 مقاتل من التنظيم مع عائلاتهم وصلوا الى البلدة واحتلوا المنازل الشاغرة. وأضافت أن "تلك التعزيزات سيكون لها أثر سلبي على الوضع العسكري في العمليات المقبلة". 

وتعتبر راوة والعانة مع الحويجة والقائم المناطق الرئيسية التي لا تزال تخضع لسيطرة "داعش" في العراق، بعد تحرير تلعفر وقبلها الموصل.

وفي حال كانت هذه المعلومات صحيحة، ليس معروفاً ما اذا كان لا يزال ثمة أحد من المقاتلين وعائلاتهم في الصحراء.

وكان الاتفاق بين "داعش" و"حزب الله" والذي قضى بنقل مقاتلي التنظيم من الحدود اللبنانية-السورية الى دير الزور في مقابل كشف مصير العسكريين اللبنانيين التسعة الذين خطفهم منذ 2014، أثار استياء عراقياً رسمياً وشعبياً مما اضطر "حزب الله" الى الخروج مرتين للدفاع عن الصفقة.

والسبت، شكا "حزب الله" في بيان من أن الطائرات الاميركية لا تزال تمنع الباصات التي تنقل مسلحي "داعش" وعائلاتهم، والتي غادرت منطقة سلطة الدولة السورية من التحرك وتحاصرها في وسط الصحراء وتمنع ايضاً من ان يصل اليهم أحد ولو لتقديم المساعدة الانسانية للعائلات والمرضى والجرحى وكبار السن واذا ما استمرت هذه الحال، فإن الموت المحتم ينتظر هذه العائلات وفيهم بعض النساء الحوامل".

وناشد الحزب المجتمع الدولي منع حصول مجزرة بشعة، محملاً المسؤولية الكاملة عن سلامة الدواعش.

وانضمت ايران أمس الى الحزب في انتقاد محاصرة قافلة "داعش" في الصحراء. وفيما غاب أي تعليق للنظام السوري على الموضوع،  نسبت قناة "العربية" الى مصادر أن نحو 110 من مقاتلي "داعش" انضموا الى النظام.

ومن جهته، قال النائب العراق السابق عمر عبد الستار محمود وهو حالياً مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات إن " داعش يتنقل بين سوريا والعراق عبر الحدود قبل الاتفاق بينه وبين حزب الله وبعده. فتلك المناطق تحت سيطرته"، الا أنه أكد أن شهوداً ونواباً عراقيين أكدوا أن المقاتلين الذين كانوا على متن القافلة المنطلقة من لبنان دخلوا أو ربما بعضهم الى العراق.

وعن سبب الدفاع المستميت لايران و"حزب الله" عن "داعش"، يقول: "من وجهةً نظري أن ايران أدركت أن عصر ما بعد دعش هو عصر مواجهة نفوذها في المنطقة ولذلك هي تصر ربما على ان تبقى لعبة داعش والمليشيات مستمرة". ومع أن الطريقة مفضوحة، وهو ما يتناقض مع عادات الحزب تحديداً، يقال: " صحيح لكن الهدف يستحق المخاطرة".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة