السبت ٢٠ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٢٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
قوات "قسد" وصلت إلى سد الطبقة ودو ميستورا: ملزمون كل بنود جنيف ولا نتوقع اختراقاً ولا انهياراً
باريس تتوقَّع معركة الرقة في غضون أيام
أوضح المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا أمس، ان المشاركين في مفاوضات السلام ملزمون البحث في العناوين الاربعة التي يتضمنها جدول الاعمال بصرف النظر عن التراتبية، مؤكداً انه لا يتوقع "تحقيق المعجزات" في الجولة الراهنة.

وصرح في مؤتمر صحافي بعد لقائه للمرة الاولى وفدي الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات انه ترك للوفود "حرية اختيار السلة التي ترغب في مناقشتها، لكنها في نهاية المطاف ملزمة التطرق الى السلال الاربع" مضيفاً: "هذا هو الاتفاق".

ومن المقرر ان تبحث الجولة الراهنة في جدول اعمال "طموح" يتضمن أربعة عناوين رئيسية، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب، على ان تناقش "بشكل متواز".

وجاءت مواقف دو ميستورا اثر اعلان وفد الحكومة السورية الجمعة انه سيبدأ اليوم البحث في سلة مكافحة الارهاب، فيما قال وفد الهيئة العليا للمفاوضات إنه بدأ البحث في مسألة الانتقال السياسي مع دو ميستورا.

وقال المبعوث الاممي: "لا أتوقع المعجزات ولا اتوقع اختراقاً أو حتى انهياراً ولكن البناء على ما حققناه في الجولة الرابعة والشروع في خطوات تطبيقية".

وبدأت جولة المفاوضات الراهنة الخميس بمحادثات تمهيدية اجراها مساعد المبعوث الخاص، رمزي عز الدين رمزي، قبل عودة دو ميستورا من جولة خارجية شملت موسكو، أبرز حلفاء دمشق، وانقرة والرياض الداعمتين للمعارضة.

ويلتقي دو ميستورا اليوم الوفدين مجدداً على ان يسافر الاثنين الى عمان لاطلاع القمة العربية على الجهود المبذولة لتسوية النزاع السوري، ثم يعود الثلثاء الى جنيف.

وبعد لقائه دو ميستورا مساء، صرح رئيس الوفد نصر الحريري للصحافيين بأن المناقشات كانت "مثمرة... وعرضنا أفكارنا عن هيكلية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي وكذلك جميع المؤسسات المرتبطة بها خلال مرحلة الانتقال السياسي".

وتحدث رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري عن الاتفاق مع دو ميستورا على ان "التطورات التي تحدث على الارض... استدعت ان نبدأ غدا (اليوم) بسلة مكافحة الارهاب". وقال إن البدء بنقاش مكافحة الارهاب "لا يعني اننا اهملنا بقية السلال" التي قال انه "يتم التعامل معها بالتوازي".

ويزيد التصعيد الميداني التعقيدات التي تحيط أساساً بجولة المفاوضات. ويبدو امكان تحقيق اختراق جدي محدوداً استناداً الى محللين.

وتشن فصائل مسلحة بينها "جبهة فتح الشام" ("النصرة" سابقاً) هجومين منفصلين على مواقع القوات الحكومية في شرق دمشق وفي ريف حماه الشمالي، وتدور منذ أيام معارك طاحنة بين الطرفين.

وأمس، اعلن الاعلام السوري الرسمي ان قوات النظام السوري استعادت كل المواقع التي كانت سيطرت عليها فصائل معارضة الاحد في هجومها المفاجئ على شرق دمشق.

وقال مصدر عسكري سوري إن طائرات حربية روسية تشارك في غارات جوية على مقاتلي المعارضة للمساعدة في صد هجوم كبير على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية قرب مدينة حماه.

قوات "قسد" وصلت إلى سد الطبقة وباريس تتوقَّع معركة الرقة في غضون أيام

أعلنت باريس أمس ان معركة استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ستبدأ في الايام المقبلة، لكن الطريق لا يزال صعباً امام "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي تخوض منذ أشهر اشتباكات عنيفة للسيطرة على المعقل الأبرز للجهاديين في سوريا.

وبدأت "قسد"، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، في تشرين الثاني من العام الماضي عملية عسكرية واسعة لطرد "داعش" من الرقة بدعم من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وصرح وزير الدفاع الفرنسي جان - ايف لودريان: "اليوم يمكننا القول ان الرقة محاصرة ومعركة الرقة ستبدأ في الايام المقبلة". وأضاف: "ستكون معركة قاسية جدا لكن أساسية لأنه بمجرد سيطرة القوات العراقية على أحد المعقلين والتحالف العربي الكردي على الآخر سيواجه داعش صعوبة حقيقية في الاستمرار".

وتمكنت "قسد" خلال الاشهر الأخيرة من احراز تقدم نحو المدينة وقطعت كل طرق الامداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وهي موجودة حالياً على مسافة ثمانية كيلومترات من الجهة الشمالية الشرقية في أقرب نقطة لها من المدينة. ورأى الناطق باسم "قسد" طلال سلو ان "اتمام عملية الاطباق على مدينة الرقة يحتاج الى أسابيع، ما من شأنه ان يهيئ الامور لاطلاق المعركة رسميا". وأكدت الناطقة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ احمد أن قوات "قسد" وصلت الى مدخل سد الطبقة حيث تشتبك مع مقاتلي التنظيم. وكان الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أنزل مقاتلين من "قسد" جواً في محيط الطبقة الثلثاء قرب نهر الفرات. وهناك مقاتلون آخرون فعلاً على الضفة الشرقية للنهر.

وقالت الناطقة ان المدة الزمنية لمعركة الرقة مرتبطة "بمدة نجاح المخطط العسكري ومجريات المعركة"، الا انها توقعت "ألا تطول كثيراً... هي مسألة أشهر لتحرير مدينة الرقة بالكامل".

وشددت على ان "تحرير الطبقة ضروري من أجل ان يستطيع الشعب الاستفادة من السد (المجاور لها) الذي يغذي المنطقة بالكامل"، وهذا هو هدف عملية الانزال الذي قامت بها القوات الاميركية جنوب نهر الفرات.

وكانت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" أعلنت قبل يومين ان "قوات التحالف تقدم دعماً نارياً واسناداً جوياً لنقل عناصر قوات سوريا الديموقراطية في عملية استعادة سد الطبقة" أو ما يعرف أيضاً بسد الفرات.

ويقع السد على مسافة 500 متر من مدينة الطبقة. وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال سوريا وشرقها اعتماداً رئيسياً عليه لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية.

وقال مصدر في "قسد": "نتعامل بحذر مع سد الفرات لتجنب كارثة انسانية" لئلا يتضرر من المعارك وخشية ان يلجأ "داعش" الى تفجيره.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة