الأربعاء ٢٤ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٨, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
لقاء لرؤساء أركان تركيا وأميركا وروسيا وسط تقهقر "داعش"
في ظل تقهقر مستمر لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا والعراق، عقد رؤساء الاركان الاميركي الجنرال جوزف دانفورد والروسي الجنرال فاليري غيراسيموف والتركي الجنرال خلوصي آكار إجتماعاً مفاجئاً في مدينة أنطاليا التركية. وكان الجيش السوري أحرز تقدماً جديداً في ريف حلب الشرقي على حساب التنظيم المتشدد بوصوله الى منطقة الخفسة التي تضم محطة ضخ المياه الى مدينة حلب، بينما استعاد الجيش العراقي مباني حكومية في قلب الموصل ومنها المتحف الأثري.

وعلى رغم ان الولايات المتحدة وروسيا وتركيا تدعم قوى مختلفة في النزاع السوري، إلا أن الدول الثلاث تتفق على محاربة "داعش"، فيما لا يزال التوتر العسكري قائما نتيجة معارضة تركيا لمشاركة المقاتلين الاكراد السوريين في القتال ضده.
وعن اجتماع انطاليا، أصدر الجيش التركي بياناً جاء فيه: "يجري البحث في قضايا مشتركة تتصل بالامن الاقليمي وخصوصاً سوريا والعراق خلال الاجتماع".

وكانت أنقرة أعلنت أن مدينة منبج التي تسيطر عليها حالياً "قوات سوريا الديموقراطية" التي تدعمها الولايات المتحدة والتي يشكل المقاتلون الأكراد أكبر مجموعة فيها، هي هدفها التالي في حملتها العسكرية عبر الحدود السورية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في كلمة في انقرة: "نحن الآن نجري محادثات ونقول اذا وضعتم جانباً تلك الجماعات الإرهابية، فسيكون في امكاننا تنظيف منبج معاً، كما ان في وسعنا تنظيف الرقة معاً" في اشارة الى الولايات المتحدة.

ورأى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن على تركيا والولايات المتحدة وروسيا التنسيق الكامل لتطهير سوريا من الجماعات الإرهابية. ويعمل رؤساء أركان جيوش الدول الثلاث على منع حصول اشتباكات بين الأطراف المختلفين.

وصرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بأن نتائج الاجتماع العسكري الثلاثي "قد تغير الصورة تماماً". وقال: "يبدو أن الولايات المتحدة ربما نفذت هذه العملية (استعادة الرقة) مع وحدات حماية الشعب (الكردية) وليس مع تركيا. وفي الوقت عينه تمد الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب بالأسلحة".

وحذر من انه "إذا جرت هذه العملية بهذه الطريقة فستكون هناك تداعيات على العلاقات التركية - الأميركية لأن وحدات حماية الشعب تنظيم إرهابي ونحن نقول ذلك في كل منبر".

وأفاد بيان لوزارة الدفاع الروسية أنه "جرى خلال الاجتماع تبادل للآراء، وخصوصاً في ما يتعلق بالمجاميع المسلحة في سوريا، وكذلك رفع المستويات القتالية لمواصلة الكفاح ضد المسلحين".
وأوضح ان المجتمعين شددوا على "ضرورة اتخاذ اجراءات اضافية في سبيل تجنب الحوادث خلال عمليات محاربة المسلحين".

وصرح الناطق باسم دانفورد الكابتن غريغ هيكس بأن دانفورد حضر الاجتماع الثلاثي بدعوة من نظيره التركي. وقال إن القادة العسكريين بحثوا في الأمن في العراق وسوريا وأهمية اتخاذ إجراءات ضرورية لتفادي الحوادث. وأضاف أنهم ناقشوا أيضاً "الوضع الحالي للمعركة ضد جميع المنظمات الإرهابية في سوريا مع جهود لشن معركة أكثر فاعلية عليها".

الى ذلك، أعلن مكتب اردوغان ان الرئيس التركي سيزور روسيا في 10 آذار حيث سيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رئاسة اجتماع وزاري لحكومتيهما، للبحث في العلاقات الثنائية وملفات اقليمية ودولية وخصوصاً سوريا.

الميدان السوري
ميدانياً، أورد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، إن الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على المحطة الرئيسية التي تمد حلب بالمياه في تقدم سريع على حساب "داعش" وضع الجيش على ضفة نهر الفرات. وقال إن الجيش والقوات المتحالفة معه حققت مكاسب سريعة شرق مدينة حلب بينما قصفت طائرات سورية وروسية المناطق الريفية.

وأضاف أن القوات استعادت السيطرة على منطقة الخفسة على الضفة الغربية لنهر الفرات حيث محطات معالجة وضخ المياه بعد انسحاب مقاتلي "داعش" منها.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن مصدر عسكري ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل تقدمها في الريف الشرقي لحلب وتعيد الامن والاستقرار الى بلدة الخفسة" وبلدات أخرى في محيطها.

هدنة في الغوطة
وفي موسكو، أكد الجيش الروسي "اعلان وقف اطلاق نار اعتباراً من الساعة 00:01 بالتوقيت المحلي من يوم 6 آذار حتى الساعة 23:59 بالتوقيت المحلي من 20 آذار في الغوطة الشرقية" لدمشق.

وفيما قال انه لم يسجل "أي خرق" للاتفاق حتى الآن، تحدث المرصد السوري عن غارات كثيفة استهدفت مدينتي دوما وحرستا وبلدة اوتايا في الغوطة الشرقية ومناطق شرق دمشق مما أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص.
لكن المرصد عاد وأكد لاحقاً ان الهدوء يسود الغوطة الشرقية بعد اعلان موسكو عن وقف النار.

وتعد منطقة الغوطة الشرقية التي تتعرض بشكل دائم للغارات، أبرز معاقل "جيش الاسلام"، وهو فصيل معارض يرأس أحد قيادييه محمد علوش وفد الفصائل الى محادثات استانا مع الحكومة السورية.

ايران
وفي طهران، كشف رئيس "مؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين" في ايران محمد علي شهيدي محلاتي ان اكثر من الفي مقاتل ارسلتهم الجمهورية الاسلامية قتلوا في العراق وسوريا.
وقال: "استشهد نحو 2100 شخص في العراق وأماكن أخرى" من دون تحديد الفترة التي قتل فيها هؤلاء المحاربون ولا جنسياتهم. وأشار الى أن هؤلاء المقاتلين سقطوا دفاعاً عن "العتبات المقدسة" في ايران والعراق.

تقدم في الموصل
وعلى الجبهة العراقية، استعادت القوات العراقية السيطرة على المجمع الحكومي في وسط الجانب الغربي من مدينة الموصل، الى احياء جديدة، من جهاديي "داعش"، بعد معارك ضارية انتهت بانتزاع مبنى المتحف الاثري كذلك.

ويستقبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في البيت الأبيض قبل نهاية الشهر الجاري، لمناقشة الهجوم المشترك على "داعش" في الموصل.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة