الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
ترامب يحمّل الأسد مسؤولية الهجوم الكيماوي في إدلب
دد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس (الثلثاء) بهجوم بالأسلحة الكيماوية في سورية أدى إلى مقتل العشرات وأنحى باللائمة فيه على الرئيس السوري بشار الأسد لكنه لم يقل كيف سيرد رغم نداءات من فرنسا بأن تكون الزعامة الأميركية أشد قوة.

وقال ترامب إن الهجوم الذي وقع في محافظة إدلب السورية «غير مقبول ولا يمكن للعالم المتحضر أن يتجاهله» رغم أنه سعى أيضاً لتوجيه اللوم لسلفه باراك أوباما.

وأضاف ترامب في بيان «هذه الأفعال الشائنة التي يقوم بها نظام بشار الأسد هي نتيجة لضعف الإدارة السابقة وافتقارها للحزم..الرئيس أوباما قال في 2012 إنه سيضع (خطا أحمر) ضد استخدام الأسلحة الكيماوية ولم يفعل شيئاً».

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب أمس إن الحكومة تنظر في خيارات سياسية بعد الهجوم في إدلب لكن تلك الخيارات محدودة وإن الرؤية التي عبر عنها تيلرسون وهالي لا تزال قائمة.

من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ارو إن الهجوم الكيماوي الذي يشتبه في أن قوات الحكومة السورية نفذته يعد وسيلة اختبار للإدارة الأميركية الجديدة وإنه حان الوقت لأن توضح واشنطن موقفها في شأن الرئيس بشار الأسد.

وقال ارو: «السؤال، الذي يحتاج جوابا بنعم أو لا، يهدف لمعرفة ما إذا كان الأميركيون يدعمون انتقالاً سياسياً في سورية، وهو ما يعني تنظيم هذا الانتقال، وإجراء انتخابات وفي نهاية العملية .. يتم طرح السؤال في شأن رحيل الأسد».

ووصفت بسمة قضماني العضو بالمعارضة السورية الهجوم الكيماوي بأنه «نتيجة مباشرة» للتصريحات الأميركية في الآونة الأخيرة بأن الولايات المتحدة لا تركز على إزاحة الأسد عن السلطة.

أميركا تعتبر الأسد «مجرم حرب» وتحذّر إيران من دورها «المؤذي» في سورية

وجهت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي رسالة مباشرة إلى طهران بأن الولايات المتحدة تدرس خيارات التعامل معها «بطريقة مختلفة» لوقف دورها «المؤذي» الداعم للإرهاب في سورية والشرق الأوسط «ولكي تغيّر تصرفاتها».

وقالت هايلي في مؤتمر صحافي لمناسبة تسلمها رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري إن إيران هي «الدولة الرئيسية الداعمة للإرهاب وهو ما نجده في كل المشكلات التي تتدخل بها»، مؤكدة أن الولايات المتحدة تريد أن «تعالج» هذه المسألة. وأضافت أن مجلس الأمن القومي الأميركي يبحث المسألة الإيرانية «وكيفية التعامل مع إيران بطرق مختلفة في أماكن مختلفة، لكن الهدف هو أن نبعد تأثير إيران لأن دورها سيء ومؤذٍ» لا سيما في سورية. وأوضحت أن الولايات المتحدة تبحث هذه الخيارات مع «من يشاركنا موقفنا» من الدول.

وأضافت أن إيران «تدعم الإرهاب» في المنطقة، وهو ما ستتناوله جلسة مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط المقررة في ٢٠ الشهر الجاري.

وفي الشأن السوري، قالت هايلي إن النفوذ الإيراني «غير مساعد في التوصل إلى حل سياسي ويجب إخراجه من سورية»، مكررة التأكيد أن بلادها ترى أن الرئيس السوري بشار الأسد «مجرم حرب، وما فعله لشعبه ليس سوى مقزز، وأن الولايات المتحدة لن تتعاون معه في محاربة تنظيم داعش».

وقالت إن الولايات المتحدة تعتبر أن الشعب السوري «لم يعد يريد بشار الأسد رئيساً له»، مجددة وصفه بأنه «مجرم حرب ولطالما شكل عقبة أمام السلام». وأضافت أن مسألة الأسد تشكل أولوية بالنسبة الى واشنطن، الى جانب أولويات «محاربة الإرهاب وإخراج النفوذ الإيراني» من سورية.

وفي الشأن الفلسطيني، اعتبرت هايلي أن الأنشطة الاستيطانية التي شهدتها الأشهر الثلاثة الأخيرة «جاءت رداً على قرار مجلس الأمن ٢٣٣٤» الذي صدر مطلع العام الحالي قبيل مغادرة إدارة باراك أوباما الحكم. لكن هايلي جددت التأكيد أن الاستيطان «عامل غير مساعد» في إطلاق المحادثات السياسية، وأن الولايات المتحدة «تريد أن يتوقف، وأن يجلس الطرفان الى الطاولة».

وقالت إنها أبلغت الجانب الفلسطيني في نيويورك أنها لن تسمح بتمرير أي إجراء ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، مؤكدة أن على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي العودة الى طاولة المفاوضات.

58 قتيلاً في قصف بالسلاح الكيماوي على ريف إدلب

ألقت جهات دولية عدة أمس (الثلثاء) المسؤولية على النظام السوري الذي يُعتقد بأن قواته شنت هجوماً جوياً بالسلاح الكيماوي على مناطق تسيطر عليها المعارضة في إدلب شمال سورية، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 58 شخصاً بينهم 11 طفلاً.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي للصحافيين «نحن قلقون في شأن ما حدث في الهجوم الكيماوي السوري ولهذا سنعقد اجتماعاً طارئاً صباح غد في القاعة المفتوحة».

وأنحى البيت الأبيض باللائمة في الهجوم الكيماوي في شكل مباشر على النظام السوري، وقال الناطق باسمه شون سبايسر إن «الحادث غير مقبول ولا يمكن أن يتجاهله العالم المتحضر»، وتابع: «هذه الأعمال الشائنة لنظام بشار الأسد إنما هي عاقبة لضعف وتردد الإدارة السابقة».

وأضاف: «الرئيس أوباما قال في العام 2012 إنه سيضع خطاً أحمراً ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، لكنه لم يفعل شيئاً».

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الأربعاء) إن تلوثاً بغاز سام في بلدة خان شيخون السورية كان نتيجة تسرب غاز من مستودع للأسلحة الكيماوية تملكه المعارضة بعدما أصابته ضربات جوية نفذتها قوات الحكومة السورية.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيافان دي ميستورا أكد أن «مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيجتمع للمطالبة بمحاسبة المسؤول عن الهجوم الكيماوي المروع». وأضاف في مؤتمر دولي في بروكسيل يستهدف دعم محادثات السلام السورية: «كان هذا (هجوماً) مروعاً، ونطالب بتحديد واضح للمسؤولية وبالمحاسبة وأنا على ثقة بأنه سيكون هناك اجتماع لمجلس الأمن في هذا الشأن».

وحملت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني الرئيس السوري بشار الأسد «المسؤولية الرئيسة» عن الهجوم. وذكرت للصحافيين أن «الأخبار مروعة اليوم. هذا تذكير مأسوي بأن الوضع على الأرض لا يزال مأسوياً في أنحاء عدة في سورية». وأضافت أنه «من الواضح أن هناك مسؤولية رئيسة من النظام لأنه يتحمل المسؤولية الرئيسة لحماية شعبه».

وألقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مسؤولية الهجوم الكيماوي على الأسد، وقال في بيان: «مرة أخرى سينفي النظام السوري الأدلة على مسؤوليته عن هذه المجزرة، مثلما حدث في العام 2013». وأضاف: «يعول الأسد على تواطؤ حلفائه للتصرف من دون خوف من العقاب... بوسع أولئك الذين يدعمون هذا النظام مجدداً تقييم حجم مسؤوليتهم السياسية والاستراتيجية والأخلاقية».

ودعا وزير الخارجية الفرنسي في وقت سابق إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد الهجوم على إدلب، وقال في بيان إن «المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك عدداً كبيراً من الضحايا بينهم أطفال. أدين هذا التصرف الشائن... في ظل هذه التصرفات الخطرة التي تهدد الأمن الدولي، أدعو الجميع إلى عدم التملص من مسؤولياتهم. ومع وضع هذا الأمر في الاعتبار، أطلب اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن».

وكانت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة طرحت في شباط (فبراير) الماضي مشروع قرار لفرض عقوبات تستهدف مسؤولي الحكومة السورية في شأن اتهامات بشن هجمات بأسلحة كيماوية خلال النزاع المستمر منذ ست سنوات.

وطرحت القوى الغربية المشروع استجابة لنتائج تحقيق للأمم المتحدة و«منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». واستخدمت روسيا بدعم من الصين حق النقض (الفيتو) سبع مرات لحماية السلطات السورية، ووصف الرئيس فلاديمير بوتين مشروع القرار بأنه «غير مناسب تماماً». ووجد التحقيق الدولي أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز الكلور وأن متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استخدموا غاز الخردل.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن ما يشتبه في أنه هجوم كيماوي شنته طائرات تابعة للحكومة السورية أو طائرات روسية أسفر عن مقتل 58 شخصاً على الأقل بينهم 11 طفلاً في محافظة إدلب، فيما أكد رئيس «الهيئة الصحية» منذر خليل أن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصاً وإصابة 300. وكانت مصادر طبية وناشطون أكدوا تعرض حي في مدينة خان شيخون إلى قصف مواد يرجح أنها ناجمة عن استخدام غازات تسببت بحالات اختناق.

ونفى مصدر من الجيش السوري استخدام قوات الحكومة مثل هذه الأسلحة، وقال إن الجيش «ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيماوية ولا يستخدمها ولم يستخدمها لا سابقاً ولن يستخدمها لاحقاً».

ونقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن وزارة الدفاع أن الطائرات الروسية لم تشن أي ضربات جوية في محافظة إدلب، قائلة إن «الطائرات العسكرية الروسية لم تنفذ أي ضربات جوية قرب خان شيخون في محافظة إدلب».

وأشار المرصد إلى أن الغارات السورية والروسية استهدفت أجزاء متفرقة من إدلب على رغم وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال إن «المقاتلات استمرت في قصف البلدة بعد الهجوم على مقربة من المركز الطبي حيث كان ضحايا الهجوم الأول يتلقون العلاج. وقال شاهد إن معظم شوارع البلدة أصبحت خالية من المارة».

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تندد بالهجوم الذي يشتبه في أنه كيماوي على إدلب، ووصفه بأنه جريمة ضد الإنسانية. وأضاف في تصريحات في محافظة إسبرطة غرب تركيا أن استخدام أسلحة يشتبه في أنها كيماوية قد يعرقل محادثات السلام السورية التي تجرى في آستانة في كازاخستان.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة