الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ١١, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
النظام السوري يعزز انتشاره على الحدود مع الأردن وأزمة اجلاء المعارضين تراوح مكانها
دعوات لحماية الصحافيين العالقين في الجنوب
موسكو - سامر الياس 
في حين عزز النظام السوري انتشاره على المناطق الحدودية مع الأردن في محافظة درعا باستثناء جيب يسيطر عليه تنظيم «داعش» الإرهابي، ما زال عالقاً ملف نقل المسلحين الرافضين للاتفاق مع الروس إلى محافظة إدلب (شمال سورية). وفي انتظار إشارة من موسكو تحدد مصير بقية مناطق الريف الغربي في درعا وريف القنيطرة، ألقت مروحيات تابعة للنظام منشورات في مدينة الحارة المشرفة على تل الحارة الاستراتيجي شمال غربي درعا تحض على «المصالحة»، ووردت معلومات عن تشكيل وفد يمثل ريف درعا الشمالي الغربي للتفاوض مع الروس حول مصير المنطقة.

ووسعت قوات النظام والميليشيات المساندة لها سيطرتها في أطراف مدينة درعا، وبعد يومين من استلامه كتيبة الدفاع الجوي جنوب غربي المدينة إثر انسحاب المقاتلين منها، ودخوله بلدة أم الميادن في الريف الشرقي، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء ومواقع مؤيدة أن النظام سيطر على منطقة غرز والصوامع جنوب شرقي مدينة درعا، إضافة إلى الجمرك القديم وكتيبة الهجانة جنوب غربي المدينة. وبذلك يسيطر النظام للمرة الأولى منذ قرابة خمس سنوات على كل الشريط الحدودي مع الأردن من بلدة طيسيا في الريف الجنوبي الشرقي لدرعا، إلى بلدة زيزون في الريف الجنوبي الغربي. وفي حين وصلت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها النظام إلى أكثر من 75 في المئة من درعا، تحتفظ المعارضة بنحو 18 في المئة في الريف الشمالي الغربي للمحافظة في مناطق متداخلة مع ريف القنيطرة، في حين يسيطر «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش» على نحو 7 في المئة تضم نحو 16 قرية وبلدة على المثلث الحدودي مع الأردن والجولان السوري المحتل.

وألقت أمس مروحيات النظام منشورات على بلدة الحارة بريف درعا الشمالي الغربي، حضت السكان على نبذ المسلحين، وأن «لا مكان للمسلحين في محافظاتنا»، وتدعو إلى المساهمة «معاً لإعادة البسمة إلى أطفالكم»، وعلى رغم السرعة الكبيرة نسبياً في السيطرة على الريف الشرقي، يتردد الروس والنظام في التقدم في الريف الغربي لدرعا وريف القنيطرة نظراً لحساسية المنطقة بالنسبة لإسرائيل التي تحتل جزءاً من هضبة الجولان السورية منذ 1967.

وذكرت وسائل إعلام النظام أن «داعش» استهدف نقاطاً عسكرية لقواته في بلدة زيزون بعدد من الصواريخ، وتحدث عن إصابات من دون تحديد حجمها ونوعها، وأوضحت مواقع معارضة أن صاروخاً استهدف دبابة لقوات النظام في السرية القريبة من زيزون، ما أدى إلى مقتل عدد من جنود النظام.

هذا، ومنع «داعش» المدنيين من مغادرة المناطق التي يسيطر عليها والمقدرة بنحو 250 كيلومتراً مربعاً، ومع زيادة المخاوف من إمكان حصول معركة مع النظام نزح أكثر من 10 آلاف من النساء والأطفال والمدنيين من المنطقة التي يعمل أهلها بالزراعة وتربية الحيوانات وتعد من أخصب مناطق محافظة درعا.

وذكرت مواقع معارضة أن وفداً شعبياً من أهالي وسكان ريف درعا الشمالي والغربي شُكل لمفاوضة قوات النظام وروسيا، بهدف تجنيب المنطقة القصف والتهجير، وأوضحت أن الوفد يمثل مدن وبلدات الحارة، ونوى، وجاسم، وانخل، ومنطقة الجيدور، ولفتت المواقع إلى أن وفداً من مدينة إنحل القريبة بدأ فعلياً التفاوض مع الروس في مدينة بصرى الشام، لكن مصادر أخرى رجحت في اتصال مع «الحياة» أن يجري التفاوض في مدينة الصنمين التي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليها. وأكد مصدر لـ «الحياة» أن «المفاوضين يرفضون التهجير ويسعون إلى الوصول إلى حلول بديلة مثل الإدارة المشتركة للمنطقة مع شرطة مدنية وعدم دخول جيش النظام وميليشياته إلى القرى والمدن».

من جهتها أفادت وكالة «سانا» بـ «بدء عودة العائلات إلى منازلها في بلدة علما بريف درعا الشمالي الشرقي بعد انتهاء وحدات الجيش من تطهيرها من مخلفات الإرهابيين وبسط الأمان فيها». وأشارت إلى أنه «بالتزامن مع عودة الأهالي إلى بلداتهم وقراهم المحررة في الجنوب أرسلت الحكومة السورية قافلة مساعدات إلى الأهالي في بلدات داعل وتل شهاب وزيزون وبصرى الشام». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه تم رصد عودة أعداد كبيرة من النازحين ممن كانوا على الحدود السورية- الأردنية إلى بلداتهم وقراهم، حيث بلغ تعداد العائدين أكثر من 200 ألف مدني.

دعوات لحماية الصحافيين العالقين في الجنوب
لندن - «الحياة» 
طالبت «رابطة الصحافيين السوريين» بانقاذ مئات الصحافيين والناشطين الإعلاميين المحاصرين في الجنوب السوري. وقالت الرابطة في بيان: «مع تطورات الوضع في الجنوب وخصوصاً محافظة درعا، بات نحو 270 صحافياً وناشطاً إعلامياً وموفر خدمات إعلامية عُرضة للخطر والاستهداف مع انتشار قوات النظام السوري ودخول مجموعات مسلحة من الميليشيات الرديفة لها إلى القرى والمدن».

وأوضح البيان أنه خلال الأيام القليلة الماضية «اضطر معظم العاملين في قطاع الإعلام إلى الانتقال إلى منطقة جغرافية ضيقة في ريف القنيطرة المحاذي، فيما بقي آخرون محاصرين في مدينة درعا البلد والريف الغربي المحاذي، حيث وجه هؤلاء نداءات استغاثة وطلب دعم وتأمين نقلهم وفتح الحدود الجنوبية أمامهم، خوفاً من تعرضهم للتصفية والاعتقال والملاحقة، بالنظر إلى السجل الحافل للنظام السوري بارتكاب انتهاكات بحق الإعلاميين».

وأكد البيان أن ما عزز «من مخاوف الإعلاميين المحاصرين، رغبة الانتقام التي تمارسها عناصر النظام وميليشياتها الرديفة بحق كل ما يتعارض ورؤية القوى العسكرية والسياسية التابعة للنظام». وأوضحت الرابطة أنها «تتابع القضية باهتمام بالغ، ودعت دول الجوار السوري إلى فتح الحدود للصحافيين العالقين وتأمينهم، وحمّلت النظام والقوى الداعمة له، كل المسؤولية عن التعرض لأي صحفي سواء كان يرغب بالبقاء أو الخروج الآمن».

كما دعت مختلف المنظمات والمؤسسات الدولية إلى اتخاذ الخطوات المناسبة» لمنع حصول كارثة بحق الصحافيين وعائلاتهم، والضغط لدى الحكومات لتأمينهم، وضمان سلامتهم عبر فتح الحدود لمن يرغب بالخروج، أو تقديم ضمانات وتعهدات من قبل القوى المسيطرة على الأرض لمنع ملاحقة أو اعتقال أو إيذاء من يرغب بالبقاء، وكذلك تأمين بيئة مناسبة لعمل الصحافي من دون أي ضغط أو تهديد».

إلى ذلك، وثقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» وقوع ما لا يقل عن 2908 براميل متفجرة ألقاها طيران النظام خلال النصف الأول من العام الحالي. وأوضحت في تقرير أصدرته الإثنين أن البراميل المتفجرة تسببت في مقتل 169 مدنياً، بينهم 44 طفلاً و52 امرأة، معظمهم من ريف دمشق وإدلب.

من جانبها وثقت مجموعة «العمل من أجل فلسطينيي سورية»، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين داخل سجون قوات النظام، إلى 520، غالبيتهم من سكان دمشق. وذلك بعد تلقي نبأ مقتل الشاب عامر خالد شهابي من سكان مخيم اليرموك للاجئين، والذي قتل تحت التعذيب، بعد اعتقاله منذ ثلاث سنوات. وقالت المجموعة «إن ذوي الشاب تسلموا هويته وشهادة الوفاة من أجهزة الأمن السورية».

وكانت «المجموعة» وثقت مطلع تموز الحالي، مقتل 12 فلسطينياً من مخيم العائدين في مدينة حمص، قتلوا تحت التعذيب في السجون السورية.

وأضافت أن أكثر من 16890 معتقلاً فلسطينياً داخل السجون، منذ بداية الاحتجاجات في سورية، ويرفض النظام الكشف عن مصيرهم وأماكن اعتقالهم.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة