الثلثاء ٢٣ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢٣, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
وقف قتال الغوطة بوساطة مصرية
موسكو – رائد جبر ؛ لندن - «الحياة» 
أكدت المعارضة توقف القتال في غوطة دمشق، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، وبعدها بساعات، القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، التوصل إلى اتفاق لإنشاء منطقة «خفض توتر» في الغوطة الشرقية لدمشق ووقف العمليات القتالية في ريف دمشق. وأكدت موسكو أن الاتفاق اشتمل على ترتيبات ترسيم حدود المنطقة وآليات مراقبة وقف النار وإدخال قوافل مساعدات إنسانية. وجاء هذا التطور في حين واصل سلاح الجو السوري قصف مواقع لتنظيم «داعش» في أنحاء عدة في سورية.

وأوضح بيان وزارة الدفاع الروسية أمس أن «مفاوضات أجريت في القاهرة بين ممثلي القوات الروسية وبعض أطراف المعارضة المعتدلة» أسفرت عن الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ ابتداءً من الليلة الماضية.

وقالت الوزارة أن الاتفاق المبرم رسم ملامح حدود منطقة خفض التوتر في الغوطة الشرقية، وحدد مواقع انتشار قوات الفصل والرقابة وصلاحياتها، كما حدد خطوط إيصال المساعدات الإنسانية وممرات عبور المدنيين»، وأشارت إلى تسيير أول قافلة إنسانية أمس إلى المنطقة، مضيفة أن الاتفاق نص كذلك على البدء بإخراج أول دفعات من المصابين والجرحى. ولم تحدد الوزارة الروسية الدور الذي لعبته مصر في تسهيل التوصل إلى اتفاق، لكنها قالت أن القاهرة رعت المحادثات.

في دمشق، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وقفاً للأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق بدءاً من يوم أمس.

وقالت في بيان بثه التلفزيون والوكالة العربية السورية للأنباء (سانا): «يبدأ وقف الأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية اعتباراً من الساعة 12 ظهراً».

وأكدت القيادة العامة للجيش في بيانها أنه «سيتم الرد في الشكل المناسب على أي خرق».

ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن رئيس «الهيئة السياسية» لـ «جيش الإسلام» محمد علوش تأكيده التوصل إلى اتفاق «تخفيف التصعيد» في منطقة الغوطة الشرقية.

وقال علوش للوكالة:» الاتفاق تم والآن دخل حيز التنفيذ، وسيؤدي إن شاء الله إلى فك الحصار عن الغوطة وإدخال المواد الإنسانية والمحروقات إليها».

وأردف أن الاتفاق نص على «نقاط للفصل بيننا وبين النظام، وهذا يعتبر جزءًا من الحل السياسي أو تمهيداً للحل السياسي وفق القرارات الدولية».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مساء أمس أن هدوءاً كاملاً يسود غوطة دمشق الشرقية في أعقاب غارات استهدفت صباحاً مدينة دوما وبلدة عين ترما ومناطق في أطراف حي جوبر شرق دمشق.

على صعيد آخر، نقلت صحيفة «إزفيستيا» القريبة من الحكومة الروسية عن مصدر بارز في الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة حاولت «قدر الإمكان ضمان أمن إسرائيل خلال مشاورات الطرفين في شأن الأوضاع السورية». وأوضح أن واشنطن سعت إلى «منع القوات الحكومية السورية وحلفائها من إنشاء موقع أمامي لتوجيه ضربات باتجاه مرتفعات الجولان، فضلاً عن منع وصول الأسلحة من إيران إلى سورية ولبنان عبر الأراضي العراقية».

لكن المصدر قال أن واشنطن «لم تحقق كامل أهدافها». ونسبت الصحيفة إلى جهة في الدوائر العسكرية – الديبلوماسية الروسية القول أن استمرار وجود القوات المسلحة العراقية والسورية على جزء من الحدود العراقية – السورية يكفي لنقل الأسلحة والذخيرة من إيران إلى سورية ولبنان وهو مؤشر إلى أن واشنطن لم تتمكن من تحقيق الهدف الذي أرادته تماماً.

على صعيد العمليات الحربية، شنّت طائرات سلاح الجو السوري أمس غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في مدينة دير الزور وريفي الرقة وحمص.

وأفاد مصدر سوري أمس بأن «هيئة تحرير الشام» سيطرت قبل التوصل إلى اتفاق لوقف اقتتالها مع «حركة أحرار الشام» في محافظة إدلب، على 30 مدينة وبلدة وقرية.

«هيئة تحرير الشام» سيطرت على 30 بلدة وقرية في إدلب قبل توقف الاقتتال

آخر تحديث: الأحد، ٢٣ يوليو/ تموز ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش) لندن - «الحياة» 
يسود الهدوء كامل محافظة إدلب منذ مغيب شمس يوم أول من أمس (21 تموز- يوليو)، بعد الاتفاق الذي جرى بين «حركة أحرار الشام» الإسلامية و «هيئة تحرير الشام»، في أعقاب اقتتال دامٍ شهدته المحافظة، هو الأعنف والأوسع بين هذين الطرفين، وخلف عشرات القتلى من المدنيين والعناصر المسلحة من الطرفين في مناطق كثيرة في محافظة إدلب.

وانتهى ذلك الاقتتال بين الفصيلين المعارضين باتفاق بينهما يقضي بوقف النار وإخلاء المحتجزين من الطرفين. ونص الاتفاق على إخلاء الفصائل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وتسليمه إلى إدارة مدنية تشرف على تسييره.

وشهد الاقتتال عمليات سيطرة وانسحاب من قبل مقاتلي الـ «حركة» والـ «هيئة»، فيما التزمت الحياد في هذا الاقتتال كتائب ومجموعات تابعة للجانبين، إضافة إلى معظم الفصائل العاملة في المنطقة.

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «هيئة تحرير الشام» سيطرت على سرمدا، حارم، رام حمدان، سراقب، الفطيرة، كفرعويد، قرى ترملا وكرسعة والفقيع ومعرة الصين والقصابية وبعربو بجبل شحشبو، الدانا، سلقين، وجرجناز ومعرشمارين وتلمنس ومعرشورين ومعصران بشرق معرة النعمان، آطمة، قاح، عقربات، باب الهوى ومحيطه، الهبيط، عابدين، حرش عابدين، كفريحمول، معرة مصرين ومعرة حرمة، فيما جرى إخلاء كل من سراقب ومعرة النعمان من الفصائل، مع تبعية سيطرتها لـ «هيئة تحرير الشام».

وكان «المرصد السوري» وثق مقتل 92 شخصاً على الأقل من المدنيين والمقاتلين، هم 77 عنصراً من الـ «هيئة» والـ «حركة»، قضوا جميعاً في إعدامات وتفجيرات واستهدافات واشتباكات جرت بينهما، و15 مدنياً هم 4 أطفال و7 مدنيين بينهم ناشط ورجل آخر وسيدة وطفلة ورجل آخر وطفله، إضافة إلى أربعة أشخاص آخرين قتلوا جراء عمليات القصف والاشتباكات والاستهدافات بين طرفي القتال منذ بداية الاقتتال بينهما.

ريف دمشق

من جهة أخرى استمر ارتفاع أعداد القتلى في مدينة دوما نتيجة الغارة التي طاولت المدينة صباح أمس إذ قُتل شخصان أحدهما طفل في الغارة التي خلفت عدداً من الجرحى بعضهم في حالات خطرة.

وبهذا الاستهداف في الغوطة الشرقية، ارتفع إلى 51 على الأقل عدد القتلى المدنيين منذ بدء عملية القوات النظامية السورية في حي جوبر ومحيط عين ترما بالغوطة الشرقية، في العشرين من الشهر الجاري، بحسب «المرصد السوري».

إلى ذلك، قصفت القوات النظامية بعد منتصف ليل الجمعة– السبت، مناطق في بلدة حربنفسة وقرية الدلاك بريف حماة الجنوبي، ولم ترد أنباء عن إصابات. وتعرضت أماكن في بلدة اللطامنة الواقعة في الريف الشمالي لحماة، لقصف من قوات النظام، ولم ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

حلب

ودارت بعد منتصف ليل الجمعة- السبت، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط مسجد الرسول الأعظم في حي الزهراء غرب حلب، وقصفت القوات النظامية مناطق الاشتباك. وسقطت عدة رصاصات متفجرة على مناطق في حي الزهراء وحي الخالدية في المدينة.

وشهد ريف حلب الشمالي الشرقي، تجدد الاشتباكات على محاور في محيط قيراطة وتوخار، بين قوات «مجلس منبج العسكري» وفصائل عملية «درع الفرات»، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة