الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ٣, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
بوتين يتحدث عن «أخطاء كثيرة» للأسد
اقتحمت «قوات سورية الديموقراطية» أمس بلدتين مهمتين قرب مدينة الرقة، معقل «داعش» في سورية، وسط معلومات عن اتفاق يسمح بانسحاب عناصر التنظيم منهما، من دون أن يتضح إن كانت وجهتهم الرقة نفسها أم البادية السورية، وهو أمر كانت روسيا حذّرت منه أول من أمس، مهددة بضرب أي أرتال للتنظيم تنسحب نحو المناطق الصحراوية. وبالتزامن مع ذلك، قال الرئيس فلاديمير بوتين أمس إن الرئيس بشار الأسد ارتكب «أخطاء كثيرة» وإن تدخل روسيا في سورية ليس للدفاع عن شخصه، بل للحفاظ على مؤسسات الدولة خشية انهيارها، معتبراً أن معارضي الأسد «ليسوا ملائكة».

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله أمس إن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا سيزور موسكو الأسبوع المقبل لإجراء محادثات في الملف السوري، في خطوة تستبق الدعوة إلى جولة جديدة من مفاوضات جنيف.

وقال بوتين خلال مشاركته في منتدى سان بطرسبرغ: «إننا ندافع بالدرجة الأولى عن مؤسسات الدولة السورية وليس عن الرئيس الأسد، ولا نريد أن يتشكل في سورية وضع مشابه لما تمر به ليبيا أو الصومال أو أفغانستان». ودعا وفق ما نقلت عنه قناة «روسيا اليوم» إلى عدم توجيه أصابع الاتهام إلى الأسد وحده، متسائلاً: «لنتحدث في شكل دقيق، هل ارتكب الأسد أخطاء؟» وأجاب: «ليس قليلاً، على ما يبدو». قبل أن يضيف متسائلاً أيضاً: «وهؤلاء الذين يواجهونه؟ هل هم ملائكة؟ مَن يقتل الناس هناك ويعدم الأطفال؟ مَن يقطع الرؤوس؟ هل هؤلاء الأشخاص مَن يجب أن ندعمهم؟». وقال «التهديد الإرهابي (في سورية) ليس مشكلة مفتعلة، وهناك، وفق تقديراتنا الأولية، 4 آلاف شخص من روسيا وحدها موجودون حالياً في سورية، وذلك إضافة إلى 4.5 – 5 آلاف آخرين من بلدان رابطة الدول المستقلة، غالبيتهم من آسيا الوسطى». وأضاف: «إنهم يحاولون العودة ... لن ننتظر وصولهم إلينا أو إليكم».

ميدانياً، أفادت شبكة «الدرر الشامية» أن «قوات سورية الديموقراطية» اقتحمت أمس، بلدتي هنيدة والمنصورة غرب مدينة الرقة، بعد انسحاب تنظيم «داعش» في إطار «اتفاق» بين الطرفين. ودارت اشتباكات عنيفة في هاتين المنطقتين منذ مساء الخميس، قبل أن تقتحم «سورية الديموقراطية» فجر أمس المنصورة من جهتها الجنوبية الغربية. وتابعت أن الاشتباكات في محيط المنصورة وهنيدة الخميس «كانت بسبب تعثر المفاوضات بين تنظيم الدولة وميليشيات سورية الديموقراطية حول عملية الانسحاب، بعد أن تم الاتفاق على انسحاب التنظيم بعتاده الكامل إلى البادية السورية، وذلك خلال 72 ساعة». وأضافت أن «داعش» نادى صباح أمس عبر مكبرات الصوت في المساجد مطالباً الذين يريدون الخروج مع عناصره من الأهالي بتحضير أنفسهم للانسحاب من المنصورة وهنيدة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أول من أمس ضرب أرتال لـ «داعش» كانت تنسحب من الرقة إلى ريف تدمر، مهددة بمنع خروج أي عناصر من التنظيم نحو مناطق سيطرة القوات النظامية السورية بوسط البلاد.

وفي جنيف (رويترز) قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن من غير المرجح أن تشهد سورية «مشروع مارشال» لإعادة إعمارها مع احتمال عودة مئات الآلاف من المدنيين إلى منازلهم قريباً على رغم أن تحقيق السلام ما زال أمراً بعيد المنال. وقال رئيس الصليب الأحمر بيتر ماورر في كلمة بعد زيارته الخامسة لسورية، إن اللجنة تكثف عملها لإعادة البنية التحتية في الماء والصحة والكهرباء إلى المناطق التي استعادتها الحكومة والتي يعود إليها المدنيون. وقال ماورر لمجموعة من الصحافيين في جنيف: «يتحدث البعض الآن عن مشروع مارشال كبير لسورية لكننا نعرف أيضاً أن هذا لن يحدث إذا لم يكن هناك توافق سياسي ويتحقق الحد الأدنى من الاستقرار».

الهجوم الكيماوي كان «استفزازاً» للأسد

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن الهجوم الكيماوي الذي حصل في سورية في نيسان (أبريل) الماضي كان عملية «استفزازية» ضد الرئيس بشار الأسد.

وكرر بوتين خلال منتدى اقتصادي في سانت بطرسبورغ أمس الجمعة، اعتقاده القوي بأن قوات الأسد ليست مسؤولة عن الهجوم الكيماوي في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي قبل شهرين.

وضربت الولايات المتحدة بصواريخ كروز قاعدة جوية لقوات الأسد رداً على الهجوم الكيماوي الذي أوقع عشرات القتلى.

وقال بوتين إن الهجوم كان استفزازاً يهدف إلى إلقاء اللوم على الرئيس السوري، مصرّاً على أن «الأسد لم يستخدم هذه الأسلحة» الكيماوية.

ولفت إلى أنه عرض على الولايات المتحدة وحلفائها فرصة فحص القاعدة السورية المستهدفة للتأكد من عدم وجود آثار لعناصر كيماوية فيها، منتقداً رفض الغرب قبول هذا العرض.

وكان بوتين يشير إلى قاعدة الشعيرات في حمص، والتي قال الأميركيون إن الطائرات التي استخدمت سلاحاً كيماوياً في قصف خان شيخون انطلقت منها.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة