الثلثاء ٢٣ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٣, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
اليمن
صعدة «مخزن» لصواريخ إيرانية
أكد التحالف العربي أن ميليشيات جماعة الحوثيين تستخدم محافظة صعدة لتخزين الصواريخ الإيرانية وإطلاقها، فيما باشر الجيش اليمني والمقاومة عملية واسعة لتحرير غرب محافظة تعز، كما أفاد موقع «اليمن العربي».
وأشاد الرئيس عبد ربه منصور هادي بدور «المقاومة التهامية» (مقاتلين من أبناء الحديدة) في معارك تحرير مديريات المحافظة، وتصديها للميليشيات.

في غضون ذلك، وصل الموفد الدولي مارتن غريفيث إلى صنعاء أمس لاستكمال مهمته «الماراثونية» ولقاء قياديين في جماعة الحوثيين، من أجل التوصل إلى اتفاق على انسحابهم من مدينة الحديدة ومينائها، واستئناف المفاوضات مع الحكومة الشرعية اليمنية.

وفيما قال مصور وكالة «فرانس برس» في العاصمة اليمنية إن غريفيث لم يدل بأي تصريح لدى وصوله المطار، أكدت مصادر لـ «الحياة» في عدن أن الحوثيين «لم يبلغوا الموفد الدولي مواعيد لقاءات مع قيادييهم». وأفادت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين بأن زيارة غريفيث لصنعاء ستستغرق ثلاثة أيام.

وفي الرياض، قال الناطق باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، إن الموفد الدولي «في زيارة لصنعاء، للجلوس مع الميليشيات ومحاولة إيجاد حل سياسي، وكذلك تحقيق الإطار العام لعملية المحادثات»، لافتاً إلى عدم وجود أي تليين في موقف الحوثيين.

وأكد الناطق باسم التحالف أن الأمم المتحدة «اعتمدت على معلومات خاطئة في تقريرها الأخير» الذي حمّل التحالف مسؤولية هجمات على منشآت.

وأشار إلى أن المعلومات الواردة في التقرير «مستقاة من مواقع محلية»، وقال: «الجميع يعلم أن هناك مكتباً وحيداً للأمم المتحدة في صنعاء (...) والبيئة هناك غير مناسبة لعمل المنظمات الأممية». وأوضح أن الحوثيين «يجنّدون الأطفال في اليمن من سن الثامنة». وكرر المالكي أن الحوثيين «يعملون من أجل عرقلة وصول السفن إلى ميناء الحديدة».

وعرض صوراً للأسلحة التي ضبطها التحالف والقوات اليمنية وكانت في حوزة الميليشيات، بينها أسلحة إيرانية الصنع، ما يثبت انتهاك طهران للقرار الدولي في شأن اليمن. كما عرض صوراً لطائرات من دون طيار إيرانية الصنع استخدمتها الميليشيات، وأسقطتها القوات اليمنية في محافظة الحديدة.

وعرض الناطق باسم التحالف مقطع فيديو لاستهداف شاحنة تحمل صواريخ من نوع «بدر»، ومقطعاً آخر لاستهداف عربة نقل أسلحة في محور ميدي، وفيديو لاستهداف زورق من نوع «شارك» استخدِم لتهديد الملاحة الدولية.

ميدانياً، شهدت جبهة مقبنة غرب تعز أمس معارك عنيفة بين قوات الجيش والحوثيين في منطقة الأخلود. وأفاد موقع «سبتمبر نت» بأن المعارك «امتدت إلى وادي الجسر الذي سيطر عليه الجيش خلال الأيام القليلة الماضية». واندلعت المعارك عقب محاولة تسلل لعناصر من الميليشيات إلى مواقع الجيش في وادي الجسر والمناطق المجاورة.

وأكدت مصادر أن غارة لطيران التحالف استهدفت مبنى في مدينة زبيد (الحديدة) يستخدمه الحوثيون مقراً لاجتماعاتهم. وقالت إنهم «منعوا المواطنين من الاقتراب، وأغلقوا محيط المبنى». وتمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير «الجبل الأبيض ومنطقة البوابة» في مديرية نهم شرق صنعاء، كما أفاد موقع «اليمن العربي».

هادي يشيد بدور «المقاومة التهامية» في الحرب ضد ميليشيات الحوثيين

أشاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بدور «المقاومة التهامية» (التي تضم مقاتلين من أبناء محافظة الحديدة) وتضحياتها في وجه ميليشيات الحوثيين.
وخلال استقباله قائد المقاومة التهامية عبدالرحمن شوعي حجري في عدن أمس، نوّه هادي بـ»المواقف المشرفة لأبناء تهامة ومقاومتهم الباسلة لهزيمة الحوثيين، لاستعادة كل المديريات وصولاً الى عاصمة محافظة الحديدة». وأكد «تقديم كل أشكال الدعم للمحافظة وأبنائها على طريق التحرير وتطبيق مخرجات الحوار الوطني في إدارة شؤون المحافظات اليمنية كافة، بعيداً عن المركزية، وفي إطار يمن عادل مستقر تسوده العدالة والمساواة والحكم الرشيد».

كما شدد الرئيس اليمني على «ضرورة توحيد صفوف أبناء محافظة شبوة (وسط اليمن) وجهودهم، ونبذ الخلافات الجانبية التي تشق الصف، والانتصار للمحافظة».

وناقش هادي عدداً من المواضيع الخدمية والتنموية في شبوة خلال اجتماع عقده في العاصمة الموقتة عدن أمس، مع قياديين عسكريين وأمنيين. وأكد «أهمية مضاعفة الجهود من قبل قيادة المحافظة ومدراء المكاتب بالتعاون مع المواطن، وبدعم ومتابعة وإشراف من الوزراء المختصين لتقديم الدعم اللازم للمواطنين على المستويات كافة».

وأمر الرئيس اليمني باتخاذ عدد من القرارات والإجراءات الكفيلة بإصلاح الأوضاع في شبوة، ومنها «تقديم الحكومة بليون ريال يمني للمحافظة من أجل تغطية الاحتياجات العاجلة في كل القطاعات». كما شملت القرارت «تشكيل لجنة وزارية لمتابعة الأمور على الأرض، ورصد الاختلالات الوظيفية ومتابعتها». وشدد على أن «تكون البداية بالتربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات المحررة»، داعياً اللجنة المذكورة إلى «رفع النتائج والتوصيات بشكل عملي لاتخاذ الإجراءات المناسبة».

إلى ذلك، أكد هادي أهمية دور اليمنيين ودورهم في مواجهة ميليشيات الحوثيين. وقال خلال استقباله وزير الدولة أمين العاصمة اللواء عبدالغني جميل في عدن أمس، أن «ساعة الخلاص دنت للانتصار للوطن أرضاً وإنساناً وتخليصه من شرور الميليشيات التي عاثت فساداً وقتلت النفس المحرمة ودمرت البنى التحتية بطريقة مجردة من قيمنا الأخلاقية والإنسانية، تنفيذاً لرغبات أطراف خارجية لا تريد لليمن وشعبه والمنطقة الأمن والاستقرار».

في سياق آخر، أشادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في برقية أرسلتها إلى رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر أمس، بجهود حكومة الشرعية اليمنية في سبيل إطلاق سراح مستشار اللجنة محمود البيضاني في 25 حزيران (يونيو) الماضي.

على صعيد آخر، أكدت الناشطة الحقوقية اليمنية نزهة مخلوف في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إنه «في وقت تتسع دائرة العنف في اليمن وتتحول إلى أعمال إرهابية، ما زالت الميليشيات تكرس التمييز العرقي»، مشيرةً إلى أنها «تعمد إلى ارتكاب جرائم إبادة وتطهير وتهجير مبنية منهجياً على أسس عرقية ومذهبية ضد أبناء الشعب اليمني».

وأفادت مخلوف بأن الحوثيين «يرتكبون انتهاكات واسعة لما ورد في الفقرة 79 من إعلان ديربان، إذ يُهجَّر السكان من منازلهم ومدنهم بسبب الاختلاف المذهبي وعلى أساس السلالة تكريساً لفكرة الولاية». وقالت: «هَجّر الحوثيون أهالي دماج (12 ألف نسمة) بسبب انتمائهم إلى المذهب السلفي، كما هجروا عائلة يهودية من اليمنيين من آل سالم في محافظة صعدة بسبب انتمائهم».

ولفتت إلى أن المليشيات «تهجر كل يوم مجموعات أخرى من منازلها»، مشددة على أن «الأمر الأشد خطورة هو تعبئة عقول الأطفال بالعنصرية من خلال تغيير المناهج الدراسية اليمنية بما يتفق مع النهج العقائدي للميليشيات، خصوصاً في المرحلة الابتدائية وتضمينها أفكار الكراهية والتفرقة الاجتماعية». وأكدت أن هذا التمييز «يشكل خطراً فادحاً يهدد النسيج المجتمعي اليمني، الذي تميز بالتعددية المذهبية والدينية خلال القرون الماضية».

على صلة، رأى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري، أن «تمرد الحوثيين يستهدف سيادة اليمن وأمنـه واستقلالـه ونسيجـه الوطني وبيئتـه الاجتماعية بدعم من جهات أجنبية تحرّكه وتوجّهه وتتحكّـم فيه». أتى ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح ندوة حول أوضاع المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية في اليمن في العاصمة المغربية الرباط أمس.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة