الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢٦, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
الحريري من طرابلس: سأسير بأي قانون انتخاب
قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من طرابلس إنه «سيسير بأي قانون انتخاب، إن كان النسبية نسير بالنسبية وإن كان المختلط نسير بالمختلط». واعتبر أنه «يجب على الأفرقاء الآخرين أن يتنازلوا قليلاً للوصول إلى قانون جديد». ورأى أن «من المعيب أن لا نصل إلى قانون بعد العمل الإيجابي، وما زلنا قادرين على أن نصل إلى نهاية إيجابية، فنحن لطالما تغنينا بالديموقراطية والحرية».

وكانت طرابلس استقبلت الحريري استقبالا شعبياً حاشداً خلال جولة تفقد خلالها عدداً من المشاريع الإنمائية التي يتم تنفيذها فيها. واحتشد مواطنون على الأوتوستراد الغربي لاستقباله يرافقه وزير الثقافة غطاس خوري، وهي المحطة الأولى له، رافعين صوره ورايات «تيار المستقبل» والأعلام اللبنانية، ونحروا الخراف ترحيباً به في المدينة. فيما سارع بعضهم إلى التقاط صور سيلفي معه. وتقدّم المستقبلين الوزيران محمد كبارة ومعين المرعبي وعدد من نواب طرابلس والضنية وعكار ومحافظ الشمال رمزي نهرا ورئيس بلدية المدينة أحمد قمر الدين ورئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين ورئيس غرفة التجارة توفيق دبوسي ورجال دين. واستمع الحريري إلى شرح مفصل على الخرائط من رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر ومن مستشاره للشؤون الإنمائية فادي فواز عن سير تنفيذ مشروع الطريق الدائري الغربي لطرابلس الذي يربط مناطق الميناء وطرابلس والبداوي.

ثم انتقل الحريري الذي رفعت صوره على أبنية في شوارع المدينة، لتفقد مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس وسوق الخضر الحديث الذي أنجز العمل فيه في منطقة المرفأ. ثم زار مشروع إعادة تأهيل واجهات المباني المتضررة جراء الاشتباكات التي حصلت في مناطق البكار وبعل محسن والمنكوبين، ومن المقرر أن يستغرق تنفيذ المشروع 6 أشهر. وتفقد خان العسكر في منطقة الدباغة الذي أعيد ترميمه بعد أن كانت تسكنه عائلات مهجرة. ثم توجه إلى منطقة أبو سمرا حيث تفقد الأعمال في المدرسة النموذجية ودار المعلمين والمبنى التابع للجامعة اللبنانية في منطقة رأس مسقا حيث يتم تشييد مبنى لكل من كليتي الهندسة والعمارة بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية تبلغ قيمته ٥٧ مليون دولار. واطلع على الأعمال الجارية في مبنى كلية العلوم والتي يمولها في شكل جزئي الصندوق السعودي للتنمية. واختتم جولته بتفقد مشاريع البنى التحتية للمدينة واطلع على الأعمال الجارية فيها ثم لبى دعوة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار إلى مأدبة غداء تكريمية أقامها على شرفه في مطعم الشاطئ الفضي في الميناء، حضرها نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري وكبارة والمرعبي وعدد من النواب ورجال الدين والشخصيات وفاعليات المنطقة.

وقال الحريري في كلمة له: «لم آت لأعطي دروساً للأفرقاء السياسيين، لكنني أتيت لأقول للجميع أن هناك ناساً ونحن في خدمة الناس، وستحاسبكم كلكم مهما كان القانون في حال لم تكونوا في خدمتها، مسيرتنا في الحكومة مستمرة والمشاريع سنستكملها». واعتبر أن «موضوع الموقوفين (الإسلاميين) مهم جداً ونعمل على قانون العفو وسنصل إليه وسيكون هناك عفو عن الذي يستأهل ذلك». وأكد أن «طرابلس لطالما أعطت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأعطتني الثقة وأنا هنا لمتابعة المشاريع الحيوية فيها، ويمكن في المرحلة السابقة لم أت ولكنني كنت أعمل. هذه حكومة استعادة الثقة، وبعد الفراغ الناس فقدت ثقتها بالدولة ونحن واجبنا أن نعيد الثقة، فمشروع رفيق الحريري كان قائماً على الدولة في خدمة الناس وليس الناس في خدمة الدولة»، مشيراً إلى أن «كل موظف يعمل لهذه الدولة هو في خدمتكم والذي يفكر غير ذلك فلتقدم شكوى في حقه، لأنه آن الأوان لأن تصل الخدمة من دون واسطة وهذا كان حلم رفيق الحريري». وقال: «كان حلم رفيق الحريري أن يرى طرابلس مثلما كانت وأجمل مما كانت، وهذا ما سنعمل عليه، وواجبنا أن نقوم بذلك». وتحدث في تصريحات إعلامية جانبية عن البحث «بقانون جديد للانتخابات والنقاش متطور وستجرى الانتخابات وفق قانون جديد».

ورحب مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بالحضور «في حضرة كبير تجذر وجوده منذ أن كان رفيق الحريري، وهو حمل الأمانة ورفع الراية وأكمل المسيرة». وتوجه إلى الحريري بالقول: «ندرك ثقل الأمانة على أكتافك، إنك بكل وضوح أمانة أمن الوطن ومستقبله، كل ذلك يحتم عليك وعلى من معك ومن عرفك وعلى من عرف رفيق الحريري أن تخاطب الناس بعقلك وأن تخاطب الناس بحكمتك لا أن تخاطبهم بالمنطق المذهبي والطائفي والغرائزي». ورأى أن «قيمة رفيق الحريري أنه صاحب حكمة ونظرية ودراية ونظرة إلى المستقبل لحفظ الكيان ولبنان وكل ذلك يلقي عليك ثقلاً وأمانة ومسؤولية». وقال: «لكن حذار دولة الرئيس من أن تشدك الغرائز إلى منطق آخر، فلبنان لا يقوم إلا بالعقل والتوازن والحوار وتقديم مصلحة الوطن وأمنه ومستقبله التي واحدة منها إنهاء الفراغ الرئاسي كما أقدمت وفعلت وكما أعلنت من أجل أن نحفظ كيان لبنان ومؤسساته ومستقبله».

ولفت إلى أن «القيادة السياسية كما القيادة الدينية على وجه التحديد لا يمكن أن تحيد عن الاعتدال ولا عن التوسط ولا عن تقديم المصلحة الكبرى». ودعاه إلى «إكمال هذه الطريق، وثق أن الله معك وأن لبنان معك، وكن على يقين بأن الأحرار من وطنك وأن الأبرار من وطنك والحكماء يشدون على يديك ليقولوا لك كلمة من أجل مستقبل لبنان». وقال له: «كن متعاليا على الجراح وكل بوادر الفتن المذهبية أو المناطقية أو الحزبية، لتعلو كلمة لبنان وترتفع راية الوطن ولتكون بحق صاحب شعار المستقبل وتياره». وأضاف: «في طرابلس نستقبل اليوم كبيراً وحبيياً وغالياً. ولن يدوم أبداً لا التقاتل ولا المشادة لأن الحوار من شأنه أن يتغلّب على سائر العقد والصعاب ولن نحيد لا عن سياسة رفيق الحريري ولا عن رؤية الشهيد الكبير ولا عن الانتظام العام الذي يحفظ الدستور والطائف والتوازن الذي وحده هو سبيل بقاء لبنان من دون أن تكون هناك مغالبة لفريق على آخر».

ومساء وضع الحريري حجر الأساس لسوق الخضار في أرض جلول في بيروت.

شورتر: نؤمن بمستقبل لبنان

أكد السفير البريطاني لدى لبنان هيوغو شورتر أنه «على رغم الاعتداء الإرهابي المروع الذي طاول مدينة مانشستر، مستهدفاً عدداً كبيراً من الشباب، اعتدنا أن نحافظ على هدوئنا ونستمر في عملنا، لأن اللبنانيين خيرُ من يعرف معنى الصمود والنهوض من جديد، فإن دعمكم يعني لنا الكثير». وقال شورتر في احتفال بعيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية الـ 91 واليوبيل الياقوتي لاعتلائها العرش حمل عنوان «الاستثمار في المستقبل» في حضور ممثلين عن الرؤساء الثلاثة إن «هذه الليلة هي احتفاء بمستقبل لبنان، وبالاستثمارات الاستثنائية التي وظفتها بريطانيا في ذلك المستقبل. ونحن شريك في مستقبل لبنان، إذ نقدم الدعم لقطاع التعليم وقطاع التكنولوجيا إضافة الى التعاون مع البلديات استجابة لحاجات المجتمعات المحلية». وأكد «أننا نقوم بكل تلك المشاريع والكثير غيرها، بما فيها في مجال الأمن والدفاع، لأننا نؤمن إيماناً راسخاً بمستقبل لبنان». ورأى أن «لبنان ينعم بأبناء قادرين على الصمود وموهوبين وملهمين. ولهذا السبب، أنا فخور بأن نستثمر معاً في مستقبل مشرق».

نصر الله يدعو الى تسوية لمسلحي جرود عرسال: وأفكار جديدة في قانون الانتخاب قد توصلنا لنتيجة

جدد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله دعوة أهالي عرسال (الحدودية مع سورية) والحكومة اللبنانية الى بذل الجهد من أجل إنهاء الواقع القائم في جرودها، قائلاً في الذكرى 17 لـ «عيد المقاومة والتحرير»: «نحن حريصون على إنهاء الوضع الذي لا يجوز بقاؤه لأي سبب وبأي حجة، نحن حريصون على حقن الدماء وإنهاء هذا الملف بالطرق السلمية والتسويات الممكنة، وفي نهاية المطاف لا يمكن البقاء على الوضع القائم في جرود فيها جماعات مسلحة لديها السيارات المفخخة ولديها انتحاريون ويمكن أن تهدد قرى وبلدات هذه المنطقة في أي لحظة من اللحظات».

وكان نصر الله أطل على أنصاره الذين احتشدوا في ملعب لكرة القدم في مدينة الهرمل، من على شاشة عملاقة، وهم لوحوا برايات «حزب الله» وحركة «أمل» من دون العلم اللبناني. وحضر المهرجان الوزير السابق غابي ليون ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال عون والمسوؤل التنظيمي في حركة «أمل» في منطقة البقاع مصطفى فوعاني ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزراء ونواب وضباط في الجيش اللبناني والسفيران السوري علي عبدالكريم علي والإيراني محمد فتحعلي وممثلون عن أحزاب وقوى سياسية لبنانية بينهم أمين السر العام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» ظافر ناصر وممثلون عن عشائر بقاعية ووفد يمني وآخر من منظمة «بدر» في العراق.

وبعد أن كرر نصر الله الحديث عن دور معادلة الجيش والشعب والمقاومة في تحرير الجنوب والبقاع الغربي عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي، ذكر بأن هذا حصل «حين كان يتولى رئاسة الجمهورية أميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري ورئاسة الحكومة سليم الحص». وتحدث عن انجاز مراحل «استيعاب تمدد المسلحين وطردهم من أغلب المناطق السورية الحدودية مع لبنان وتأمين السلسلة الشرقية وتبقى المرحلة الأخيرة جرود عرسال».

وخاطب الجماعات المسلحة في هذه الجرود مجدداً بالقول: «لا افق لمعركتكم ولا أمل لكم ومسار الحرب القائمة في سورية والعراق أخذ منحى مختلفاً تماماً لذلك فلتكن هناك الفرصة المناسبة لإنهاء هذا الملف بافضل وسيلة ممكنة».

وتحدث نصر الله عن أمن البقاع الداخلي، فأشاد بالتدابير التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية، مؤكداً أهمية مواصلة هذا الجهد الأمني الرسمي في مواجهة الارتكابات التي تحصل»، داعياً الأهالي «الى المزيد من التعاون مع هذه القوى وقد تحصل أخطاء لكن لا تسمحوا لأحد بأن يستغلها عند أي حاجز او دورية لإثارة الناس ضد القوى الامنية وهذا ما تريده الشبكات المسيئة لأمن البقاع». وشدد على ضرورة تكامل هذا الأمر مع «الجهود المبذولة في الملف القضائي وإمكان العفو حيث يمكن، وفي الملف الانمائي».

وفي قانون الانتخاب، رأى نصر الله أن «الوقت يضيق وما زلنا نأمل بإمكان التوصل الى قانون جديد، وخلال اليومين الماضيين كانت هناك بعض الأفكار الجديدة ويمكن أن توصل الجميع الى نتيجة طيبة على مستوى قانون جديد ونحن نصر على أهمية الوصول الى ذلك، من أجل البلد ومصلحته وصدقية الجميع ونحن جميعاً قلنا لا للفراغ ولا للتمديد ولا للستين وعندما قال الرئيس ميشال عون إن القوى السياسية أمامها فرصة حتى 20 حزيران للتوصل الى قانون يعني أن أمامنا عقداً استثنائياً للمجلس النيابي ما يعطي المزيد من الوقت الضيق عسى التوصل الى هذه النتيجة».

وطمأن نصر الله اللبنانيين الى أنه «لن يكون هناك انعكاس لقمة الرياض على الوضع الداخلي والى وجود تفاهم داخلي منذ انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة، فنحن مختلفون بالقضايا الإقليمية لكن هناك تفاهماً في الموضوع اللبناني، في الأمن والاستقرار وبناء الدولة والملفات الاقتصادية والاصلاح الداخلي والحوار الوطني، نحكي مع بعضنا بعضاً ونطول بالنا وهذا ينسحب على ما بعد قمة الرياض». ووصف وزير الخارجية جبران باسيل بأنه اتخذ «موقفاً صادقاً وشجاعاً ومسؤولاً»، كما أشاد بجلسة مجلس الوزراء حيث «رئيسا الجمهورية والحكومة والوزراء أكدوا التزامهم خطاب القسم والبيان الوزاري»، كما نوه بموقف «تيار المستقبل». وقال: «هذا كله يحمي لبنان وهذه نقطة ايجابية في السلوك السياسي في لبنان».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة