الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ٧, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
مواقف عون الأخيرة «اعطاء باب للحل»: لا يتفاوض مع أحد ... والحريري لا يناور
بيروت - «الحياة»
مع غياب حركة الاتصالات التي باتت شبه مجمدة، لا يبدو في الأفق ما يشي بأي مخرج للأزمة الحكومية في لبنان، وفق مصادر مواكبة لمسار عملية التأليف لــ «الحياة»، مؤكدة أن «ثمة معطيات توحي بأن عقدة نواب سنة 8 آذار التي استجدت الأسبوع الماضي مع إعلان ​«حزب الله»​ تمسكه بتوزير أحدهم، لا حل قريباً لها، في انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج واستئناف مشاوراته. وفي هذا السياق، أشارت مصادر مقربة من قصر بعبدا إلى أن «المشكلة ليست عند رئيس الجمهورية ميشال عون، بل بين مواقف الرئيس المكلف و «حزب الله». وقد تكون مواقف الرئيس عون في سبيل إعطاء باب للحل». وأكدت المصادر أن موقف رئيس الحكومة الذي أبلغه إلى رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة قصر بعبدا لا يزال ذاته، والموضوع الذي تم التداول به من أن الرئيس عون ذاهب إلى خلاف مع «حزب الله» غير صحيح». رئيس الجمهورية -يقول المصدر- «لديه وجهة نظر بالنسبة إلى العقدة السنية، و «حزب الله» عنده موقف، وهذا لا يعني وجود خلاف».

وزاد: «ما كان أعلنه الرئيس عون يؤخذ في الاعتبار، لأن لديه معطيات تعبّر عن أن هناك أموراً عكس ما يشاع». وأكد المصدر أن «رئيس الجمهورية لا يتفاوض مع أحد في هذا الموضوع، ولكن هناك اشخاصاً يزورونه ويقترحون حلولاً، وهو حريص على وجود حكومة، وحريص على ألا يكون أحد خاسراً، ويعرف في المقابل مدى ضغط الوضع الاقتصادي، والأمور الضاغطة الأخرى، ويعرف ما هي العقد التي لا تسهّل تشكيل الحكومة».

وتابع المصدر: «الرئيس المكلف عبّر عن مواقفه، ولا يناور، ورئيس الجمهورية يعمل على تسهيل التأليف، وهذا لا يعني أي خلاف استراتيجي ووطني بين الرئيس عون و «حزب الله»، وإنما تباين في وجهات النظر في الموضوع السياسي، وأن «حزب الله» حريص على الوقوف إلى جانب حلفائه، كما أنه قال إن لا بديل من الرئيس الحريري وهو متمسك به».

وفيما تبقى العقدة السنية هي الوحيدة المتبقية لولادة الحكومة، فإن مصدراً قيادياً في «تيار المستقبل» نفى ما نسب إلى أوساطه من أن «توزير سنّة 8 آذار يصبح ممكناً في حال انسحاب هؤلاء النواب من الكتل التي شاركوا معها في الاستشارات». وأكد المصدر «أن الرئيس الحريري ليس معنياً بكل ما يُطرح في بازارات التوزير، وان موقفه من هذه المسألة لا يخضع للمساومة تحت أي ظرف من الظروف».

«لبنان وحكومته رهينة»

وفي المواقف، اعتبر عضو كتلة «​الجمهورية القوية​« النائب وهبي قاطيشا، أن «​حزب الله​ يأخذ ​لبنان​ وحكومته رهينة من خلال استحداث العقد الحكومية وفق أجندة إقليمية مرتبطة بإيران​ والعقوبات عليها، وخوض حرب عالمية على كل الجبهات باسم ​طهران​«، ولفت إلى أن «​رئيس الجمهورية​ كان غاضباً في إطلالته الأخيرة من حزب الله»، مستبعداً في الوقت عينه «إفراج الحزب عن ​الحكومة​ في حال تنازل الرئيس عون من حصته لتوزير أحد النواب ​السنة​«.

«لن نقبل بوسطي أو غيره»

وفي المقابل، اعتبر عضو «اللقاء التشاوري» النائب ​قاسم هاشم،​ أن «السؤال الأساس الذي يطرح نفسه اليوم هو ما إذا كان المعنيون بتشكيل ​الحكومة​ يريدون حقيقة حكومة وحدة وطنية كما رددوا مراراً وتكراراً منذ ما قبل تكليف الرئيس ​سعد الحريري​«، مذكراً بأن «رئيس الجمهورية​ أكد لحظة انتهاء الانتخابات وبدء الاستشارات النيابية كما في الأول من آب (أغسطس) رفض سياسة الاستئثار واحتكار التمثيل، ووجوب أن تكون كل المجموعات السياسية والطائفية ممثلة في الحكومة الجديدة تبعاً لنتائج الانتخابات التي جرت لأول مرة على أساس قانون يعتمد ​النسبية​«.

وأكد هاشم رفض «اللقاء التشاوري» التمثل في الحكومة إلا بأحد أعضائه، مشدداً على «رفض حل الوزير الوسطي أو غيره».

وأكد عضو اللقاء ذاته النائب ​جهاد الصمد،​ أن «الحل للعقدة السنية هو عند من يضع «الفيتو».

أما الوزير والنائب السابق غازي العريضي، فقال بعد لقائه الرئيس تمام سلام: «إننا مقبلون في البلاد على تطورات سياسية كبيرة، وآمل بأن نجد كباراً مثل تمام سلام قادرين على التعاطي معها بالتعاون والتفاهم بين مختلف القوى السياسية. الوضع دقيق جداً في البلد ويحتاج إلى الكثير من التبصر والهدوء والدقة في التعاطي».

وعن قرب تشكيل الحكومة قال: «لا أستطيع أن أقول ذلك بفعل تجربة كان من المتوقع بل من المنتظر والمتفق عليه بين القوى السياسية أن تصدر الحكومة منذ أسبوعين تقريباً، وحددت مواعيد وبدأ تحضير المراسيم ولم يحصل هذا الأمر. ثمة أسباب موضوعية وواقعية أدت إلى ما أدت إليه، وارتُكبت كما قلت منذ فترة في لقاء مع الرئيس نبيه بري، أخطاء في الأشهر السابقة لعملية تشكيل الحكومة نحن الآن ندفع ثمنها، بالإضافة إلى تعقيدات سياسية كبيرة في الخارج وفي الداخل وثمة تلازم كامل بين الأمرين».

وقال النائب السابق محمد الصفدي: «وسط ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات وشد للحبال، ووسط العقوبات وما سيترتب عليها من انعكاسات، خصوصا في لبنان،لا بد للجميع من القفز فوق العقد وتشكيل الحكومة متخطين كل الاجندات الأخرى».

جنبلاط: علينا ألاّ نفقد الأمل بالوزارة

غرّد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع «تويتر» سائلاً: «يا ترى هل يملك صاحب هذا الحانوت من جملة ما يملك حلاً لتشكيل الوزارة».
وقال: «بالأمس الصيدلي لم يجد وصفة للعقاب الجماعي المزدوج. علينا ألا نفقد الأمل».
وأرفـــــق تـــغريدتــــه بصورة لعجوز يجلس أمام محل خردوات.

الراعي يحمّل قبلان رسالة إلى «حزب الله»:ساعدوا في نزع العقبات

حمّل البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة إلى «حزب الله دعاه فيها إلى المساعدة في نزع العقبات أمام تشكيل الحكومة.
وكان الراعي، التقى في بكركي، المفتي قبلان، وتم عرض للأوضاع الراهنة، لا سيما الموضوع الحكومي.

وقال قبلان: «جوهر الزيارة اليوم متابعة اللقاءات الدورية التي كانت تحصل بين المرجعيات الدينية والروحية، وكان هناك توافق في الرؤية حول موضوع تشكيل الحكومة. وطبعاً كما غبطة البطريرك وآراء المرجعيات الدينية لا بد من المسارعة الاكيدة في تشكيل الحكومة ونزع كل العقبات من أمام إعلان تشكيلها».

وأضاف: «لقد حملنا صاحب الغبطة إلى الاخوة في «حزب الله»، رسالة، بأن يساعدوا في نزع هذه العقبات، وهذا الأمر يحتاج إلى حكمة وروية حتى نساعد في معالجة قضايا الدولة والوطن. وتمنى غبطته علينا أن نسعى جاهدين مع كل القيمين للمساعدة على عمل كل ما يلزم حتى تتشكل الحكومة للبدء في معالجة قضايا الوطن والدولة».

وأشار إلى «أن اللقاء في الأساس كان حول عقد قمة روحية مرجعية بين صاحب الغبطة والمجلس الشيعي ودار الفتوى ومشيخة العقل محورها قضية الإعلام وبعض البرامج التلفزيونية التي تعرض على الشاشات، ومدى الاسفاف والانحطاط الذي وصلت اليه، والتي تؤثر سلباً في شبابنا وأجيالنا. وكان التمني من صاحب الغبطة أن يكون اللقاء قريباً كي يعالجوا هذه القضية لا على نحو الشكليات فقط بل في جوهرها، بمشاركة وزير الاعلام واللجنة الإعلامية في المجلس النيابي وجميع الحقوقيين والمراقبين الذين لهم باع في هذه المسألة»، وقال: «سنعمل جاهدين إن شاء الله وسنسعى مع كل من يعنيه الأمر كي نبادر جميعاً في تشكيل الحكومة في أسرع وقت».

وقال رداً على سؤال: «الأخوة في حزب الله ليسوا ضد المسارعة في تشكيل الحكومة، هم من ينادون بهذا الامر، ولكن القضية تحتاج إلى حوار، و «حزب الله» ينادي بهذه المسألة وبالحوار. اليوم القضايا التي يتعرض لها لبنان اكبر بكثير خصوصا ما نشهده في المنطقة اقليميا ودوليا من نزاعات، ونرى اليوم خطورة الواقع المأزوم الاقليمي، واتصور ان الاخوة في «حزب الله» قد يذهبون إلى حلول تتعلق بهذه المسألة».

وأضاف: «تداولنا مع البطريرك في امكان عقد قمة روحية لبحث موضوع الإعلام والبرامج التلفزيونية»، مشيراً إلى أن «لا بد من تشكيل لجنة لوضع مقدمات حلول لملف أراضي لاسا».

واشارت «المركزية» إلى أن «رسالة الراعي إلى حزب الله مباشرة ومنبثقة من حرصه على العيش المشترك والوحدة الوطنية يدعو فيها الحزب إلى عدم جر البلاد إلى الخطر الوشيك وفكّ عقدة تمثيل نواب سنّة 8 آذار، وأن البطريرك اكد لقبلان ان الوضع الاقتصادي على اعلى درجة من الخطورة ويوجب على القيادات الشيعية التعاون سريعاً لتشكيل الحكومة». ولفتت إلى أن «الراعي أكد لقبلان أن أي قمة روحية يجب أن تشمل كل الملفات وفي طليعتها تشكيل الحكومة وليس فقط موضوع البرامج التلفزيونية».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة