الأحد ١٩ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ٢٠, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
السودان/جنوب السودان
إدارة أوباما في يومها الأخير تحذر من «أطماع» المعارضة السودانية
الخرطوم - النور أحمد النور 
أعلنت الرئاسة السودانية أن تشكيل الحكومة الجديدة الذي كان مقررا منتصف الشهر الجاري، سيتأخر شهراً لاستكمال المشاورات مع القوى السياسية، فيما تلقى بكري حسن صالح، نائب الرئيس، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ركز على قضايا عالقة مرتبطة برفع العقوبات عن الخرطوم. وقبل انصراف إدارة الرئيس باراك أوباما اليوم، حض المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث المجتمع الدولي على توخي الحذر في التعامل مع جماعات المعارضة السودانية المسلحة التي قال إنها «تضع مطامحها السياسية فوق مصلحة الشعب».

وقال إبراهيم محمود، مساعد الرئيس السوداني، إن استمرار المشاورات الخاصة بإعلان تشكيل الحكومة الجديدة يحتاج إلى شهر، موضحاً أن تحديد مهلة ستة أشهر للرفع النهائي للعقوبات الأميركية، أمر عائد إلى مقتضيات القانون الأميركي ولا يخص السودان وحده، بل كل العقوبات التي يتم الإعلان عن رفعها من قبل الإدارة الأميركية.

وقال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، أمام البرلمان إن بلاده ستواصل الحوار مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وصولاً إلى رفع كامل للعقوبات، بما في ذلك شطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب وتطبيع العلاقات بين البلدين ورفع مستوى التمثيل الديبلوماسي، مشيراً إلى أن الخطوة المتقدمة التي اتخذتها الإدارة الأميركية بإلغاء العقوبات، تتطلب وضع خطة محددة للأشهر الستة المقبلة وما بعدها.

الموقف من إسرائيل

ورفض وزير الخارجية الرد على سؤال في شأن احتمال مراجعة الخرطوم موقفها من إسرائيل، ورد باقتضاب: «كل شئ وارد في العلاقات الدولية».

إلى ذلك، قال مسؤول رئاسي إن صالح تلقى اتصالاً من كيري ناقشا خلاله خطوات تطبيع العلاقات بين البلدين، وشكر الوزير الأميركي الخرطوم على جهودها التي قادت إلى وضع علاقات الدولتين في مسارها الصحيح، وتبادل الجانبان وجهات النظر في شأن قضايا عالقة في الترتيبات الأخيرة لإدارة أوباما التي تنصرف غداً.

وفي تطور لافت، أعلن المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان عشية تركه منصبه، إنه تحدث أخيراً مع قادة متمردي «الحركة الشعبية الشمال» في شأن اقتراح أميركي لتوزيع الغذاء والدواء على مناطق الصراع التي تسيطر عليها هذه الجماعة المسلحة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، لكنها رفضت العرض.

وقال بوث في مؤتمر في واشنطن: «وجدت أن بعض زعماء المعارضة السودانية، خصوصاً المسلحة، على أتم الاستعداد لتجاهل مصالح ومنافع المواطن العادي من أجل مطامحهم السياسية الطويلة». وأضاف: «ينبغي أن نحرص على ألا نضعهم في مكانة رفيعة خارج مجال الشك، من المهم أن نتوخى الحذر تجاه من نتعامل معه»، مشيراً إلى الحكومات الأجنبية والجماعات التي تدعم المعارضة.

واعتبر المبعوث الأميركي رفض «الحركة الشعبية» العرض الأميركي بتقديم مساعدات إنسانية خلال اجتماع في باريس كان «إهداراً لفرصة كبيرة لإحداث تقدم في مفاوضات السلام ومساعدة الناس الذين يزعمون أنهم يقدمون لهم يد العون». وتابع: «حتى ونحن نطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها إزاء السلام علينا أيضاً أن نطالب المعارضة بأن تنحي المطامح السياسية الشخصية جانباً وتعطي الأولوية لشعبها».

وأضاف بوث: «كما أن هناك متشددين داخل الحكومة السودانية يتمسكون بأفكار خاطئة بأنه يمكن تحقيق نصر عسكري، هناك أيضاً زعماء جماعات مسلحة يعتقدون أن من الصواب أن يواصلوا القتال مهما كانت الكلفة على شعبهم».

من جهة أخرى، طمأن رئيس «حزب الأمة» المعارض الصادق المهدي حلفاءه في المعارضة إلى عدم إبرام أي تسوية ثنائية مع الخرطوم، مـؤكداً الالتـزام القوي بمعالجة جذور الأزمة السودانية، إذ ينتظر أن يـعود المهدي إلى البلاد في 26 الجاري.

وأفاد المهدي خلال مؤتمر صحافي في مقر البرلمان الفرنسي في باريس، أن المعارضة «هدفها إزالة المظالم وتحقيق الديموقراطية»، مشيراً إلى أن حزبه «سيلتزم بقوة بما يحقق حل المشكلة التي أدت إلى الحروب، وهي في أصلها الديكتاتورية». ورأى أن «أي حل يقوم على إزالة أسباب النزاع والقتال والديكتاتورية سيُجمع عليه الجميع، ونحن سنسعى إلى تحقيق هذا الحل الذي سيجد دعماً قومياً».

ملك المغرب في جوبا

إلى ذلك، تستقبل جوبا عاصمة جنوب السودان اليوم، ملك المغرب محمد السادس، في إطار جولة تشمل غانا وإثيوبيا وزامبيا، لتعزيز العلاقات مع أفريقيا وعودة بلاده إلى الاتحاد الأفريقي. كما يعتزم المغرب إقامة مستشفى ميداني في جنوب السودان.

ووصف مراقبون في جوبا زيارة محمد السادس بالتاريخية واعتبروها ضربة سياسية لجبهة «البوليساريو» الانفصالية المغربية في أحد معاقلها.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يبحث «الانتقال الديمقراطي» في الخرطوم
ملاحظات سودانية على مسودة الحلو في مفاوضات جوبا
«الجنائية الدولية» تتعهد مواصلة مطالبة السودان بتسليم البشير
تعيين مناوي حاكماً لدارفور قبل اعتماد نظام الحكم الإقليمي
مقتل سيدة وإصابة 8 أشخاص في فض اعتصام جنوب دارفور
مقالات ذات صلة
وزير داخلية السودان يتوعد «المخربين» بـ«عقوبات رادعة»
تلخيص السودان في لاءات ثلاث! - حازم صاغية
"ربيع السودان".. قراءة سياسية مقارنة - عادل يازجي
"سَودَنة" السودان - محمد سيد رصاص
تعقيدات الأزمة السودانية - محمد سيد رصاص
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة