هيمن إطلاق رجل الأعمال البارز هشام طلعت مصطفى من السجن حيث كان يقضي عقوبة الحبس 15 عاماً، بتهمة قتل المغنية اللبنانية سوازن تميم، على المشهد الاقتصادي والسياسي في مصر، فسعت جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها إلى استغلال الملف لتوجيه انتقادات إلى الحكم.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي أصدر عفواً رئاسياً عن 502 من المحبوسين، من بينهم طلعت مصطفى لمناسبة عيد الفطر، قبل أن تبدأ السلطات في السجون عملية إطلاق السجناء، وجاء إطلاق مصطفى لأسباب صحية، إذ كان يعاني متاعب خلال السنوات الأخيرة، وخرج الرجل من سجن طره بعد إنهاء إجراءات إطلاقه حيث كان في انتظاره أفراد في عائلته اصطحبوه إلى منزله بعد تسع سنوات قضاها في السجن بتهمة التورط في قتل المغنية سوزان تميم في مدينة دبي الإماراتية.

وجاء نبأ الإفراج عن مصطفى بالسعادة لدى العاملين داخل مجموعته العقارية «طلعت مصطفى»، وكذلك سكان المشاريع التي أقامتها المجموعة في عهده، والذين يعولون على عودته بعد تراجع الخدمات المقدمة للسكان داخل تلك المشاريع خلال فترة سجنه والتي كان يدير المجموعة فيها شقيقه طارق طلعت مصطفى.

ويتوقع أن ينعش القرار أسهم المجموعة الأكبر في البورصة المصرية، بعد عودتها من إجازة العيد، لا سيما مع استعدادات مكثفة تجريها للبدء في طرح مشروعها الجديد في العاصمة الإدارية التي تعاقدت عليه قبل أيام من إطلاق هشام طلعت.

وسيزور مصطفى مقرات المجموعة والمشاريع التي تقيمها «بعد قضائه فترة راحة» كما أفادت مصادر داخل المجموعة، وأكدت أن رجل الأعمال البارز كان على اطلاع بتفاصيل المشاريع التي تقيمها الشركة، وأنه سيعقد اجتماعات مع قادة الشركة لمحاولة إنهاء الأزمات التي حصلت خلال الفترة الماضية وتنشيط المجموعة في السوق العقاري المصرية.

وكان مشروع «مدينتي»، الذي تقيمة المجموعة على أطراف القاهرة، أثار نزاعاً قضائياً لسنوات، بعد ثورة كانون الثاني (يناير) العام 2011، حول أرض المشروع، قبل حسم الحكومة المصرية الأمر بتحرير عقد جديد.

في المقابل، وكعادتها لم تترك جماعة «الإخوان» القرار من دون إثارة الجدل حوله ومحاولة استغلاله للهجوم على الحكم، فاستخدم عناصرها تارة المفردات الدينية، باعتبار أن «الشرفاء»، ويقصد بهم قيادات الجماعة، مستمرون في السجون، أما المتورطون في جريمة قتل فيتم إطلاق سراحهم، وتارة أخرى يلوحون بأن قرار إطلاق سراح مصطفى جاء بصفقة مع الحكم، علماً أن الجماعة تنتهز أي فرصة للتشكيك في المشاريع التي يقيمها الرئيس عبدالفتاح السيسي ومن بينها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة التي تعاقدت مجموعة طلعت مصطفى بالفعل على قطعة أرض لتنفيذ مشروع عقاري.