الخميس ٢٥ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ٦, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
النظام يتأهب لاستعادة «كل دمشق»
بيروت – «الحياة»، أ ف ب 
تحشد قوات النظام السوري منذ أيام قرب الأحياء التي يتمركز فيها تنظيم «داعش» الإرهابي جنوب دمشق، تمهيداً لعملية عسكرية تمكنها من بسط سيطرتها على كامل العاصمة.

ويسيطر «داعش» منذ عام 2015، على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك الفلسطيني، فضلاً عن أجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن قربه. كما تمكن الشهر الماضي من السيطرة على حي القدم المحاذي، مستغلاً انشغال قوات النظام بمعارك الغوطة الشرقية.

وكشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن جنوب دمشق «يشهد عمليات للروس والنظام، ضد خصمين رئيسين في اتجاهين وأسلوبين مختلفين».

وأشار إلى «استمرار التفاوض بين الجانب الروسي وممثلين عن النظام من طرف، ووجهاء وممثلين عن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في ريف دمشق الجنوب الغربي، ومناطق القسم الجنوبي من العاصمة، على تسوية جديدة.

وتوقع المرصد السوري «التوصل إلى حل يعتمد بقاء من يقبل الاتفاق وتهجير من يرفضه، وتسليم الأسلحة وعودة مؤسسات النظام إلى العمل في تلك المناطق، وعودة النازحين بعد تأهيل منازلهم»، لافتاً إلى أن المحادثات «تأتي ضمن التحرك الروسي لتأمين العاصمة ومحيطها، وفرض طوق يضمن وجود رئيس لهم».

في المقابل، أكد (المرصد) «استمرار الحشد العسكرية في أطراف القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، إذ تعمد قوات النظام وحلفائها، إلى استقدام تعزيزات عسكرية، إلى محيط مناطق سيطرة «داعش» في الحي القدم وحي الحجر الأسود ومعظم مخيم اليرموك وأجزاء واسعة من حي التضامن، وسط عمليات استنفار مقابلة من دعش».

وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «تستمر منذ الأحد الماضي التعزيزات العسكرية لقوات النظام وحلفائه، تمهيداً لعملية عسكرية تنهي وجود داعش في العاصمة».

وأوضح أن التعزيزات «قائمة من داخل العاصمة وخارجها»، فيما أكدت مصادر متقاطعة أن قوات النظام «تعمد إلى تنفيذ عملية عسكرية تهدف إلى السيطرة على مخيم اليرموك والتضامن والقدم والحجر الأسود، وإنهاء وجود داعش فيها».

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام عن مصادر وصفتها بـ «المطلعة» أن «المؤشرات الحالية تدل على أن التعامل مع ملف إنهاء داعش في المناطق التي يسيطر عليها، سيتم من خلال الحسم العسكري».

وأشار عبدالرحمن إلى أن «المقاتلين الفلسطينيين سيكونون في مقدم أي هجوم عسكري ضد مخيم اليرموك».

ومن شأن طرد «داعش» من تلك الأحياء أن يتيح للقوات النظامية بسط سيطرتها على كامل العاصمة للمرة الأولى منذ عام 2012.

اليرموك

ويعد مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية. وكان يؤوي قبل الحرب 160 ألف شخص بينهم سوريون، فيما يعيش فيه اليوم بضعة آلاف فقط.

وشهد المخيم عام 2012 معارك ضارية بين فصائل معارضة وقوات النظام، انقسـمت المجمـوعات الفـلسطينية بينها.

وأدت المعارك إلى موجة نزوح ضخمة، وانتشرت وقتذاك صور تظهر حشوداً كبيرة تخرج سيراً على الأقدام بين الأبنية المدمرة، قبل أن تفرض قوات النظام حصاراً محكماً على المخيم.

في عام 2015، شنّ «داعش» هجوماً واسعاً على المخيم، وطرد فصائل المعارضة وأحكم سيطرته على الجزء الأكبر منه، فيما سيطرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وقتذاك) على أجزاء أخرى.

ويقدر «المرصد» بالمئات أعداد مقاتلي «داعش» في جنوب دمشق. وانسحب مقاتلو «الهيئة» من اليرموك في إطار اتفاقات الإجلاء خلال الأسبوعين الأخيرين من الغوطة الشرقية المحاذية.
 


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة