الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ١١, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
تونس
شكوك ترافق «هجرة» السياح من تونس واتهامها بعدم التعاون مع بريطانيا
الأمن التونسي يقتل 5 مسلحين باشتباكات
تونس - محمد ياسين الجلاصي 
بدأ السُّياح الأجانب في تونس، خصوصاً من بريطانيا والدنمارك، حزم أمتعتهم والمغادرة تباعاً، بعدما طلبت منهم حكومات بلادهم ذلك. وقوبل ذلك بدهشة لا تخلو من امتعاض في الأوساط الرسمية التونسية، كونه ترافق مع كلام عن عدم تعاون السلطات بجدّية مع محقّقين بريطانيين جاؤوا للاطلاع على التحقيقات بعد الاعتداء على منتجع سياحي في سوسة، والذي أسفر عن 38 قتيلاً بينهم 30 بريطانياً.

وتأتي «هجرة» السُّيّاح البريطانيين والدنماركيين، بعد تحذير لندن وكوبنهاغن رعاياهما من السفر إلى تونس إلا للضرورة، ونصيحتهما الموجودين هناك بالمغادرة فوراً تحسُّباً لـ «احتمال كبير» بتنفيذ مزيد من الهجمات الإرهابية.

ونظّمت بريطانيا رحلات جوية إضافية لإعادة أكثر من ثلاثة آلاف من رعاياها ظلّوا في تونس، من أصل عشرة آلاف سائح بريطاني دخلوا البلد قبل اعتداء سوسة في 26 حزيران (يونيو) الماضي، ما يُعتبر رقماً مرتفعاً بين الوافدين من بقية الجنسيات.

وشكّكت أوساط تونسية بملابسات الموقف البريطاني، خصوصاً بعد تقارير مفادها بأن السلطات التونسية لم تتعاون مع محققين بريطانيين جاؤوا إلى تونس لمتابعة التحقيقات في اعتداء سوسة.

مصادر في السفارة البريطانية في تونس أبلغت «الحياة» أن المحققين البريطانيين لم يجدوا «الجدّية الكافية في تعامل السلطات التونسية»، إضافة إلى اقتناع لندن بأن «الإجراءات الأمنية التي اتّخذتها الأجهزة التونسية لن تجنّب البلاد هجوماً آخر».

ونفى رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد صحة الكلام عن تقصير حكومته في اتخاذ إجراءات أمنية حازمة، معتبراً أنّ قرار السلطات البريطانية «ستكون له تداعيات على (سياح) بقية البلدان. وزاد أن الحكومة التونسية «ستقوم بمراجعة العديد من الأمور بعد هذا القرار». وأكد الصيد أن «تونس رحّبت بالمحقّقين البريطانيين الذين قوّموا الوضع الأمني». وصرّح بأن «الوحدات الأمنية تمكّنت من اعتقال ألف إرهابي ومنع 15 ألف شاب من السفر الى بؤر توتُّر في سورية والعراق وليبيا»، وذلك منذ هجوم باردو الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى من السياح في آذار (مارس) الماضي.

في غضون ذلك، تمكّنت وحدات أمنية تونسية أمس، من قتل خمسة عناصر مسلحة أثناء تبادُل للنّار في محافظة قفصة جنوب غربي البلاد.

وقال لـ «الحياة» وليد اللوقيني الناطق باسم وزارة الداخلية إن «العملية نُفِّذت بناء على معلومات استخباراتية تفيد بأن مجموعة إرهابية موجودة في جبل عرباطة»، مشيراً إلى ضبط خمسة رشاشات وقنبلة يدوية في حوزة المسلحين. ولم تحدد السلطات هوية القتلى في ظل توقُّعات بأن يكون بينهم قياديون في «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي».

الأمن التونسي يقتل 5 مسلحين باشتباكات

قال مصدر أمني تونسي أن قوات الأمن في بلاده، قتلت أمس، خمسة مسلحين متشددين، باشتباكات في منطقة جبلية قرب مدينة قفصة في وسط البلاد، مشيراً إلى أن مروحيات لا تزال تلاحق آخرين.

ويأتي ذلك في إطار وضع القوات التونسية في حال تأهب قصوى بعد هجوم الشهر الماضي على منتجع ساحلي في مدينة سوسة أدى إلى مقتل 38 سائحاً معظمهم بريطانيون. ووقع هجوم مماثل قبل ثلاثة أشهر في متحف باردو في العاصمة تونس على يد مسلحين متشددين.

وأشار المصدر الأمني إلى أن «العملية مستمرة في جبال أولاد بوعمران»، مضيفاً أنه لم يقع أي قتلى في صفوف القوات الخاصة التابعة للجيش.

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أمس، أن حكومته ستسعى إلى إقناع بريطانيا بالعدول عن دعوتها رعاياها بمغادرة تونس إثر الاعتداء الدموي الأخير. وصرح البكوش بأن السلطات تتفهم رد فعل بريطانيا، لكنها ستحاول إقناعها تدريجاً لعلها «تعود عن قرارها».

وتابع البكوش: «لا يمكننا لومهم في الظرف الراهن، لكننا لن نتوقف عند هذا الحد، بل سنتواصل معهم ومع الشركاء الأوروبيين حتى لا يتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات».

وكانت وزارة الخارجية البريطانية أوصت البريطانيين الخميس بمغادرة تونس وبعدم السفر إلى هذا البلد لغير الضرورة، معتبرة أن التدابير التونسية الحالية غير كافية أمام «التهديدات الإرهابية القوية».

واعتبرت الوزارة، بعد قرابة أسبوعين من الهجوم الذي استهدف فندقاً في القنطاوي في سوسة أودى بحياة 38 شخصاً بينهم 30 بريطانياً، أن حصول «هجوم إرهابي جديد مرجح بدرجة عالية»، وأن التدابير التي اتخذتها الحكومة التونسية غير كافية «لحماية السياح البريطانيين في الوقت الحالي».

وأعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أمام البرلمان ليل الخميس - الجمعة أن بلاده «قامت بواجبها» لحماية «المنشآت البريطانية». وأعلنت السلطات التونسية مجدداً، فرض حال الطوارئ في البلاد في الرابع من الشهر الجاري.

وقال الصيد أن «قراراً بريطانياً ستكون له تداعيات على تونس مع بلدان أخرى دون شك، لكن بريطانيا لها سيادتها ونحن أيضا لنا سيادتنا».

وأضاف: «سأتصل الجمعة برئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون) لإبلاغه بأن تونس مستعدة لحماية كل السياح وأنها قامت بما يلزم لحماية المنشآت البريطانية».

وحذر الصيد من أن تونس ما زالت في خطر وأن هناك مزيداً من التهديدات الإرهابية الجدية.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة