كشف "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له وناشطون أكراد أن قوات أميركية بدأت بالانتشار في شمال سوريا بمناطق التوتر بين الاكراد والقوات التركية.      

وظهرت في شريط نشره ناشطون سوريون على شبكة الانترنت قافلة من العربات المدرعة الاميركية تتحرك على طريق ريفي في قرية الدرباسية على مسافة مئات الأمتار من الحدود التركية.

وأفاد الناشط الكردي في المنطقة مصطفى بالي، أن الانتشار بدأ بعد ظهر الجمعة وأنه لا يزال مستمراً. وأوضح ان الإنتشار يمتد من الحدود العراقية إلى مناطق ما بعد الدرباسية في المناطق ذات الغالبية الكردية في شرق سوريا. وأضاف :"إن الدور الأميركي بات الان شبيهاً اكثر بقوة ردع بيننا وبين الأتراك على كل الجبهات". وأشار الى ان القوات الاميركية ستنتشر أيضاً كقوة فصل في مناطق تحصر فيها المعارضة السورية التي تدعمها تركيا والقوات الكردية. واعتبر ذلك بمثابة رسالة تطمين للاكراد و"رسالة تحذير" للأتراك.

وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الكابتن جيف ديفيس أن قوات أميركية انتشرت على الحدود. وقال:"نواصل حض جميع الأطراف المعنيين على التركيز على العدو المشترك وهو تنظيم الدولة الإسلامية".

وتنشر الولايات المتحدة مئات من جنودها على الأرض في سوريا لدعم هجوم الرقة.

وكانت طائرات حربية تركية شنت غارات جوية على مسلحين أكراد في شمال شرق سوريا وفي منطقة سنجار بالعراق الثلثاء في قصف أول من نوعه لجماعات مرتبطة ب"حزب العمال الكردستاني" الذي يخوض تمرداً ضد الدولة التركية في جنوب شرق البلاد.

وقال المرصد السوري إن تلك الهجمات قتلت قرابة 30 من مسلحي ومسؤولي "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديموقراطية" التي تقاتل "داعش".

ومنذ الثلثاء تبادلت "وحدات حماية الشعب" والقوات التركية نيران المدفعية على الحدود بين سوريا وتركيا.

في غضون ذلك، تحدث المرصد عن مقتل 40 شخصاً، غالبيتهم من المقاتلين، وأصابة العشرات بجروح خلال اشتباكات عنيفة متواصلة بين فصائل اسلامية في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

ودارت صباح أمس اشتباكات عنيفة بين كل من "جيش الاسلام" الفصيل الاسلامي المعارض الابرز في الغوطة الشرقية من جهة، و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) وفصيل "فيلق الرحمن" من جهة أخرى.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "الاشتباكات بدأت صباحاً بهجوم لجيش الاسلام على مقار لكل من الفصيلين الآخرين في بلدات عدة بينها عربين وكفربطنا"، من غير ان يتمكن من تحديد السبب المباشر لهذا الاقتتال الداخلي.

وأسفرت الاشتباكات العنيفة والمستمرة عن مقتل "40 شخصاً، هم 15 مقاتلاً من جيش الاسلام و23 من فيلق الرحمن وجبهة فتح الشام، بالاضافة الى مدنيين اثنين". كما اصيب نحو 70 آخرين بجروح.

ودعا "جيش الاسلام"، الذي يحظى بدعم السعودية، "سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها، الى التزام منازلهم والنزول إلى الأقبية".

واتهم "هيئة تحرير الشام" (ائتلاف فصائل اسلامية بينها "جبهة فتح الشام") بـ"التصعيد الدائم" ان كان بقطع الطرق أو "الاعتداء" على المقاتلين المتوجهين الى الجبهات و"اهانتهم" على الحواجز.

 الا ان فصيل "فيلق الرحمن" المتحالف مع "جبهة فتح الشام"، نفى في بيان "ما اشاعه جيش الاسلام من احتجاز مؤازريه او قطع الطرق".

ويعد "فيلق الرحمن" ثاني أكبر الفصائل في الغوطة الشرقية ويسيطر على بلدات باكملها بينها زملكا وكفربطنا.

ويتلقى هذا الفصيل دعماً من دول عدة أبرزها قطر وتركيا.

وهذه ليست المرة الاولى تشهد الغوطة الشرقية اقتتالاً داخلياً بين الفصائل المعارضة فيها، اذ قتل نحو 500 مقاتل خلال نيسان وايار 2016 في معارك دامت أسابيع عدة نتيجة صراع على النفوذ بين "جيش الاسلام" من جهة وتحالف "فيلق الرحمن" و"جبهة فتح الشام" من جهة أخرى.