الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ١٤, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
لجنة أممية جمعت أدلة تكفي لإدانة الأسد بجرائم حرب
أكدت المدعية العامة السابقة المتخصصة في جرائم الحرب كارلا ديل بونتي، التي تستعد للتخلي عن منصبها في لجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا بعد خمس سنوات من العمل فيها، لوسائل إعلام سويسرية أن الأدلة ضد الرئيس السوري بشار الأسد تكفي لإدانته بارتكاب جرائم حرب. 

وصرحت لصحيفتي "لو ماتان ديمانش" و"زونتاغس تسايتونغ": "أنا واثقة من ذلك"، على رغم إشارتها إلى أنه في غياب محكمة ومدع عام دوليين مكلفين مهمة إجراء محاكمات في قضايا جرائم الحرب في سوريا، سيبقى إحقاق العدالة في هذه المسألة بعيد المنال.

وقالت لصحيفة "زونتاغس تسايتونغ" :"هذا ما يجعل الوضع محبطا لهذه الدرجة. تم القيام بالعمل التحضيري، ولكن مع ذلك، لا مدع ولا محكمة... إنها مأساة".

وكانت ديل بونتي، المواطنة السويسرية السبعينية والتي برزت من خلال تحقيقها في جرائم الحرب التي ارتكبت في رواندا ويوغوسلافيا السابقة، أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري أنها ستستقيل من اللجنة لأنها "لا تفعل شيئاً على الإطلاق".

وأوضحت أنه "في البداية كان هناك الخير والشرّ، فكانت المعارضة من جهة الخير ونظام الأسد يلعب دور الشرّ، لكن الآن جميع الأطراف في سوريا يصطفون في جهة الشرّ حيث ارتكب نظام الأسد جرائم فظيعة ضد الإنسانية واستخدم أسلحة كيميائية، فيما لم تعد المعارضة تضم إلّا المتطرفين والإرهابيين".

وفي مقابلات الأحد، أفادت أنها سلمت رسالة استقالتها الخميس وأنها ستترك منصبها رسمياً في 18 ايلول، بعد تقديم اللجنة آخر تقرير لها إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس اللجنة الأسبوع الماضي إلى الاستمرار في عملها على رغم استقالة ديل بونتي.

وتولت اللجنة مهمة التحقيق في الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان وجرائم الحرب في سوريا بعد فترة قصيرة من نشوب النزاع في آذار 2011، مع قيام تظاهرات سلمية تطالب بإصلاحات تحولت لاحقاً إلى نزاع مسلح متشعب ومتعدد الطرف.

وأسفر النزاع المستمر في سوريا عن سقوط أكثر من 330 ألف قتيل ونزوح الملايين.

ولطالما ناشدت اللجنة، التي لن يبقى فيها إلا عضوان بعد استقالة ديل بونتي، مجلس الأمن احالة ملف سوريا على المحكمة الجنائية الدولية ولكن من دون نتيجة.

وفي إيضاحها سبب استقالتها، قالت ديل بونتي صحيفة "لو ماتان ديمانش" :"لا أريد أن أتحول غطاء لمجتمع دولي لا يقوم بشيء إطلاقاً" من أجل تحقيق العدالة في سوريا. وأضافت: "استقالتي تهدف كذلك إلى أن تكون بمثابة استفزاز" اذ تأمل في أن "تشكل عامل ضغط على مجلس الأمن الذي يتعين عليه إحقاق الحق للضحايا".

وشددت على أن العدالة الدولية ضرورية لسوريا حيث جرائم الحرب التي ارتكبت "أسوأ بكثير" من تلك التي رأتها في يوغوسلافيا السابقة. و"من دون عدالة في سوريا، لن يكون هناك سلام أبداً وتالياً لا مستقبل".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة