الأربعاء ٢٤ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢١, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
تونس
لجنة برلمانية تونسية تتبنى قانون المصالحة والشاهد: الحرب على الفساد ليست انتقائية
تونس – محمد ياسين الجلاصي 
تعهدت حكومة تونس بالمضي قدماً في حرب ضد الفساد «لن تستثني احداً» بهدف إعادة ثقة المواطنين في «دولة عادلة»، فيما تواجه الحكومة اتهامات بمحاولة تمرير قوانين مصالحة مع الفاسدين من أزلام النظام السابق. وقال رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد في كلمة أمام البرلمان أمس، إن «ملف مكافحة الفساد والتهريب والتجارة الموازية من أهم المحاور التي عملت عليها الحكومة في إطار تطبيق تعهداتها إضافة إلى الحرب على الإرهاب»، مشيراً إلى أن الفساد استشرى في السنوات الأخيرة في شكل كبير.

وشدد الشاهد على أن حكومته ماضية في حربها على الفساد «التي تهدف الى إعادة ثقة المواطنين في دولة عادلة»، مضيفاً أن هذه الحرب لن تستثني أحداً مهما كان انتماؤه السياسي «فلا حصانة لأحد ولا أحد فوق القانون ولا أحد فوق الدولة».

وأممت الحكومة أملاك وأرصدة كل من شفيق الجراية (أحد ممولي حزب نداء تونس الحاكم) وسليم الرياحي (رئيس حزب معارض) وعدد من رجال الأعمال والمهربين وموظفين في الجمارك على خلفية ممارسة انشطة اقتصادية مشبوهة وتهريب وكسب غير مشروع، وفق ما أعلنت لجنة المصادرة. وأعلن رئيس الوزراء، خلال عرض استراتيجية حكومته لمكافحة الفساد أمام البرلمان، أن الحملة الأخيرة التي شنتها الدولة على مهربين وعدد كبير من رجال الأعمال قادت إلى مصادرة نحو 700 مليون دينار (290 مليون دولار) إضافة إلى مطالبة الدولة القضاء بتوقيع غرامات تصل إلى 2.7 بليون دينار (1.12 بليون دولار).

ورداً على انتقادات تواجهها الحكومة، قال الشاهد إن الحرب ضد الفساد «لم ولن تكون انتقائية وهي ليست تصفية حسابات سياسية مع خصوم سياسيين مثلما يروج له البعض ولن نستثني احداً ممَن تحوم حولهم شبهات فساد»، معتبراً أن المهربين ورجال الأعمال الفاسدين ليسوا خصوماً سياسيين.

لجنة برلمانية تونسية تتبنى قانون المصالحة

تبنت لجنة برلمانية تونسية مشروع قانون المصالحة الاقتصادية مع مشتبهين بالفساد على رغم اتساع دائرة رفضه، فيما استبعد رئيس الحكومة يوسف الشاهد اجراء تعديل وزاري في هذه الفترة، لينهي بذلك جدلاً واسعاً حول تغيير مرتقب.

وصادقت لجنة التشريع العام في البرلمان أمس، على مشروع قانون المصالحة الاقتصادية والمالية المؤلف من 7 فصول تحدد معايير تتعلق بالأشخاص المعنيين بالمصالحة من كبار موظفي النظام السابق وإجراءات إنهاء الملاحقات بحقهم في قضايا فساد.

وحظي مشروع قانون «المصالحة الإدارية» بموافقة غالبية نواب التحالف الحكومي ورفض المعارضة التي قاطعت التصويت بعد مطالبتها بسحب هذا المشروع نهائياً، وأُدخلت تعديلات على هذا المشروع ليشمل كبار الموظفين والوزراء ويستثني رجال الأعمال المقربين من نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

ويُنتظر بعد اقرار التعديلات أن تستفيد شريحة الموظفين العامين وأشباه الموظفين والبالغ عددهم 1500 شخص من هذا القانون. ويواجه المعنيون بهذا القانون تهماً تتعلق بالفساد واستغلال النفوذ على أن يكونوا غير مستفيدين مادياً أو معنوياً من الضغوطات التي سُلِطت عليهم، وطبقوا التعليمات مكرهين أو مجبرين. وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اقترح «مشروع قانون المصالحة الاقتصادية والمالية» منذ سنتين ليشمل آلاف الموظفين الحكوميين ومئات رجال الأعمال المقربين من نظام بن علي، وسُحب آنذاك تحت ضغط المعارضة التي نزلت إلى الشارع لإسقاطه.

وينص مشروع القانون على «العفو عن الموظفين العامين، وأشباههم بشأن الأفعال المتعلقة بالفساد المالي، والاعتداء على المال العام، ما لم تكن تهدف إلى تحقيق منفعة شخصية، مع استثناء الرشوة والاستيلاء على الأموال العامة، من الانتفاع بهذه الأحكام».

في سياق آخر، استبعد رئيس الحكومة إجراء أي تعديل على فريقه الوزاري، وذلك رداً على تصريحات لسياسيين من الموالاة والمعارضة تدعو إلى إجراء تعديل شامل في الحكومة التي تسلمت مهماتها منذ سنة. وأكد الشاهد إنه لن يقوم بأي تعديل وزاري «إلا بعد إجراء عملية تقييم شاملة للأداء الحكومي والوزراء»، مشيراً إلى إمكان عقد اجتماع مع احزاب التحالف الحكومي والاطراف الموقعة على «وثيقة قرطاج» خلال الفترة المقبلة لمناقشة الأمر.

وأوضح أن حكومته «تعمل حسب أهداف وثيقة قرطاج والأحزاب مطالبة بدعمها وتقييم أدائها»، مشيراً إلى أن «الوزراء سيناقشون أمام البرلمان الاستراتيجية الحكومية لمكافحة الفساد في إطار الحملة التي تقوم بها الحكومة لملاحقة رموز الفساد في البلاد».

وتأتي هذه التصريحات لتنهي جدلاً واسعاً حول امكان اجراء تعديل وزاري شامل في الفترة المقبلة، إذ اعتبر الشاهد أنه «من غير المعقول أن نقوم بمشاورات في كل صيف لتغيير الحكومة أو تعديلها فذلك يؤثر على استقرار البلاد ونموها».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة