دعت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا أمس، لاعتقال وتسليم سيف الإسلام القذافي المطلوب بتهم ارتكاب جرائم حرب بسبب مزاعم عن قمع المعارضة لمصلحة حكم والده معمر القذافي، في وقت رجّحت مصادر ليبية أن يتوجه سيف بكلمة للشعب الليبي، تكون بمثابة مقدمة لاستعادة نشاطه السياسي.

ودعت بنسودا في بيان، ليبيا ودول أخرى لاعتقال سيف الإسلام، بعد أن كان محاميه أعلن الأحد الماضي، إن موكله أُفرج عنه بموجب قانون عفو صادق عليه البرلمان في بلدة الزنتان الشرقية حيث كان معتقلاً منذ العام 2011. وكان شقيق سيف الإسلام، الساعدي القذافي مثل في وقت سابق أمس، أمام محكمة استئناف طرابلس الدائرة الجنائية الثانية، في إطار استكمال محاكمة السجناء الذين نُقلوا من سجن الهضبة.

وأفاد مصدر في وزارة العدل في طرابلس بأن هذا الإجراء يأتي تفعيلاً للقضاء وتمكيناً للنيابة من أداء دورها على الوجه الصحيح ومن دون أي تدخل في شؤون الأجهزة والإدارات المختصة. وأضاف المصدر أن «هذا ما تطمح إليه الأجهزة الأمنية ويريده الرأي العام الشعبي»، مبيناً أن «لا سلطة على القضاء ولا تفريط في حقوق المجني عليهم».

على صعيد آخر، أعلن مسؤول مكتب الإعلام برئاسة الأركان البحرية علي ثابت تفكيك 25 عبوة ناسفة من مقر الدرع مقر الأمن الداخلي سابقاً في وسط مدينة بنغازي، الذي تم تحريره بعد أن كانت تحتله جماعات إرهابية.

إلى ذلك، حض وزيرا الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل والفرنسي جان إيف لو دريان أول من أمس، الفصائل المسلحة المتناحرة في ليبيا على السعي إلى التوصل لحل سياسي في البلاد للمساعدة في وقف انتشار الجماعات المتشددة هناك واحتمال تمددها عبر حدودها.

وانضمت الجزائر إلى تونس في السعي إلى إجراء حوار يشمل كل الأطراف في ليبيا. وتهدف فرنسا إلى القيام بدور أكبر في الجمع بين الفصائل الليبية لإنهاء الاضطرابات التي سمحت للمتشددين الإسلاميين باكتساب موطئ قدم ولمهربي المهاجرين بالازدهار في ظل عدم وجود حكومة مركزية قوية. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن مساهل قوله بعد المحادثات مع نظيره الفرنسي: «الهدف الرئيسي يبقى مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات كبيرة حيث يتعزز التواجد الإرهابي نظراً إلى الوضع الكارثي في ليبيا».

ووصف لو دريان الذي يقوم بزيارة للجزائر تستغرق يومين محادثاته مع مساهل بأنها «شاملة». ويخشى المسؤولون الفرنسيون أن يحاول تنظيم «داعش»، بعد طرده من مدينة سرت الساحلية العام الماضي، استغلال فراغ السلطة في ليبيا لإعادة التجمع بعد أن فقد أراضي مهمة في سورية والعراق.