السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٢١, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
الجيش اللبناني يستعيد 80 كلم2 في الجرود من داعش
في اليوم الثاني من معركة «فجر الجرود» على مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي، أحرزت وحدات الجيش اللبناني مزيداً من التقدم في جرود رأس بعلبك والقاع، إذ سيطرت على 30 كيلومتراً مربعاً إضافة إلى 30 كيلومتراً مربعاً كانت حررتها أول من أمس. واستعادت مرتفعات ضليل أم الجماعة شمال شرقي مرتفعات ضهور الخنزير وعملت على عزل مجموعات «داعش» الإرهابية في وادي مرطبيا. وواصلت وحدات الجيش هجومها على مراكز التنظيم الإرهابي وحقّقت تقدّماً واسعاً في مختلف المحاور. وكبّدت الإرهابيين قتلى وتمكّنت من تدمير أسلحتهم. وتفقد رئيس الجمهورية ميشال عون جرحى الجيش، محيياً «تضحياتهم في سبيل تحرير الجرود من الإرهابيين».

وأعلن الناطق باسم الجيش اللبناني العقيد الركن فادي بو عيد أن وحداته تمكنت من التقدم على محوري: «سهلات ​خربة داود​ وضهور وادي التينة وتمكنت من السيطرة على مناطق: مرتفع ضليل أم الجماعة، وقراني مقيال فرح، جبل وادي الخشن، وقرنة حقاب الحمام، قراني العقاب».

وأوضح بو عيد أنه «في المرحلة التحضيرية، في مرحلة تضييق الطوق، بلغت المساحة التي أعدنا السيطرة عليها في اليوم الأول حوالى 30 كيلومتراً مربعاً، وفي اليوم الثاني حررنا 30 كيلومتراً مربعاً». وعرض خريطة أظهرت نقاطاً حمراً لمكان تواجد مسلحي «داعش» الإرهابي.

وقال: «في الإنجازات الميدانية تم تدمير 12 مركزاً للإرهابيين في هذه المناطق التي تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتصال وتحصينات وأسلحة مختلفة». وأعلن أنه «تم ضبط كمية من الأسلحة والذخائر والمتفجرات»، مؤكداً أن «قوى من الجيش تمكّنت من تفجير سيارة ودراجة نارية مفخختين تقلان انتحاريين كانوا يحاولون استهداف عناصر الجيش». وكشف أن «مجمل المساحة التي سيطرنا عليها بدءاً من اليوم التحضيري هي 80 كيلومتراً مربعاً من أصل 120 كيلومتراً مربعاً».

وأكد أن «الجيش كبد هؤلاء الإرهابيين نحو 15 قتيلاً خلال الاشتباكات المباشرة والقصف المدفعي والجوي». وعن الوضع الحالي، قال إن «وحدات الجيش تواصل تقدّمها السريع باتجاه الأهداف المحددة لها تحت غطاء مدفعي وجوي مكثّف فيما قامت وحدات الهندسة في الجيش بتنظيف الطرق، والمراكز المحررة من الألغام والذخائر والأجسام المشبوهة إضافة إلى شق طرق جديدة كما يجري استقدام تعزيزات إضافية إلى ميدان القتال لحسم المعركة بأسرع وقت ممكن».

وقال: «نتيجة للضغط الذي يقوم فيه الجيش هناك حالات فرار بصفوف تنظيم داعش». وجددت قيادة الجيش «تقيد الوحدات العسكرية المشاركة في العملية بالقانون الدولي الإنساني». وأكد أنه «سقط 3 شهداء للجيش وجريح إصابته حرجة نتيجة انفجاء لغم أرضي بآلية عسكرية».

وعرض صوراً لدبابات الجيش تقصف مراكز المسلحين إضافة إلى مروحيات كانت تتولى استهدافهم بالصواريخ. وأظهرات الصور مواقع وكهوفاً استهدفها القصف.

وسئل ما إذا كانت المعركة محصورة في الـ 40 كيلومتراً الأخيرة، فقال: «صحيح، لكن لا وقت محدد، نحن ملتزمون لحين تدمير وإنهاء «داعش» من الأراضي اللبنانية».

وعن صور تظهر أن «حزب الله يساعد الجيش اللبناني» بعدما جرى تداول صور لراية الحزب إلى جانب العلم اللبناني، أجاب: «هذا كلام قيل، لكن نكرر أن لا تنسيق لا مع حزب الله ولا مع الجيش السوري».

وعما إذا كانت الألغام ستعيق تقدم الجيش في نهاية المعركة، قال: «بالتأكيد حقل الألغام يعيق مرحلياً تقدم الجيش، هناك فرق في الهندسة في الجيش مختصّة وتفتح حقول الألغام لنتابع التقدم».

وأصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه بياناً أكدت فيه أن «آلية تابعة للجيش تعرضت على طريق دوار النجاصة - جرود عرسال، ظهر أمس لانفجار لغم أرضي، أسفر عنه استشهاد 3 عسكريين، وإصابة رابع بجروح خطرة». وأكد بيان ثانٍ للجيش عن إصابة عسكرييَن بجروح غير خطرة أثناء الاشتباكات.

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» ان العسكريين الشهداء الـ3 هم: ب.م و أ.أ.ف وع.ش وأن إصابة العسكري ع.د خطرة.

وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون تفقد، الوحدات العسكرية في الجرود. وزار غرفة عمليات الجبهة، واطلع من قائدها وقادة الوحدات الكبرى على سير العمليات العسكرية. ثم جال في المراكز التي تم تحريرها من «داعش». والتقى الضباط والعسكريين واطلع على أوضاعهم، مزوداً إياهم بالتوجيهات اللازمة.

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» أفادت بأن وحدات الجيش حررت خربة داود وخربة التينة في جرود رأس بعلبك، بعد عملية قام بها عند ساعات الصباح بغطاء من الطيران، بعدما قصف بالمدفعية والصواريخ مواقع «داعش» وتحصيناته. كما حررت جبل الخشن وعملت وحدات الهندسة على تفكيك الألغام التي تركها هذا التنظيم بعد اندحاره تحت ضربات الجيش. وعززت مواقعها وعملت على تفكيك الألغام والتشريكات التي خلفها «داعش». وكان الجيش بدأ منذ الرابعة فجراً إجراء عمليات ميدانية بغطاء مدفعي كثيف له للسيطرة على المزيد من تلال ونقاط حاكمة وإستراتيجية وميدانية.

ووجّه رئيس «​اللقاء الديموقراطي​« النيابي ​وليد جنبلاط​، تحية إلى ​شهداء الجيش​. وقال في تغريدة​: «التحية كلّ التحية لشهداء الجيش الأبرار الّذين استشهدوا تأدية للواجب في عملية ​فجر الجرود​«.
 
الجرود السورية
ومن الجانب السوري أفاد الإعلام الحربي لـ «حزب الله» بأن «​الجيش السوري​ والمقاومة يحرزان تقدّماً كبيراً في محاور ​جرود القلمون​ الغربي، في المعارك مع ​تنظيم «داعش». وأنهما سيطرا على قرنة شعبة القاضي، قرنة مد محبس، قرنة تم الزمراني، وفي المحور الشرقي، تمكّنا من السيطرة على مناطق عدة. وفي المحور الشمالي سيطرا على شعبة بيت سليم، الزويتينة الغربية والمرتفع اضافة الى شعبة الشنشار وحرف الجفر على الحدود اللبنانية - السورية».

وأعلن الإعلام الحربي عصراً، أن «​غارات​ جوية سورية هي الأعنف منذ بدء العملية العسكرية، تستهدف مواقع مسلحي ​تنظيم «داعش»​ في معبري مرطبية والروميات».
أهالي العسكريين المخطوفين: لا للتحليلات الإعلامية

سيطرت مشاعر الخوف والقلق على نفوس ذوي العسكريين اللبنانيين الـ9 المخطوفين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد خبر انتقال «موكب للأمن العام اللبناني إلى عرسال بمواكبة الصليب الأحمر والجيش في مهمة لم يعلن عنها»، أول من أمس. وأكد مصدر عسكري رفيع لـ «الحياة» أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المكلّف رسمياً متابعة ملف العسكريين يتابع الموضوع بدقة بعيداً من المزايدات الإعلامية والتحليلات، خصوصاً أن الأمن العام والجيش يقومان بمهمة لها طابع القدسية الوطنية، كما قال. وشدد على أن «المهمة دقيقة وحساسة واللواء ابراهيم يتابع المهمة مباشرة من خلال الفريق الأمني الذي كلّف المهمة ولا يجب أن تدخل في التداول الإعلامي حفاظاً على مشاعر الأهالي».

ونقل حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف عن اللواء ابراهيم الذي يتواصل معه في شكل دائم على حد قول يوسف، إنه «لم يتم نقل جثث من ​جرود عرسال​ إلى أحد مستشفيات ​بيروت​ لإجراء فحوص الحمض النووي DNA كما أشيع لتحديد الهوية الوراثية». وأكد أن «اللواء ابراهيم لا يخفي عن الأهالي أي معلومة ومثلما يتكتّم عن أي معلومة حفاظاً على السرية في الملف وكي لا تفلت الأمور عن مسارها إذا كان هناك من ايجابية في الملف كذلك نفعل نحن». وقال: «كل الاحتمالات مفتوحة. وننتظر الأخبار من اللواء ابراهيم أو من قائد الجيش أو من رئيسي الجمهورية والحكومة المخولين رسمياً إبلاغنا أي معلومات»، مناشداً «وسائل الإعلام التعاطي بمسؤولية مع الملف».

يذكر أن العسكريين المخطوفين الـ9 هم: محمد يوسف، علي الحاج حسن، ابراهيم مغيط، حسين عمار، سيف ذبيان، خالد مقبل حسن، عبدالرحيم دياب، مصطفى وهبة، وعلي المصري. وكانت أُخذت عينات من أهالي العسكريين سابقاً لمطابقتها مع عينات من جثث كانت وجدت في الجرود قبل أشهر. وتبين أنها عائدة لمجموعة من معلولا السورية. والعينات محفوظة لدى الأمن العام.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة