أكدت كل من روسيا وتركيا وإيران أمس تمسكها بالتسوية السياسية في سوريا، مبرزة أهمية محادثات أستانا 3 لاستمرار عملية جنيف.

وجاء في بيان مشترك صدر عقب المحادثات التي أجريت في أستانا عاصمة جمهورية قازاقستان السوفياتية في 14 آذار و15 منه: "بغية وقف النزاع في سوريا والحفاظ على نظام وقف النار فيها الذي تم التوصل إليه في اللقاء السابق، تؤكد الدول الضامنة تمسكها بتوطيد الهدنة، وتبادل المعلومات عن حالات انتهاكها، وتشدد كذلك على ضرورة تعزيز فاعلية الآلية الثلاثية. كما تؤكد الدول الضامنة ضرورة تحسين الوضع الميداني من طريق تقوية نظام وقف إطلاق النار". وأضاف أنه من المبكر الحديث عن انتهاء الأزمة في سوريا، إلا أن محادثات أستانا وعملية جنيف تسهمان في ذلك.

وأفاد البيان أن اللقاء المقبل في شأن سوريا سيعقد في 3 أيار و4 منه في أستانا. وأعلن نائب وزير الخارجية القازاقي عاقل بك كمال الدينوف انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات السورية في أستانا.

وأبلغ مصدر مطلع في وزارة الخارجية القازاقية وكالة "إنترفاكس - قازاقستان" إن أستانا 3 انتهت أمس لأن وفد المعارضة السورية لم يأتِ إلى العاصمة القازاقية، مشيراً الى عدم إجراء أي محادثات اليوم الخميس. وقال: "كان متوقعاً سابقاً أن يصل محمد علوش (إلى أستانا)، إلا أنه رفض، وأن وفد المعارضة قرر عدم التوجه (إليها)".

من جهة أخرى، تحدث المفوض الخاص للرئيس الروسي حول سوريا ألكسندر لافرينتيف عن فرصة لوصول وفد من المعارضة السورية إلى أستانا الخميس، موضحاً أن الدول الضامنة قررت إبقاء قسم من وفودها في العاصمة القازاقية لإجراء مشاورات محتملة مع وفد المعارضة اليوم. وقال: "نعتقد أنه من الضروري مواصلة المحادثات بين الدول الضامنة ووفد المعارضة السورية المسلحة في أستانا".

وكانت الخارجية القازاقية قالت في وقت سابق أن وفداً يمثل المعارضة السورية المسلحة سيصل الى أستانا مساء الأربعاء (أمس)، للالتحاق بالمحادثات الجارية حول سوريا، بعد مقاطعة جلسة افتتاحها الثلثاء. وصرح مدير دائرة آسيا وإفريقيا في وزارة الخارجية القازاقية آيدار بيك توماتوف، بأن وفداً يمثل المعارضة السورية المسلحة في الشمال والجنوب سيصل الى أستانا مساء الأربعاء. وقال لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "اليوم مساء، يصل إلى أستانا 7 ممثلين للجبهتين الجنوبية والشمالية للمشاركة في المحادثات في المجال العسكري حصراً". وكانت وكالة "إنترفاكس" الروسية نسبت الى مصدر في اللجنة العليا للمفاوضات، أن ممثلين لمجموعات معينة من المعارضة السورية المسلحة يمكن أن ينضموا إلى محادثات أستانا 3 بعد مقاطعتهم افتتاحها.

وكشف مدير دائرة آسيا وإفريقيا في وزارة الخارجية القازاقية أن وثيقة تتعلق بإطلاق المعتقلين موضوعة على جدول أعمال محادثات أستانا وأن الدول الضامنة تدرسها حالياً نظراً الى أهميتها من الناحية الانسانية.

وقال رئيس وفد النظام السوري الى المحادثات السفير بشار الجعفري إنه لم يبحث في تشكيل لجنة لصوغ دستور جديد للبلد الذي تمزقه الحرب خلال أحدث جولة من محادثات السلام في أستانا. وأضاف أن الوثيقة الوحيدة التي بحث فيها وفد الحكومة السورية مع روسيا تتعلق بنزع الألغام من مواقع التراث الثقافي.