Deprecated: Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : انتفاضة القدس تدخل القاموس السياسي وتؤسس لمرحلة جديدة في العمل الوطني
الخميس ٢٥ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢٩, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
فلسطين
انتفاضة القدس تدخل القاموس السياسي وتؤسس لمرحلة جديدة في العمل الوطني
القدس المحتلة - محمد يونس 
دخلت «انتفاضة القدس» القاموس السياسي، وبات الفلسطينيون يتحدثون عن الدروس والعبر التي حملتها هذه التجربة التي اجبرت اسرائيل على الغاء اجراءاتها في المسجد الاقصى تحت ضغط الاحتجاج الشعبي السلمي الواسع الذي استمر 14 يوماً متواصلة.

وتميزت «انتفاضة القدس» بالمشاركة الشعبية الواسعة التي شملت ابناء المدينة من الأعمار والمواقع الاجتماعية كافة. وقال احد رواد الاقصى: «من المرات النادرة التي تجد فيها جميع افراد العائلة في حدث وطني واحد هو هذه الانتفاضة». واضاف: «في الماضي عندما كان يغيب ابنك عن البيت كنت تسارع للبحث عنه، اما في هذه الهبة فلا داعي للبحث عنه، فزوجتك وابناؤك الى جانبك».

ويرجح ان تشكل «انتفاضة القدس» علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني بحيث يصبح الحديث أن ما بعد 14 تموز (يوليو) يختلف عما قبله، ذلك ان الفلسطينيين ادركوا ان الحراك الشعبي الشامل، الحراك السلمي الذي يشارك فيه جميع ابناء الشعب من اطباء ومحامين ومثقفين ورجال اعمال وعمال وطلاب، ويشارك فيه جميع افراد العائلة وفي مقدمهم النساء والاطفال، قادر على إحداث تغيير تصل اصداؤه الى آخر زاوية في الكون.

ونجحت انتفاضة اهل القدس في تحييد سلاح القتل الاسرائيلي وتقليل خسائر المواطنين، وفي استنزاف موارد الدولة العبرية وارباك جيشها الذي تدرب على مواجهة العنف بعنف اكبر واكثر وحشية، وتركها عاجزة عن مواجهة الاطفال والنساء وعامة الشعب، فاضطرت الى اعلان حال الطوارئ في مواجهة هذه الانتفاضة، وألغت اجازات رجال الجيش والامن.

ويعتقد ان تجربة القدس التي وصلت الى عقل كل فلسطيني وقلبه، ستنعكس على التحرك المقبل في مناطق اخرى مهددة بالاستيطان، مثل الخليل وغيرها.

وخلقت الانتفاضة الشعبية المقدسية تفاعلاً محلياً واقليمياً ودولياً تحوّل ضغطاً يومياً على حكام اسرائيل وسفاراتها حول العالم. كما اظهرت تراجع مكانة القيادة السياسية لمصلحة القيادات الدينية والمحلية. اذ لا يذكر اهل القدس رجل دين حُمل على الاكتاف منذ عهد الحاج امين الحسيني في ثلاثينات القرن الماضي حتى اليوم سوى رئيس الهيئة الاسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري الذي حمله ابناء القدس على اكتافهم في هذه الانتفاضة او الهبة الشعبية.

وتحوّلت المرجعيات الدينية في القدس، أثناء الهبة، الى قيادة سياسية ووطنية، في ما يبدو، بسبب غياب القيادة السياسية او ضعفها، او لفقدان الثقة بها، كما يقول الكثير من ابناء المدينة.

وغابت القيادة السياسية عن أحداث القدس في الأسبوع الاول، ما فتح الطريق امام ظهور قيادات ميدانية ووطنية جديدة تصدرتها المرجعيات الدينية التي وضع الناس ثقتهم بها لحمل مطالبهم المتمثلة في ازالة كل الاجهزة والمعدات والعقبات التي وضعتها السلطات على بوابات اسوار المسجد الاقصى عقب العملية التي وقعت على احدى بواباته في 14 تموز (يوليو) الجاري.

وسارعت القيادة السياسية الى اللحاق بالحدث المقدسي واتخاذ مواقف اكثر تشدداً، في مقدمها قطع كل الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي الى ان يتراجع عن خطواته في الاقصى.

ولا يخفي الاسرائيليون محاولتهم الدؤوبة للسيطرة على المسجد أو تقسيمه او حتى هدمه واقامة الهيكل المزعوم مكانه، معتبرينه المكان الأكثر قدسية لهم في الاراضي المقدسة.

وبدأت السلطات الاسرائيلية مساعيها الرامية للسيطرة على الاقصى منذ ايام الاحتلال الاولى عام 1967 حين استولت على مفاتيح باب المغاربة، احد ابواب المسجد، واخذت تدخل اليه مجموعات يهودية صغيرة تحت اشراف الاوقاف الاسلامية في فترة السياحة الاجنبية.

وبعد اندلاع الانتفاضة الثانية، ازاحت السلطات الاسرائيلية الاوقاف عن الإشراف على السياحة الاجنبية، واخذت تُدخل اليه مجموعات يهودية كبيرة تعد بالمئات. وفي مرحلة لاحقة، اخذت تسمح بدخول رجال دين ورجال سياسة ومنظمات تحمل اسم «الهيكل» وتسعى الى اعادة بنائه في باحات المسجد التي تبلغ مساحتها 144 دونماً.

«الاقصى هو البيت، وعندما يضيع البيت يضيع كل شيء»، قال طبيب قلب مقدسي شارك في غالبية الاعتصامات والاحتجاجات. واضاف: «نحن مهددون في بيوتنا وفي اقامتنا في المدينة، السلطات تصادر البيوت، وتصادر الارض وتبني عليها مستوطنات لليهود، وتهدم البيوت الفلسطينية، واليوم تريد ان تصادر حتى المسجد الاقصى». واضاف: «الذين تظاهروا في القدس ليسوا اولاد شوارع، انهم اطباء ومهندسون ومحامون واساتذة جامعات ونساء وتلاميذ مدارس جاؤوا للدفاع عن البيت، فالمسجد الاقصى هو البيت، وعندما يضيع البيت، نصبح كلنا في الشارع».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
وقف نار غير مشروط في غزة بوساطة مصرية
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط
مصير الانتخابات الفلسطينية يحسم اليوم
استطلاع: «فتح» تتفوق على «حماس» والبرغوثي يفوز بالرئاسة
المقدسيون مدعوون للانتخابات عبر مراكز البريد
مقالات ذات صلة
أيضاً وأيضاً: هل يتوقّف هذا الكذب على الفلسطينيّين؟ - حازم صاغية
حرب غزة وأسئلة النصر والهزيمة! - أكرم البني
إعادة اختراع الإسرائيليّة والفلسطينيّة؟! - حازم صاغية
لا قيامة قريبة لـ«معسكر السلام» - حسام عيتاني
... عن مواجهات القدس وآفاقها المتعارضة - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة