الأربعاء ٢٤ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
العراق
استفتاء لضم كركوك إلى كردستان ونواب يعلنون مبادرة لـ «السلم الأهلي»
بغداد- عمر ستار؛ طهران - «الحياة» 
أقر مجلس محافظة كركوك أمس، إجراء استفتاء على انضمام المحافظة إلى إقليم كردستان، ورفض قرار البرلمان الاتحادي إنزال علم الإقليم من على المباني الرسمية، وسط استياء ومقاطعة الأطراف العربية والتركمانية. ورفضت إيران هذه الخطوة واعتبرتها مثيرة لـ «التوتر» وتمهد للتقسيم، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنها «غير دستورية» وكركوك «ليست كردية فقط».

وكان ‎محافظ كركوك نجم الدين كريم، أصدر منتصف الشهر الماضي قراراً يقضي برفع علم كردستان إلى جانب العلم العراقي في دوائر المحافظة والشركات العامة التابعة للوزارات وفي المناسبات الرسمية.

وأكد النائب عن «التحالف الكردستاني» ريبوار طه لـ «الحياة» أن «علم كردستان سيبقى مرفوعاً في كركوك»، وأشار إلى أن ذلك «حق دستوري وقانوني ولا يمكن أحداً أن يفرض إرادته بالقوة». وأضاف أن «استعانة بعض المكونات العراقية بأطراف خارجية أمر مرفوض، ينتهك السيادة ويعبر عن مخالفة هذه المكونات الدستور الذي نظم عملية انضمام أي محافظة إلى الإقليم، ولا يوجد مبرر للاعتراضات الكبيرة على قرار مجلس المحافظة».

في هذه الأثناء، دعا تيار «اللقاء العربي» في كركوك الجهات السياسية والإدارية والعشائرية إلى «الاحتكام للعقل والحكمة لحلحلة المشكلات»، وقال منسق اللقاء أحمد حميد العبيدي في بيان إن «حل أي موضوع خلافي بين المكونات هو الحوار بالاعتماد على القانون بعيداً من التشنجات والانفعالات العاطفية، وكل ذي حق يأخذ حقه على هذا الأساس». ودعا كل الجهات السياسية والعشائرية والإدارية «للجلوس إلى طاولة حوار واحدة لحل الخلافات بحضور نواب كركوك وشخصياتها المعتبرة والمحترمة، بعيداً من تدخلات المحافظات والمحيط الإقليمي والدولي، كما ندعو بغداد وإربيل إلى حل المشكلات والخلافات العالقة بينهما بعد تحرير الأرض العراقية من دنس داعش الإرهابي وعودة جميع النازحين إلى ديارهم».

واعتبر النائب عن محافظة كركوك، عضو الجبهة التركمانية، حسن توران «قرارات مجلس المحافظة مخالفة للدستور والقانون، ولا يحق لأي سلطة محلية رفض قرار السلطة التشريعية، لأنه يعلو كل القرارات في البلد»، معتبراً «الدعوة إلى إجراء استفتاء مخالفة أخرى للدستور والقانون والهدف منه التغطية على قرار رفع العلم الكردستاني». وأكد أنه «لم يحضر اجتماع المجلس ممثل المكون التركماني ولا العربي».

إلى ذلك، أعلن أردوغان أمس، رفضه رفع أي علم غير العلم العراقي في كركوك، وأضاف أن المحافظة «ليست للأكراد وحدهم». وطالب «إدارة شمال العراق (إقليم كردستان) بتصحيح الخطأ».

في طهران، قال الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي إن «رفع أي علم غير العلم الوطني العراقي في كركوك يتعارض مع الدستور، ولا يساهم في استقرار الأوضاع»، لافتاً إلی أن إيران تدعم وحدة الأراضي العراقية، والسيادة الوطنية.

وتعارض إيران تشكيل دولة كردية في شمال العراق، وتعتقد بأن ضم كركوك إلى كردستان يسرع في الانفصال، فالمحافظة الغنية بالنفط ستشكل مورداً مالياً للإقليم «ما يؤدي إلی تغيير الحدود في هذه المنطقة الحساسة، التي تؤثر في الأكراد الإيرانيين». وأضاف أن «مكافحة الإرهاب وتطهير المناطق من دنس الإرهابيين التكفيريين وداعش هما أهم قضية تواجهها الحكومة والشعب العراقيين».

نواب يعلنون مبادرة لـ «السلم الأهلي»

أعلنت مجموعة نيابية تمثل محافظة نينوى، من كتل سياسية مختلفة، مبادرة لـ «السلم الأهلي» بعد انتهاء المعارك ضد «داعش»، مؤكدة أنها تحظى بدعم من البرلمان والحكومة الاتحادية.

وقالت النائب عن محافظة نينوى فرح السراج إن المبادرة التي تبنتها «مجموعة من نواب المحافظة الممثلات لكل المكونات سارت في اتجاهين الأول مراقبة وضع المحافظة وإيجاد الحلول الإدارية للتحديات التي تمر بها حالياً، والجانب الآخر هو ايجاد الحلول للمشاكل والتحديات المجتمعية التي حصلت نتيجة الخلافات التي افتعلها داعش بين المكونات من جهة، وداخل المكون الواحد من جهة أخرى، بسبب للمخاوف من حالات الانتقام والبحث عن معالجات لوأد الفتنة، فهناك حالات خطف واغتصاب وولادات حصلت نتيجة تلك الممارسات الإجرامية، إضافة إلى خطف أطفال وزجهم في القتال». وزادت «نحن نبحث عن معالجات لجبر الضرر، إضافة إلى آلية التعامل مع عشرات آلاف الأشخاص الذين فقدوا وثائقهم الثبوتية بعدما أحرق داعش دوائر الأحوال المدنية وسحب تلك الوثائق».

وتعكف النواب اللواتي اقترحن المبادرة على إحصاء مجمل المشكلات التي تمر بها المحافظة ليتسنى للجهات المعنية معرفة خططها والإجراءات اللازمة، لكن السراج أكدت أن «لجنة التعويضات لم تقم بعملها سواء لإثبات الضرر أو وضع آلية التعويض». وتتابع أن «الكتل السياسية قدمت الدعم للمبادرة، فيما شجعنا زعيم التحالف الوطني عمار الحكيم على طرحها».

من جهة أخرى، قالت السراج إن «الحكومة هيأت نفسها وهي في انتظار استكمال مبادرتنا لتبنيها في شكل فعلي من خلال التفاهم الكامل معها وتم تجهيز قانون للسلم المجتمعي في نينوى، لكنه في حاجة إلى المرور بالآليات التشريعية».

إلى ذلك، قال رئيس البرلمان سليم الجبوري أمس إن «السلم المجتمعي في محافظة نينوى سيكون من أولوياتنا بعد الانتهاء من ملف داعش»، وأضاف في بيان أنه «استقبل وفداً يمثل معهد السلام الأميركي بحضور ممثل عن شبكة الموسرين العراقيين». وناقش الجانبان الأوضاع التي تشهدها البلاد، ولا سيما ملف تحرير الموصل ودور المجتمع الدولي في القضاء عليه، إضافة إلى ملف إحلال السلام في قضاء تلعفر وباقي المدن المحررة. وطالب بـ «ضرورة ان يكون هناك تنسيق بين الأهالي والحكومة لضمان إعادة الاستقرار إلى المناطق التي شهدت نزاعاً، من خلال تفعيل المصالحة المجتمعية وتغليب لغة الحوار البناء وطي صفحة الماضي».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة