تعتبر باريس أن ثمة حاجة إلى مبادرة في ليبيا لإعادة صوغ هيكلية للحكم تجمع أطراف النزاع حول طاولة واحدة. ويشدد المسؤولون الفرنسيون على أن مبادرة كهذه تحتاج إلى قيادة غير متوافرة في ليبيا، وأن ثمة ضرورة للاتفاق على مبعوث جديد للأمم المتحدة للقيام بهذه المهمة.

وأبلغ مسوؤل فرنسي بارز «الحياة» بأن هناك على الأقل ست دول حاولت تولي شأن إدارة الأمور من أجل التوصل إلى حل في ليبيا، «لكنها فشلت كلها».

وزاد أن «مصر وروسيا والحزائر وقطر وتونس كلها حاولت وفشلت، وكان الفشل من نصيب إيطاليا أيضاً التي حاولت عن الجانب الأوروبي». وأشار إلى أن «مصر حاولت بقوة»، واستدرك أن «الانطباع السائد بعد كل هذه المحاولات الفاشلة أن فائز السراج (رئيس حكومة الوفاق المشكلة في رعاية الأمم المتحدة) ليس بإمكانه الوصول بمفرده إلى حل ولا (المشير خليفة) حفتر» القائد العام لـ «الجيش الوطني» الليبي الذي يسيطر على الشرق.

ويؤكد الموقف الفرنسي قناعة عامة بدأ يشير إليها المراقبون خارج ليبيا، بضرورة أن يكون حفتر داخل هيكلية الدولة من أجل توحيد البلاد، وأن تكون هناك رقابة فعلية للحكومة على المؤسسة الوطنية للنفط والصندوق السيادي والمصرف المركزي.

وبات الفرنسيون مقتنعين بضرورة إعادة مراجعة آلية اتفاق الصخيرات على أن تتم المحافظة على روحيته. وقال المسؤول الفرنسي أن «الكل متفق على ذلك، ولكن السؤال من يأخذ قيادة المبادرة وبما أن كل الدول التي حاولت فشلت، فالمرشح الطبيعي لقيادة هذه المبادرة هو الأمم المتحدة، ولكن ينبغي أن يتم تعيين مبعوث للمنظمة الدولية إلى ليبيا بعد إعاقة اختيار سلام فياض (رئيس الوزراء الفلسطيني السابق) للمهمة».

وأكد المسؤول الفرنسي أن «لا مرشح آخر حالياً للمنصب، كما أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش غير راغب في التسرع، لأن ما حدث يمثل فشلاً له وهذا أمر مقلق نظراً إلى الحاجة للأمم المتحدة».

وتوقع المسوؤل ألا تكون هنالك سياسة أميركية واضحة حول ليبيا قبل ستة أشهر على الأقل، مشيراً إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيحاول خلال زيارته واشنطن الأسبوع المقبل، تقديم طرح ما إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. غير أن المسؤول الفرنسي اعتبر أن الإدارة الأميركية تعاني حالياً من تفاقم الفوضى وقلة التنظيم، ما يعني أنه سيلزمها وقت طويلاً قبل أن تصل إلى تصور تبدأ بموجبه محاولة إيجاد حل لليبيا.