الثلثاء ٢٣ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
العراق
قتلى وجرحى في اشتباكات بين «المنتصرين» في نينوى
على رغم تدخل الجيش العراقي لفض نزاع نشب بين مجموعات من «الحشد الشعبي» وعناصر من «حرس نينوى»، بزعامة المحافظ السابق أثيل النجيفي، تؤشر الاشتباكات إلى مستقبل كثير التعقيد، فهناك قوى متناحرة في مناطق متداخلة وأجواء تصعيد سياسي، مثل اتهام نائب الرئيس نوري المالكي «أهل الموصل بإسقاط مدينتهم، لإعادة الحكم السني».

وقالت مصادر عسكرية إن اشتباكات وقعت بين قوات «الحشد» و «حرس نينوى»، على رغم انتمائها رسمياً إلى «هيئة الحشد»، شمال الموصل. وأوضحت أن «خلافات غير معروفة السبب تطورت الى مشاجرة بالأيدي ومن ثم إلى إطلاق النار، وسقط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين». وأعلن مصدر طبي في مستشفى السلام التعليمي أنه استقبل عدداً من الجرحى والقتلى. وأعلن الناطق باسم «حرس نينوى» زهير الجبوري أن» قوات الحرس تورطت في الاشتباكات التي اندلعت في البداية بين مجموعة من فصيلي بدر وسيد الشهداء، وكلاهما من الحشد الشعبي».

مع وجود فصائل غير متجانسة في مناطق النزاع لا يستبعد أن تتكرر اشتباكات الأمس. وتتوزع القوى الرئيسية في خطوط تماس مختلفة: «البيشمركة» التابعة للحزب «الديموقراطي الكردستاني» في شرق نينوى وشمالها، وتتداخل مناطقها مع مناطق يسيطر عليها حزب «العمال الكردستاني» وقوات من «الحشد الشعبي»، و «حرس نينوى»، فيما تنشر قوات «الحشد» أيضاً في جنوب المحافظة وفي غربها، وتستعد للمشاركة في معارك تلعفر. وبالاضافة الى انتشار قوات الشرطة المحلية ووحدات من الجيش في الجزء الشرقي من الموصل، تنتشر قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب ووحدات من الجيش في الجزء الغربي من المدينة، تمشط الأحياء القديمة. واكتشفت أمس مخازن للأسلحة، وسجناً كان عناصر «داعش» يستخدمونه لإجراء تحقيقات.

ومع أن العناوين الأمنية والعسكرية، تبدو منسجمة ظاهرياً في نطاق «قيادة العمليات»، فإن التحركات كثيراً ما تتم من دون تنسيق، وسبق لقادة «الحشد» أن وصلوا الى حافة الاشتباك مع «البيشمركة» قرب سنجار (غرب).

وتزيد التطورات السياسية خطر الاحتكاك بين مختلف الأطراف، فقرب تنظيم اقليم كردستان استفتاء على الانفصال عن العراق، قد يشعل مناطق نفوذ القوات الكردية التي تجاوزت «الأراضي المتنازع عليها» الى خارجها، مثل سهل نينوى الذي تسكنه غالبية مسيحية، وهناك مطالب بتحويله الى محافظة مستقلة ستكون تحت نفوذ الأكراد.

في المقابل، يثير مستقبل قضاء تلعفر الذي تسكنه غالبية تركمانية، وما زال «داعش» يسيطر عليه الخوف من صراعات أخرى، خصوصاً بعد تحريره وإعادة التركمان الشيعة اليه، بالإضافة الى التشابك في سنجار وتداخل مناطق حزب «العمال» وقوات «الحشد الشعبي».

وليس بعيداً من هذا التصعيد، اتهم المالكي أمس «أهل الموصل» بأنهم أسقطوا المدينة في أيدي «داعش بمؤامرة بين بقايا حزب البعث والمحافظة والحكومة المحلية ورئيس اقليم كردستان، مسعود بارزاني وثوار العشائر». وقال، لموقع «سبوتنيك» الروسي إن «التخطيط كان إسقاط الرئيس بشار الأسد، على أن تخلفه جماعتا النصرة والقاعدة، والجيش الحر على خلفية طائفية، خصوصاً أن المنطقة الحدودية بين العراق وسورية «يقطنها» كلها سنّة، ليزحفوا إلى المنطقة الغربية في الأنبار، ومنها إلى بغداد ليسقطوا الحكم في العراق ويعيدوا الحكم السني». وتابع أن «النصر (في الموصل) ليس نصراً نهائياً، فهناك جيوب لداعش ما زالت في المدينة».

ويعتزم المالكي زيارة موسكو الأحد المقبل ويلتقي الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالانتينا ماتفيينكو.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة