الجمعه ٣ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٨, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
الجزائر
الجزائر: مساءلة مدير تلفزيون استضاف قيادياً إسلامياً تحدى بوتفليقة ورجل أعمال يتهم السلطات بمحاولة إسكاته
الجزائر - عاطف قدادرة؛ الرباط - محمد الأشهب 
استدعت وزارة الاتصال (الإعلام) الجزائرية، مدير قناة تلفزيونية خاصة إثر تصريحات وصفتها بـ «غير المقبولة» صدرت عن «الأمير السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ» المنحل مدني مزراق، توعد فيها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بـ «إسماعه كلاماً لم يسمعه من قبل» في حال لم يتراجع عن قرار منعه من تأسيس حزب.

وعاد مدير قناة «الوطن» الخاصة على جناح السرعة من تركيا، استجابةً لاستدعاء شديد اللهجة من وزارة الاتصال على خلفية مقابلة بثتها محطته مع مزراق الذي تحدى الرئيس على خلفية رسالته لمناسبة ذكرى استفتاء المصالحة الوطنية، التي أشار فيها إلى استحالة عودة مَن تسببوا في الأزمة الأمنية خلال فترة التسعينات، إلى الواجهة السياسية في البلاد.

وقال مزراق في رد على رسالة الرئيس الأخيرة: «سيسمع مني بوتفليقة كلاماً ورداً لم يسمعه من قبل». وشكك في الرسالة المنسوبة إلى الرئيس، معتبراً أن «حالته الصحية والعقلية لا تسمح له باتخاذ قرار خطير مثل هذا».

وكان بوتفليقة وصف مطالب زعيم الجيش الإسلامي للإنقاذ المنحل، بتأسيس حزب بـ «الانزلاقات والتصرفات غير اللائقة»، مشيراً في رسالته لمناسبة الذكرى العاشرة لاستفتاء المصالحة الوطنية إلى أنه وجب التذكير بالحدود التي تجب مراعاتها، والتي «لن تتساهل الدولة في شأنها».

بيد أن مراقبين تساءلوا عن سر توجيه استدعاء لمدير القناة الخاصة من دون أي ملاحقة بحق مزراق، في حال رأت العدالة الجزائرية في تصريحاته ما يحضّ على العنف أو المساس برموز الدولة.

على صعيد آخر، أجرى الرئيس الجزائري حركة تحويلات كبرى في سلك رؤساء الدوائر (ثاني أهم المسؤوليات المحلية بعد المحافظين) في خطوة جديدة على مسار التغييرات العميقة التي أطلقها أخيراً، والتي مست بكل القطاعات الأمنية والإدارية. وتزامن قرار بوتفليقة مع إقرار مجلس الوزراء أمس، بدء سياسة التقشف في البلاد.

على صعيد آخر، ألقت الخلافات المتصاعدة بين المغرب والجزائر ثقلها على اجتماع وزراء خارجية منظومة «5 + 5» التي تشمل الدول الشمالية والجنوبية لضفتي البحر المتوسط. ورأت مصادر ديبلوماسية في إيفاد الجزائر وكيل وزير خارجيتها عبدالحميد السنوسي بريكسي، بدلاً من وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى المؤتمر الذي بدأ أعماله في طنجة، استمراراً للأزمة التي تخنق العلاقات بين الرباط والجزائر.

وهذه ليست المرة الأولى التي تنزع فيها الجزائر إلى خفض مستوى تمثيلها في المؤتمرات التي يستضيفها المغرب، منذ اندلاع أزمة إزالة علم الجزائر من على قنصليتها في الرباط. وعلى رغم الإجراءات القضائية التي اتخذتها السلطات المغربية لمعاقبة المتورطين في الحادث، إلا أن الهوة لا تزال تزداد عمقاً بين البلدين الجارين. لكن بيان الخارجية الجزائرية عرض إلى ما اعتبرته موقفاً راسخاً لناحية «دعم علاقات حسن الجوار والتعاون بين الدول الأعضاء»، فيما يستمر سريان إغلاق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب منذ أكثر من عقدين.

إلى ذلك، أقرت منظومة «5 + 5» التي تُعتبر الإطار الوحيد الذي يجمع بين الجارين اللدودين ويُعقد دورياً بخلاف القمة المغاربية المعلّقة منذ عام 1994، الانفتاح على مكونات من خارج الحوار الرسمي بين الدول العشر المشاركة.

ووصف وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار الحدث بأنه «احتفاء بالأمل»، في إشارة إلى ما يمثله الشباب الذين يشكلون غالبية سكان المنطقة من أهمية للمستقبل.

واعتبر المسؤول المغربي أن الإصغاء إلى مطالب الشارع يقع في مقدم التحديات الراهنة التي يتعين أن تكفل مشاركة جماعة الشباب والنساء في جهود التنمية والديموقراطية وحوار الحضارات.

وهيمنت ظاهرة نزوح اللاجئين إلى بلدان أوروبا على محاور الاجتماع، بخاصة ما يتعلق بتنسيق الجهود والتصدي للهجرة غير الشرعية، وفق المقاربة الأوروبية الجديدة. وعرض الاجتماع في غضون ذلك إلى آفاق التسوية السلمية للصراع الدائر في ليبيا، وسبل تطويق التطرف والإرهاب في منطقة الساحل جنوب الصحراء، إضافة إلى إشكالات المساعدة في التنمية وتطويق الأزمات الاقتصادية والسياسية الناشئة.

رجل أعمال جزائري يتهم السلطات بمحاولة إسكاته

نفت الحكومة الجزائرية وجود أي مذكرة توقيف بحق رجل الأعمال الشهير أسعد ربراب، أكبر المستثمرين في البلاد، وذلك رداً على إعلان الأخير وجود نية لدى السلطات لاعتقاله فور عودته إلى الجزائر، فيما يبدو أن «جهة ما» حركت تحقيقاً ضده ضمن «ملف أمني» أساساً. وأشار وزير الاتصال الجزائري حميد قرين إلى أن أسعد ربراب اقتصادي صاحب مكانة في البلاد وعليه أن «يعود إلى الجزائر ليدلي بتصريحاته بدل من لجوئه إلى ذلك من خارج الوطن» (متواجد حالياً في البرازيل).

وبدأت متاعب رجل الأعمال الشهير، قبل أيام قليلة بعد إعلان وزير الصناعة عن اكتشاف الحكومة تصريحات ضريبية تخصّه مجانبة للحقيقة، وتحدى ربراب الحكومة بتقديم دليل على ذلك.

وشرح مصدر حكومي لـ»الحياة» هذه المسألة بالقول إن «وزير الصناعة يملك الأدلة الكافية ورئيس الحكومة عبد المالك سلال مطلع عليها»، مشيراً إلى أن «أساس القضية أمني» من دون تقديم توضيحات. ويعتبر مراقبون أن متاعب ربراب بدأت بعد إقالة مدير الاستخبارات الفريق محمد مدين، لكن موالين للسلطة يرفضون هذا الطرح ويعتبرون القضية اقتصادية بحتة.

وكان ربراب صرح أن قراراً بالقبض عليه صدر بالفعل. وقال: «إنهم يريدون إسكاتي، لكنني لن أسكت، فبدلاً من أخذ الوضع الخطر على محمل الجد، وفتح حوار لنتحدث عن العراقيل وعن مستقبل البلاد، هؤلاء الأشخاص يريدون توقيفي وإسكاتي وإسكات كل مَن ينتقد ويطرح أسئلة مشروعة عن وضع البلاد». وأضاف أن «رئيس الحكومة عبد المالك سلال، راسل الهيئة الفرنسية (تراكفين) المكلّفة بمراقبة حركة رؤوس الأموال للتحقيق في الأموال التي اشتريت بها مصنع براند غير أن هذه الهيئة ردت بأن العملية تمت بشفافية كاملة».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة