الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ٧, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
قطر
«طفح الكيل» ... وعلى قطر وقف دعم «حماس» و «الإخوان»
واشنطن - جويس كرم؛ باريس - رندة تقي الدين؛ الرياض - «الحياة» 
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر السلام في جدة أمس، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأشار بيان في الرياض إلى أن الملك سلمان والشيخ صباح «بحثا في العلاقات الثنائية ومستجدات الأحداث».

وتم خلال الاستقبال، وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء السعودية» تبادل التهاني والتبريكات بشهر رمضان المبارك. وأعلن الديوان الملكي في البحرين أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيزور جدة اليوم للقاء خادم الحرمين الشريفين، وإجراء محادثات معه تتناول العلاقات الثنائية إضافة إلى آخر المستجدات الإقليمية والدولية. وتواصلت ردود الفعل الدولية على قطع عدد من الدول العربية والإسلامية علاقاتها مع قطر بسبب دعمها الإرهاب والجماعات المتطرفة في المنطقة، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إن زعماء التقاهم خلال جولته في الشرق الأوسط وزيارته السعودية حذروه من أن الدوحة تمول «الفكر المتطرف»، وعزلها «يشكل بداية لنهاية فظائع الإرهاب». وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في باريس أمس «طفح الكيل... وعلى قطر وقف دعم حركة حماس والإخوان».

وأعربت قطر أمس عن أملها في إنجاح مساعي أمير الكويت والتوصل إلى حل للخلاف بين الدوحة والرياض، ودعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى «الحوار بين أطراف النزاع»، في حين قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن «هناك حاجة لمناقشات حاسمة حول تمويل الإرهاب»، لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي وصل إلى باريس أمس في إطار جولة أوروبية، أكد أن لا وجود لوساطة فرنسية.

وقال ترامب في تغريدة على «تويتر» إن زيارته السعودية «تؤتي ثمارها بالفعل، إذ أوفى زعماء إقليميون بوعودهم باتخاذ موقف صارم من تمويل الجماعات المتشددة. وأشاروا إلى قطر». وأوضح أن عزل الدوحة يشكل «بداية نهاية فظائع الإرهاب»، مبيناً أن «كل الدلائل تشير إلى أنها تمول التطرف الديني»، وزاد: «من الجيد رؤية زيارتي للمملكة العربية السعودية ولقائي العاهل السعودي و50 من قادة الدول تؤتي ثمارها»، وأضاف: «قالوا إنهم سيتخذون موقفاً صارماً ضد تمويل التطرف، وربما سيكون هذا بداية نهاية فظائع الإرهاب».

وتأتي تعليقات ترامب على الأزمة القطرية، في وقت أعربت الدوحة عن أملها في أن تنجح مساعي الشيخ صباح الأحمد الذي وصل إلى جدة أمس، في حل الأزمة. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى اتصالين بالشيخ صباح، واستقبل وزير الخارجية الكويتي هذا الأسبوع، كما تلقى الملك سلمان اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبحث في الخلافات.

وكان الشيخ صباح، الذي سيزور الدوحة بعد الرياض اليوم، تمنى «تهدئة الموقف، وعدم اتخاذ أي خطوة من شأنها التصعيد، وإتاحة الفرصة للجهود الهادفة إلى احتواء التوتر»، مؤكداً «العمل لدعم مسيرة التعاون الخليجي».

والجبير، الذي بدأ أمس في باريس جولة أوروبية ويصل ألمانيا اليوم لإطلاعها على تطورات الأزمة، أكد بعد لقائه وزير الخارجية جان إيف لودريان أن لا وجود لوساطة فرنسية. وقال «إن الأضرار التي ستنتج عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها بعض الدول العربية ضد قطر كفيلة بأن تقنعها بتغيير سياساتها بما في ذلك ما يتناول الجماعات المتطرفة»، وقال للودريان: «إنها مسألة داخلية بين دول الخليج، وتعرف قطر تماماً ما عليها أن تفعله، من وقف دعم المتطرفين والإخوان المسلمين وحماس وعدم التدخل في شوؤن الدول المجاورة ووقف الإعلام المعادي للدول الشقيقة وأن تتوقف عن المساهمة في زعزعة الشرق الأوسط».

وبعدما أغلقت الرياض أمس المكاتب التابعة لشركة «الخطوط القطرية» وسحبت تراخيص العاملين فيها، بعد يوم من إغلاق مكاتب قناة «الجزيرة»، قالت مصادر خليجية لـ «الحياة» إن الدول التي قطعت علاقاتها بقطر ستبحث في غلق كل المصالح القطرية التي لها ارتباط بشركات أخرى، وإيقاف كل الاتفاقات الرسمية مع الدوحة، كما وجهت مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) المصارف في السعودية بعدم التعامل مع المصارف القطرية».

إلى ذلك، منعت الفيليبين موقتاً مواطنيها من السفر إلى قطر للعمل بسبب «التداعيات» المحتملة لقطع دول عربية عدة علاقاتها الديبلوماسية مع الدوحة و «الإشاعات المقلقة». وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، إن «الشيخ تميم ألغى خطاباً كان يفترض أن يوجهه إلى الشعب ليل أول من أمس، بعد ساعات من إعلان الإجراءات ضد بلاده».

وأعلنت الإمارات أن «قطر في حاجة لاتخاذ إجراءات معينة لإعادة الثقة من خلال تغيير موقفها، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر حسابه في «تويتر» أمس: «بعد تجارب الشقيقة السابقة لا بد من إطار مستقبلي يعزز أمن المنطقة واستقرارها. لا بد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود. لا بد من خريطة طريق مضمونة».

وفي مصر، أشاد الأزهر بالموقف الذي اتخذه قادة دول عربية تجاه قطر، مشيراً إلى أنه «يتابع عن كثب التطورات التي تشهدها الساحة العربية»، مؤكداً تأييده ودعمه «الموقف المشترك ومقاطعة الأنظمة التي تدعم الإرهاب وتؤوي كيانات العنف وجماعات التطرف وتتدخل بشكل سافر في شؤون الدول المجاورة واستقرارها وأمن شعوبها».

وأعربت رابطة العالم الإسلامي عن تأييدها الكامل قرار مقاطعة دولة قطر، لافتة إلى أن هذا «الإجراء جاء وفق المقتضى الشرعي والقانوني والمنطقي تجاه الممارسات التي تستهدف أمن الدول واستقرارها».

وأبلغت وزيرة القوات الجوية الأميركية هيذر ويلسون، لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بأنها ليست قلقة على القاعدة الجوية الأميركية في قطر. وقالت: «لا يوجد تهديد بنقل القاعدة، والعمليات الأميركية مستمرة دون انقطاع».

وكانت ويلسون ورئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد غولدفين يدليان بإفادتيهما أمام اللجنة في شأن وضع القوات الجوية ومطالبها في موازنة العام المالي 2018.

تشدد أميركي - بريطاني ضد ممولي الإرهاب

تواصلت ردود الفعل الدولية والإقليمية على قرار السعودية وخمس دول عربية مقاطعة قطر، وأبدت الولايات المتحدة وبريطانيا تشدداً ضد ممولي الإرهاب، فيما أكد الرئيس دونالد ترامب أن المسؤولين الذين التقاهم خلال زيارته الرياض أشاروا إلى الدوحة خلال الحديث عن دعم الإرهاب. وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها ستجري «مناقشات حازمة» مع الجهات التي تمول الإرهاب والتطرف بما في ذلك حكومات أجنبية و «حلفاء عند الضرورة». أما فرنسا، فدعت إلى تسوية الخلافات من خلال الحوار.

إلى ذلك، أعلن الأزهر في بيان أنه «يتابع عن كثب التطورات العربية»، وأكد «تأييده ودعمه الموقف المشترك وقراره مقاطعة الأنظمة التي تدعم الإرهاب، وتؤوي كيانات العنف وجماعات التطرف، وتتدخل بشكل سافر في شؤون الدول المجاورة واستقرارها وأمن شعوبها. وأعرب عن دعمه «كل الإجراءات التي اتخذها القادة العرب لضمان وحدة الأمة، والتصدي بكل حزم وقوة لمخططات ضرب استقرارها، والعبث بأمن أوطانها. وأضاف أنه «يتطلع لمضاعفة الجهود لوقف المحاولات المغرضة التي تمارسها الأنظمة الشاردة، بما يشكل خطراً على أمن الإقليم العربي واستقراره، أملاً في أن تفيق هذه الأنظمة من غفلتها، وأن تعود إلى رشدها وإلى أهلها وبيتها».

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن بغداد «ليست طرفاً في النزاع بين دول عربية وقطر»، وأضاف أن هدفه الوحيد الآن «السيطرة على الحدود بين بلاده وسورية» والقضاء على «داعش».

وقال ترامب إن زيارته الشرق الأوسط «تؤتي ثمارها بالفعل، إذ أوفى زعماء إقليميون بوعودهم واتخذوا موقفاً صارماً من تمويل الجماعات الإرهابية». وأضاف في تغريدات على «تويتر»: «من الجيد للغاية رؤية زيارة السعودية مع الملك (خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز) وزعماء 50 دولة أخرى تؤتي ثمارها بالفعل. قالوا إنهم سيتخذون موقفاً صارماً من تمويل التطرف وكل الإشارات كانت إلى قطر. ربما تكون هذه هي بداية النهاية لرعب الإرهاب».

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي كبير (لم تسمه) قوله: «لا نريد أن نرى شكلاً من أشكال الشقاق الدائم، وأظن أننا لن نرى هذا»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «سترسل مبعوثاً إذا اجتمعت دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة الخلاف مع قطر». وأضاف: «هناك إقرار بأن بعض سلوك قطر يثير القلق ليس فقط لدى جيرانها الخليجيين ولكن لدى واشنطن أيضاً».

وقالت مارسيل وهبة وهي سفيرة أميركية سابقة لدى الإمارات العربية ورئيسة «معهد دول الخليج»، إن لأميركا «نفوذاً لكنها ستستخدمه بحكمة وستتحرك. وأعتقد بأنه سيكون تحركاً هادئاً للغاية ووراء الكواليس. لا أظن بأننا سنجلس على الهامش وندع الأزمة تتفاقم».

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن باريس ستسعى إلى حل الخلاف حل الخلاف بين دول عربية وقطر عن طريق الحوار وستتحدث إلى القوى الإقليمية في مسعى لنزع فتيل الأزمة. وأضافت أن الوزير جان إيف لودريان سيجري محادثات مع نظيريه السعودي والقطري ومع ممثل لولي عهد أبوظبي للبحث في المسألة. وأكدت أن باريس «تقف إلى جانب دول المنطقة في التصعيد الضروري للمعركة ضد الجماعات الإسلامية وداعميها ومموليها».

في لندن، قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أمس، إنها ستجري «مناقشات حازمة مع الجهات التي تمول الإرهاب والتطرف، بما في ذلك حكومات أجنبية وحلفاء عند الضرورة». وأضافت: «يجب إجراء مناقشات حازمة حول موضوع تمويل الإرهابيين».

وأفادت صحيفة «ذي فايننشال تايمز» بأن قرار مقاطعة قطر الذي اتخذته السعودية ومصر ودولة الإمارات المتحدة والبحرين، كان بسبب فدية بلغت بليون دولار قدمتها قطر لتحرير أفراد من العائلة الحاكمة خطفوا في العراق. وأوضحت أن الدوحة دفعت 700 مليون دولار لشخصيات إيرانية وميليشيات محلية تدعمها طهران، لتحرير القطريين. كما دفعت الدوحة من 200 إلى 300 مليون دولار لجماعات إسلامية في سورية، ذهب معظمها إلى «فتح الشام» المرتبطة بـ «القاعدة» مقابل إطلاق 50 مسلحاً شيعياً كانوا في قبضة التنظيم.

ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين لم تسمهما قولهما إنهما «يعتقدان أن خطف القطريين كان لإعطاء حزب الله وإيران ذريعة للتفاوض لإطلاق مقاتلين شيعة محتجزين لدى جماعة فتح الشام السنية المتشددة التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة». وأضاف الديبلوماسيان أن الصفقة «شملت اتفاقاً منفصلاً لتسهيل إجلاء سكان بلدتين يحاصرهما مسلحون سوريون مقابل أخريين يحاصرهما مسلحون شيعة. وظلت قطر وإيران تبحثان لوقت طويل عن غطاء لعقد هذه الصفقة، ووجدتا ذلك أخيراً».

وهناك عامل آخر دفع إلى اتخاذ قرار المقاطعة، إذ إن قطر وقفت ضد القاهرة عندما أطاح الجيش حكومة جماعة «الإخوان المسلمين»، ورفضت التوجه السعودي بتصعيد الضغط على إيران.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
في واقعة نادرة ... عمال أجانب يتظاهرون في الدوحة للمطالبة بدفع أجورهم المتأخرة
قطر تعلن تعديلاً وزاريًّا مفاجئاً
64 شكوى تعذيب وسوء معاملة لمعتقلين سياسيين ومحكومين بقطر خلال شهرين
نشطاء من قبيلة آل غفران يتعهدون باسترداد حقوقهم من السلطات القطرية
ناشط حوثي يسرق أموالاً خصصتها قطر لمظاهرات ضد الإمارات في جنيف
مقالات ذات صلة
بداية متعثرة لوساطة تيلرسون - جويس كرم
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة