الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
العراق
الجيش العراقي يستعيد سجن المجازر
دخلت فرقة مدرعة وقوات من «الحشد الشعبي» أمس سجن بادوش، شمال غربي الموصل، وهو السجن الأشهر في العراق، ارتبط اسمه بتنفيذ «داعش» فيه عدداً من المجازر، على الهوية الطائفية. وأعلنت وزارة الهجرة نزوح 26 ألف شخص من سكان الجانب الغربي، خلال الأيام العشرة الماضية، هرباً من المعارك الضارية 

وعلى رغم أن محور العملية الأكبر تركز جنوب الموصل، في وسط المدينة ومقر المحافظة، حيث أصبحت على بعد كيلومتر منه، بالإضافة إلى الجامع الكبير الذي ألقى فيه زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي خطبته المشهورة عام 2014، فإن قوات أخرى بدأت التحرك خلال اليومين الماضيين من شمال المدينة وغربها، ونجحت أمس في السيطرة على سجن بادوش. وكان التنظيم عرض فور دخوله الموصل صوراً للإفراج عن مئات المعتقلين من هذا السجن، لكنه أعدم أكثر من 560 من نزلائه على خلفيات طائفية في ما عرف لاحقاً بـ «مجزرة بادوش». وفور سيطرته على المدينة، عاد لاستخدامه في تنفيذ عقوبات قاسية بمعارضيه، ويقول شهود إنه نفذ ما لا يقل عن خمس مجازر جماعية بسجناء من أهالي الموصل.

وأعلن الجيش أمس، سيطرته على الطريق الرئيسي الرابط بين الموصل وتلعفر الذي يشكل الشريان الرئيسي الذي يستخدمه «داعش» في إمداداته وتحركات مسلحيه، وأصبحت الفرقة التاسعة على بعد كيلومتر واحد من «بوابة الشام»، وهي المدخل الشمالي الغربي للمدينة.

وتبعد بلدة تلعفر 50 كيلومتراً عن الموصل، وتتمتع بأهمية استراتيجية، لأنها تشكل حلقة الوصل مع معاقل التنظيم في سورية.

وقال عضو مجلس محافظة نينوى حسام العبار لـ «الحياة»، إن «مجلس المحافظة والمجمع الحكومي أصبحا تحت نيران قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية»، وأكد «محاصرة مناطق الدندان والدواسة والنبي شيت والعكيدات، استعداداً لاقتحامها». ورجح «تسارع العملية بفضل التنسيق العالي بين القوات المشتركة».

وأكد قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي أن «المقاومة في حي المأمون شرسة لأنهم (مسلحو داعش) يدافعون عن الخط الرئيسي بالنسبة إليهم».

وأصيب هذا الحي بأضرار كبيرة، فقد دمرت منازل كثيرة فيه والطرقات مليئة بالحفر بسبب انفجار الألغام، بينما تراكم حطام السيارات فوق بعضه بعضاً.

من جهة أخرى، قال وزير الهجرة جاسم محمد الجاف أمس، إن 26 ألف شخص فروا من الجانب الغربي للموصل، منذ انطلاق العمليات العسكرية قبل عشرة أيام. ويعيش في المدينة حوالى 750 ألفاً، ويتوقع أن تتزايد أعداد النازحين في شكل كبير خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

وأعلنت المديرة التنفيذية لمجموعة «أن واي سي» الطبية كاثي بيكري، التي تتولى تقديم الرعاية الصحية في عيادات متنقلة، أن «رصاص القناصة يشكل خطراً كبيراً على النازحين». وأضافت: «نلاحظ وجود الكثير من المصابين، غالبيتهم مقاتلون، لكن المدنيين متضررون كذلك».

وتابعت: «قبل يومين عالجنا عائلة من أم وأب وولدهما وابنتهما»، مشيرة إلى أنهم كانوا «يحاولون الفرار من الموصل، واستهدفوا برصاص قناصة، ما أدى إلى تعرض الطفلة إلى إصابةٍ خطرةٍ جداً في الحوض».


الجيش يفرض طوقاً كاملاً على «داعش» غرب الموصل

آخر تحديث: الخميس، ٢ مارس/ آذار ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) بغداد - عمر ستار 
واصلت القوات العراقية المشتركة عملياتها لتحرير الجانب الأيمن من الموصل، وأعلنت تطويقه من كل الجهات، وهي تخوض معارك شرسة في الأحياء المحيطة بالمجمع الحكومي. وأعلن الجيش أمس سيطرته على الطريق الرئيسي إلى تلعفر الذي يشكل الشريان الرئيسي الذي يستخدمه التنظيم في إمداداته وتحركات مسلحيه، وأصبحت الفرقة التاسعة على بعد كيلومتر واحد من «بوابة الشام» وهي المدخل الشمالي الغربي للمدينة.

وأكد عضو مجلس محافظة نينوى حسام العبار لـ «الحياة» أن «مكاتب المجمع الحكومي أصبح تحت نيران قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية»، وأضاف: «محاصرة مناطق الدندان والدواسة والنبي شيت والعكيدات ويستعد لاقتحامها». ورجح «تسارع عملية التحرير بسبب التنسيق العالي بين القوات المشتركة»، ولفت الى أن «القوات تقدم الدعم اللوجستي والاتصال بطائرات التحالف الدولي لقصف مواقع داعش الارهابي».

ونفى الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، مشاركة الجنود الأميركيين بالمعارك»، وقال إن «كل المشاركين في عمليات قادمون يا نينوى هم من العراقيين». وأضاف: «لا يوجد جندي واحد من التحالف الدولي أو الولايات المتحدة يقاتل على الأرض، لدينا مستشارون من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، ومن بقية دول التحالف، وعملهم مقتصر على تقديم الإسناد لقطاعاتنا بالضربات الجوية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى التدريب والتسليح والتجهيز، وهذا يتم بموافقة الحكومة وبإشراف القيادات العسكرية». وأكد أن «من يخطط للعمليات العسكرية ويقودها على الأرض هم أبناء القطاعات المشتركة العراقية بكل صنوفها ومسمياتها».

وقال الفريق الركن عبدالغني الأسدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب: «إن السيطرة على حي المأمون، وهو مجمع شقق، مهم جداً للسيطرة على طريق بغداد والأحياء الأخرى». وأضاف أن «المقاومة عنيفة وشرسة لأنهم يدافعون عن هذا الخط، وهو في تقديرنا الخط الرئيسي بالنسبة إليهم».

وتعرضت منطقة المأمون لأضرار كبيرة، فقد دمرت المنازل، والطرقات مملوءة بالحفر بسبب انفجار الألغام ويتراكم حطام السيارات فوق بعضه.

الى ذلك، أفادت وزارة الدفاع في بيان أن «الحياة الطبيعية عادت إلى مناطق الساحل الأيسر للموصل بعد تحريرها بالكامل»، مشيرة الى انه «بعد تكليف رئيس الوزراء قائد القوات البرية الإشراف على الساحل الأيسر باشرت القطعات الأمنية الانتشار وفرض الأمن والاستقرار في أحيائه»، وتابع أن «جهود أبناء الجيش العراقي أثمرت فتح الشوارع المغلقة وتطهير الأحياء والدور السكنية من مخلفات داعش الارهابي وفتحت الأسواق والمحلات أبوابها، واستقبلت المدارس طلابها، وعملت الدوائر البلدية بالتنسيق مع الجهد العسكري على تقديم الخدمات للمواطنين، ما ولد ارتياحاً كبيراً لدى الأهالي تجاه أبطال الجيش وتعاملهم الانساني، وبعثوا برسائل اطمئنان إلى إخوانهم في الجانب الأيمن ودعوهم إلى التعاون مع القوات الأمنية».

منظمة الهجرة قلقة إزاء النازحين

بغداد - «الحياة» - أفادت منظمة الهجرة الدولية في بيان، بأن» هناك أكثر من 10000 من الرجال والنساء والأطفال نزحوا من الموصل منذ بدأت القوات العراقية استعادة السيطرة على الجانب الغربي للمدينة في ١٩ شباط (فبراير) الماضي، ووصل٤٠٠٠ نازح بالفعل إلى مواقع الطوارئ التي أسستها مجموعة من المنظمات الإنسانية»، وتشير تقارير وزارة الهجرة إلى أن «هناك ما لا يقل عن ٦٠٠٠ شخص ينتظرون منذ مساء يوم الإثنين الماضي، عند نقطتي تفتيش على أمل العثور على مأوى». وأكدت «وصول ١٦٥٠ نازحاً أمس من (امس) إلى حمام العليل، وقرابة ٢٨٠٠ إلى قاعدة القيارة، وهناك أيضا ٣٠٠٠ شخص يتجهون نحو نقاط التفتيش، ومن المتوقع أن يصلوا غداً» (اليوم).

وأشارت المنظمة إلى أن «هناك قلقاً خطيراً جداً على حياة 750 ألف مدني محاصرين في الجانب الغربي المكتظ». ونقل البيان عن ناجين قصصهم، ومنها «محنة الطفلة هاجر البالغة من عمرها ١٠ أيام فقط مع إخوتها الخمسة الصغار، الذين تركوا الموصل بعد فقدان والدهم واثنين من أعمامهم عندما سقطت قذيفة يعتقد أن داعش أطلقها على منزلهم. حدث هذا قبل ساعات قليلة من بلوغهم موقع الطوارئ للمنظمة الدولية للهجرة في وقت متأخر الليلة الماضية (قبل الماضية)» وتابع: «تحدث كثيرون، وبينهم الأطفال الذين وصلوا الأمس (أول من أمس) إلى قاعدة القيارة عن الجثث في الشوارع أثناء النزوح. ومعظمها يعود إلى مسلحي داعش، وبعض المدنيين الذين قتلوا بسبب العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم».

ونقل التقرير عن النازحين الجدد قولهم إن «الأوضاع في غرب الموصل متدهورة، بدءاً من نقص الغذاء والوقود والدواء والماء، إلى ارتفاع الأسعار وتهديدات داعش». أم محمود (٥٠ عاماً) نزحت ووصلت إلى موقع القيارة للمنظمة الدولية للهجرة ليلة الأحد. وقالت إن «الموجودين داخل الموصل في حاجة إلى وقود للتدفئة والطبخ وتوفير الغذاء لأولئك الذين لا يستطيعون الحصول عليه، إذ تكلف زجاجة زيت الطهي الآن ١٨ ألف دينار عراقي (ما يعادل 12 دولاراً، أي أكثر من عشرة أضعاف سعره العادي)، وسعر الطحين ١٢٠ ألفا لكل ٥٠ كيلو –أي أغلى بنسبة ألف في المئة. وكيلو من السكر 20 ألف دينار» . وقالت أم محمود: «إن سكان الموصل يطهون جذور الخضروات».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة