سقط عشرات القتلى والجرحى في تفجيرين استهدفا كنيستين في طنطا والاسكندرية بمصر خلال الاحتفال بأحد الشعانين أمس، واعلن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) مسؤوليته عن الاعتداءين.
بث التلفزيون المصري أن 27 شخصاً قتلوا في الانفجار في كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا في قلب دلتا النيل. وأضاف إن نحو 78 شخصا آخرين أصيبوا بجروح. وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا مجلس الدفاع الوطني الى الانعقاد الاحد. ويضم مجلس الدفاع الوطني رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة وقادة أفرعها ووزير الخارجية.
وندد رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل والأزهر والبابا فرنسيس والرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية بالهجوم. وصرح اللواء أحمد ضيف محافظ الغربية التي تعد مدينة طنطا عاصمتها: "الانفجار حدث داخل الكنيسة أثناء الصلاة".
وقالت إحدى المصليات وتدعى فيفيان وكانت داخل الكنيسة وقت حصول الانفجار إن النيران الناجمة عن الانفجار ملأت الكنيسة كما انبعث الدخان وسقطت أجزاء من القاعة وتناثرت أشلاء الضحايا الذين كانوا يجلسون في الصفين الأول والثاني من المقاعد. وأضافت: "أثناء الصلاة حدث انفجار شديد جدا. النار ملأت المكان والدخان كذلك. حالات الإصابة صعبة جدا. رأيت أحشاء مصابين ورأيت مصابين سيقانهم مقطوعة بالكامل. أشلاء الجالسين ملأت المكان".
وأوضح مساعد وزير الداخلية لقطاع الاعلام اللواء طارق عطية ان "الانفجار وقع داخل الكنيسة اثناء الصلاة في الصف الاول عند المذبح"، ورجح ان يكون "ناتجاً من عبوة ناسفة وضعت في الداخل".
ونشرت الكنيسة القبطية المصرية في صفحتها الرسمية بموقع "فايسبوك" صورا مؤثرة للمأساة تظهر فيها اشلاء وجثث تغطيها الدماء. كما تظهر لقطات بثتها قناة "اكسترا نيوز" الفضائية الخاصة الأرض وجدران الكنيسة البيضاء وقد غطتها الدماء، بالإضافة الى بعض المقاعد الخشبية المدمرة. وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول الكنيسة حيث كان العشرات يصرخون غاضبين.
تفجير كنيسة الاسكندرية وبعد ساعات، أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية أن 11 شخصاً قتلوا وأن 40 آخرين أصيبوا في انفجار أمام الكاتدرائية المرقسية بمدينة الإسكندرية الساحلية. وقالت وزارة الداخلية في بيان بصفحتها في موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي إن ثلاثة من رجال الشرطة بين القتلى، وإن مفجراً انتحارياً حاول اقتحام الكاتدرائية بحزام ناسف لكن قوات الشرطة المكلفة تأمينها تصدت له. وأفادت إن الهجوم حصل "حال وجود قداسة بطريرك الاقباط الارثوذكس والكرازة المرقسية في مصر الأنبا تواضروس الثاني" داخل الكاتدرائية لرئاسة الصلوات، وأن البطريرك"لم يصب بسوء".
وأفادت أنه "حال ضبط القوات للإرهابي قام بتفجير نفسه بأفراد الخدمة الأمنية المعينة خارج الكنيسة مما أسفر عن استشهاد ضابط وضابطة وأمين شرطة من قوة مديرية أمن الإسكندرية". وروى شاهد عيان في اتصال هاتفي أن الانفجار أمام الكاتدرائية تسبب بإصابة بعض المارة وحطم واجهات متاجر تواجه الكنيسة عبر الشارع.
"داعش" يتبنى ونسبت وكالة "اعماق" التابعة لـ"داعش" الى "مصدر أمني" ان "مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية نفذت هجومي الكنيستين في مدينتي طنطا والاسكندرية". وكان التنظيم الجهادي أعلن مسؤوليته عن تفجير استهدف كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة في كانون الأول أوقع 25 قتيلاً على الأقل.
وقبل ثمانية أيام قتل شرطي وأصيب 12 آخرون في انفجار أمام مركز تدريب لقوات الشرطة في طنطا وأصيب ثلاثة مدنيين أيضا. وأعلنت جماعة إسلامية متشددة تسمي نفسها "لواء الثورة" مسؤوليتها عن هذا الهجوم في حساب بموقع "تويتر". وتقول وزارة الداخلية إن "لواء الثورة" وجماعة مسلحة أخرى تسمي نفسها "حركة سواعد مصر" (حسم) تتبعان جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة، لكن الجماعة تنفي أي صلة لها بالعنف. وتحدثت الوزارة عن قتل الشرطة مسلحين ينتميان الى "الإخوان المسلمين" السبت في اشتباك بمحافظة البحيرة في دلتا النيل.
البابا وسجل التفجيران فيما تستعد القاهرة لاستقبال البابا فرنسيس في 28 نيسان و29 منه. ومن المقرر ان يقيم الحبر الاعظم قداساً في العاصمة المصرية ويلتقي شيخ الازهر أحمد الطيب والأنبا تواضروس الثاني. وأعرب البابا عن تعازيه لمصر وقال خلال صلاة التبشير الملائكي في حاضرة الفاتيكان أمس: "دعونا نصلي من أجل ضحايا الهجوم الذي حصل ويا للاسف اليوم... أعبر عن تعازي العميقة لأخي قداسة البابا تواضروس الثاني وللكنيسة القبطية ولكل الامة المصرية... أصلي من أجل المتوفين والجرحى. انا قريب من العائلات وكل المجتمعين" الذين كانوا يحتفلون بأحد الشعانين. وأضاف: "فليبدل الله قلوب أولئك الذين يزرعون الرعب والعنف والموت وأيضاً قلوب أولئك الذين يصنعون الاسلحة ويتاجرون بها". | 
