الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ٧, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
ملامح معركة دير الزور تتشكل مع إحكام القبضة على «داعش»
تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر «تنظيم داعش» من جانب آخر، على محاور في جمعية الرواد ومنطقة البغيلية بالأطراف الشمالية الغربية لمدينة دير الزور، وفي منطقة المقابر وغرب مطار دير الزور العسكري، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط اللواء 137 ودوار البانوراما بجنوب مدينة دير الزور، إثر هجوم عنيف بدأه «داعش» بعد منتصف ليل الإثنين – الثلثاء، في محاولة منه تحقيق تقدم باتجاه حي الجورة واللواء 137، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف لقوات النظام على مناطق سيطرة التنظيم، واستهدافات متبادلة على محاور القتال في المدينة ومحيطها.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن هذه الاشتباكات تأتي كاستمرار للمعارك التي بدأت فجر 3 من حزيران (يونيو) الجاري بين طرفي القتال، والتي تركزت في بدايتها في محيط دوار البانوراما بجنوب مدينة دير الزور وفي محاور بمنطقة المقابر ومحيطها، إثر هجوم عنيف نفذه عناصر «داعش» حيث سيطر الأخير على مدرسة ونقاط ومواقع أخرى في خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام عن منطقة جنوب مدينة دير الزور.

وتكتسب المعارك في دير الزور أهمية كبيرة بسبب التطورات على الأرض في البادية السورية والرقة، إذ تتحرك القوات النظامية والميليشيات الموالية لها باتجاه دير الزور من جهة البادية بتغطية من روسيا سعياً لقطع الطريق على فصائل «الجيش السوري الحر» ومن أجل فتح طريق دمشق- بغداد وكبح أي تقدم للمعارضة من البادية باتجاه دير الزور. ولا تزال القوات النظامية تحتفظ بمسمار في قلب مدينة دير الزور، إذ تسيطر على ثلاثة أحياء هي الجورة والقصور وهرابش، إلى جانب المطار العسكري، وهو محاصرٌ في هذه المناطق من «داعش» ويعتمد على الإمداد الجوي الروسي.

أما عناصر «الجيش الحر» فقد تمكنوا من دخول الحدود الإدارية لدير الزور، من جهة الجنوب، بالتوازي مع الشريط الحدودي العراقي عبر تقدمهم في البادية.

بينما تمكنت «قوات سورية الديموقراطية»، المدعومة أميركيًا، من دخول الحدود الإدارية لدير الزور من الجهة الشمالية الغربية في إطار عملياتها لعزل «داعش» في مدينة الرقة.

ويحاول «داعش» وفصائل المعارضة في دير الزور إحكام سيطرتها حول النقاط الاستراتيجية استباقاً لتحركات القوات النظامية والميليشيات الموالية لها واستغلال التقدم الذي أحرزوه في الآونة الأخيرة في البادية السورية لشن هجوم واسع النطاق على دير الزور الغنية بالنفط والمهمة استراتيجياً في المعركة ضد «داعش». ويساهم تقدم القوات النظامية نحو 1400 كلم في البادية السورية، وسيطرتها على «مثلث ظاظا» شرق منطقة «السبع بيار» والذي يفصل ريف حمص الشرقي عن ريف دمشق الشرقي، وصولًا إلى «تلول المحدد»، يساهم في مساعدة القوات النظامية في تأمين مكاسبها قرب معبر التنف الحدودي و «مثلث البادية» الذي يعتبر عقدة الوصل بين بغداد والأردن ودمشق.

كما ان تقدم القوات النظامية في البادية السورية مهم لأنها تمثل منطلقاً للمعارك المقبلة ضد «داعش» في دير الزور. وتؤكد مصادر متطابقة في المعارضة السورية أن عناصر «داعش» بدأت تتجه إلى دير الزور بأسلحتها وعتادها بسبب الخسائر التي تكبدوها في ريف الرقة وترجيح خسارتهم معقلهم في الرقة، العاصمة المفترضة لهم.

ويقف تقدم القوات النظامية في منطقة البادية عائقًا أمام سعي «الجيش السوري الحر» للسيطرة على البادية كاملة، ويُعقّد الأمور بخاصة أن امتداد الريف الشرقي للسويداء، وصولًا إلى منطقة «التنف» الحدودية مع الأردن، بات تحت سيطرة الولايات المتحدة وبريطانيا، إذ تدعم تلك الدول فصائل في «الجيش الحر»، ضد «داعش» وصولًا إلى البوكمال في دير الزور لـ “تطهير” كامل الشريط الحدودي مع الأردن من «داعش».

ولم تتمكن القوات النظامية من تحقيق تقدم استراتيجي على رغم مرور نحو 5 أشهر على تنفيذ «داعش» الهجوم الأعنف منذ كانون الثاني (يناير) 2016، على محيط مدينة دير الزور، وتمكنه من السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من المدينة ومحيطها وفرض حصار جديد داخل الحصار المفروض على مناطق سيطرة النظام منذ مطلع العام 2015 عبر شطر المدينة إلى نصفين بالسيطرة على الجبل المطل على مدينة دير الزور وتمكنه من حصار مطار دير الزور العسكري. وفشلت القوات النظامية في فك الحصارين -الأول والثاني- عن مدينة دير الزور، التي تعاني من أوضاع إنسانية ومعيشية سيئة على رغم من قيام طائرات الشحن بإلقاء مئات الشحنات بواسطة مظلات على مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور والمشاركة الروسية في استهداف مواقع «داعش» والقصف الجوي والصاروخي والمدفعي المكثف من قوات النظام وطائراتها.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة