الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ١٣, ٢٠١٩
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
ليبيا
«جبهة الرفض» تعوق جهود سلامة لإعادة الأفرقاء الليبيين إلى الحوار
الجيش الليبي يكبّد قوات «الوفاق» خسائر كبيرة في «معركة المطار»
القاهرة: خالد محمود - تونس: المنجي السعيداني
أعلنت قوات «الجيش الوطني»، التي صدَّت جميع المحاولات المستميتة للميليشيات المسلحة الموالية للسراج من أجل السيطرة على مطار العاصمة طرابلس، أنها كبّدت قوات «الوفاق» خسائر كبيرة، في «معركة المطار»، وفي غضون ذلك تعهّد فائز السراج رئيس حكومة «الوفاق» الليبية، باستمرار قواته في «مقاومة ودحر» ما وصفه بـ«العدوان» على العاصمة طرابلس.

وفي بيان أصدره، مساء أول من أمس، أكد السراج، عقب اجتماعه بطرابلس مع غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، أنه «لا تنازل عن معركة بناء الدولة المدنية»، لافتاً إلى أن «استئناف العملية السياسية مرهون بوضع قواعد جديدة لهذا المسار، شرط ألا يكون حكراً على أي فرد أو مجموعة».

في غضون ذلك، نفى المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الكرامة»، التابعة لـ«الجيش الوطني»، ما وصفه بـ«فبركات وادعاءات» تنظيم الإخوان المسلمين وعصاباتهم لقوات الجيش، باستخدام الألغام وزراعتها حول مطار طرابلس العالمي. وقال إن تلك الاتهامات «تأتي على خلفية حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدوها في الهجوم الذي أحبطته قوات الجيش، أول من أمس، في محور مطار العاصمة، ولما وصلوا إليه من إنهاك وإعياء»، معتبراً أنها اتهامات «زور وبهتان».

وتابع موضحاً: «قواتنا المسلحة تحترم المواثيق والأعراف الدولية، وملتزمة بالقانون الدولي الإنساني لحقوق الإنسان، ونحن لم نقم باستخدام الألغام بكل أنواعها في أي مواجهة سابقة أو حالية مع العصابات الإرهابية الإجرامية».

ونقل البيان عن اللواء عبد السلام الحاسي، قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش، تأكيده بشأن تصدي قوات الجيش لهذا الهجوم، وتدمير قدرات قوات الميليشيات الإرهابية، وإلحاق خسائر في الأرواح على المشارف البعيدة للمطار.

في غضون ذلك، رصد «الجيش الوطني» مطالبة العشرات، من أمام مستشفى مصراتة (غرب)، بعودة أبناء مدينتهم من طرابلس، وذلك بعد وصول 11 جثة، جراء اشتباكات مطار طرابلس، وعدد آخر في القويعة نتيجة ضربة طيران على تجمع ميليشياوي تم رصده.

وفي إطار متابعة تنفيذ المبادرة الرئاسية الثلاثية للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا، عقد وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر أمس اجتماعا تشاوريا في العاصمة التونسية تركزت أشغاله حول السبل الكفيلة بوقف الاقتتال الدائر في هذا البلد الشقيق، واستئناف المسار السياسي الجاري تحت رعاية الأمم المتحدة، خاصة في ظل استمرار المواجهات العسكرية في محيط العاصمة طرابلس.

وأشارت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تونس تسعى من خلال هذا الاجتماع للتحضير لعقد اجتماع يضم مختلف دول الجوار الليبي، اعتبارا إلى تداخل عدة معطيات إقليمية في الملف الليبي. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس التونسي ورئيس القمة العربية في دورتها الحالية الباجي قائد السبسي صباح اليوم في قصر قرطاج مع وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس لمتابعة توصيات الاجتماع الوزاري التشاوري بين البلدان الثلاثة المجاورة لليبيا، الذي انتظم في ساعة متأخرة من مساء أمس في مقر الخارجية التونسية.

«جبهة الرفض» تعوق جهود سلامة لإعادة الأفرقاء الليبيين إلى الحوار

القاهرة: جمال جوهر
يتغاضى الدكتور غسان سلامة، المبعوث الأممي لدى ليبيا، عن حملة انتقادات واسعة يوجهها ضده برلمانيون وسياسيون، وذلك على خلفية موقفه من المعركة العسكرية لـ«تحرير» طرابلس من الميليشيات المسلحة و«الإرهابيين»، ويصرّ على مواصلة تحركاته الخارجية ولقاءاته بـ«خصوم الداخل»، سعياً منه لجمعهم مجدداً على مائدة الحوار.

والتقى سلامة، الذي سبق أن صرّح بأن الوضع الحالي الذي تعيشه ليبيا «لا يقتل العملية السياسية، لكن يضعها بين هلالين»، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» فائز السراج في طرابلس العاصمة، للتباحث حول آخر تطورات العملية العسكرية، والتشاور بشأن العودة إلى طاولة الحوار. كما اطّلع من نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق على نتائج زيارة الأخير إلى واشنطن، في ظل ما تردد عن تغير الموقف الأميركي مع الأحداث الجارية.

غير أن محاولات المبعوث الأممي لجمع «الخصوم» مجدداً على مائدة الحوار، استكمالاً للقاء «أبوظبي»، تصطدم برفض وقف الاقتتال من قبل طرفي المعركة العسكرية، الدائرة في المحيط الجنوبي للعاصمة بين «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة «الوفاق»، إذ يرى حفتر أن العملية العسكرية على طرابلس تستهدف محاربة «الإرهابيين»، بينما يتمسك السراج، رئيس المجلس الرئاسي المعترف به دولياً، بضرورة انسحاب قوات «الجيش الوطني» إلى مواقعها.

ومنذ بدء معركة طرابلس في 4 أبريل (نيسان) الماضي، التي أمر بها حفتر، تنقسم التوجهات بين ساسة شرق ليبيا وغربها حول المبعوث الأممي. ففي مواجهة انتقادات عنيفة تلقاها سلامة على خليفة الانقسامات السياسية التي عمّقتها المعركة، طالب البعض بإنهاء خدمته في ليبيا، ووصفه بـ«المنحاز». وفي هذا السياق، قال الشيخ محمد المُبشر، رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن سلامة «رجل ذكي ومثقف، لكن تنقصه كثير من الواقعية، فضلاً عن عدم تمتعه بدعم دولي كافٍ».

وحول حملات التشكيك، التي تعرض لها المبعوث الأممي مؤخراً، أضاف المُبشر: «طبيعي جداً في مثل حالة بلادنا أن يتعرض أي وسيط ليبي أو أممي لذلك، إن لم يكن حذراً جداً... لذا أقول إن سلامة وقع في فخّ عدم تقدير المشهد».

وخلّفت معركة طرابلس منذ اندلاعها أكثر من 653 قتيلاً، بينهم 41 مدنياً، بحسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية، فضلاً عن نزوح 91 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

من جانبه، نفى سلامة أن يكون منحازاً في النزاع الليبي، وقال: «إن تحذيره من حرب أهلية ومن تقسيم البلاد لا يعني أنه يتمنى ذلك»، مشدداً على أنه «حريص على وحدة ليبيا أكثر من الليبيين أنفسهم»، ودعا إلى العودة إلى طاولة المفاوضات

وقال مصدر مقرب من البعثة الأممية لدى ليبيا لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن سلامة «سيواصل خلال الأيام المقبلة لقاءاته بشخصيات سياسية كثيرة في البلاد، سواء في شرق البلاد أو غربها، بغية الوصول إلى حلّ قد يمهد الطريق للعودة ثانية للحوار السياسي الهادئ».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة