الخميس ٢٥ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ١, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
ترامب يراجع إستراتيجيته في سورية و «يجمّد» أموالاً
فلوريدا، بيروت - «الحياة»، رويترز 
على وقع مراجعة تجريها الإدارة الأميركية لدور واشنطن في الحرب الدائرة في سورية، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجميد أكثر من 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لجهود إعادة الإعمار والاستقرار في سورية، كما نُقل عنه أنه يدرس انسحاباً مبكراً لقواته. تزامن ذلك مع إعلان قوات النظام السوري أنها «استعادت السيطرة على معظم مدن الغوطة الشرقية وبلداتها»، وأنها تواصل عملياتها في دوما، آخر جيب للمعارضة المسلحة في المنطقة.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الوطني الأميركي اجتماعاً خلال أيام، للبحث في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية. وقال مسؤولان بارزان في الإدارة الأميركية إن ترامب «أبلغ مستشاريه برغبته في سحب قواته مبكراً من سورية»، وهو الموقف الذي قد يثير خلافات بينه وبين مسؤولين بارزين في إدارته.

وأكد ناطق باسم مجلس الأمن الوطني التابع للبيت الأبيض أنه «وفقاً لتوجيهات الرئيس، ستعيد وزارة الخارجية تقويم مستويات المساعدات الملائمة وأفضل طرق استخدامها، والتي تقوم بها في شكل مستمر». أتى هذا الإعلان بعد تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الجمعة أفاد بأن ترامب دعا إلى تجميد الأموال المخصصة لسورية بعد قراءة تقرير إخباري أشار إلى أن واشنطن التزمت أخيراً تقديم 200 مليون دولار إضافية لتحقيق الاستقرار في المناطق التي استعيدت من «داعش».

وكان ترامب أضفى غموضاً على الموقف الخميس الماضي، عندما قال إن الولايات المتحدة «ستخرج من سورية» قريباً جداً، فيما رد الناطق باسم قوات سورية الديموقراطية (قسد) كينو غابرييل أن «قسد» لم تُبلَّغ بأي خطة للانسحاب الأميركي، مضيفاً أن العمل والتنسيق مع التحالف مستمر.

وقال مسؤولان في الإدارة الأميركية، أكدا تقرير الصحيفة، إن تصريح ترامب يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأميركية فيما يوشك «المتشددون» على الهزيمة. وأوضح أحد المسؤوليْن إن ترامب أوضح أنه «بمجرد تدمير داعش وفلولها، فإن الولايات المتحدة ستتطلع إلى لعب دور أكبر في المنطقة في توفير الأمن والاكتفاء بذلك»، مضيفاً أن معالم هذه السياسة لم تتضح بعد.

وقال المسؤول الثاني إن مستشاري ترامب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأميركية عامين على الأقل، لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة الإرهابيين، وضمان ألا تتحول سورية إلى «قاعدة إيرانية دائمة». وذكر أن كبار مساعدي ترامب للأمن القومي بحثوا في الوضع في سورية خلال اجتماع في البيت الأبيض، لكنهم لم يستقروا بعد على إستراتيجيا للقوات الأميركية في سورية ليرفعوها إلى ترامب. وقال المسؤول: «حتى الآن لم يصدر أمر بالانسحاب».

إلى ذلك، أعلنت قوات النظام في بيان أمس استعادتها «السيطرة على غالبية مدن الغوطة الشرقية وبلداتها... فيما تواصل وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما». واعتبرت أن «أهمية الانتصار تأتي في إعادة الأمن والاستقرار في شكل كامل إلى مدينة دمشق ومحيطها». ولفتت إلى أن «الانتصار في الغوطة الشرقية من شأنه تأمين طرق المواصلات الرئيسة بين دمشق والمناطق الوسطى والشمالية والساحلية، وكذلك مع المنطقة الشرقية عبر البادية وصولاً إلى الحدود العراقية».

وأمس، خرجت الدفعة الأخيرة من المقاتلين والمدنيين من بلدات جوبر وزملكا وعين ترما جنوب الغوطة الشرقية إلى إدلب، بموجب اتفاق مع روسيا أسفر عن إجلاء أكثر من 41 ألف شخص. وأعلن الإعلام الرسمي السوري (سانا) أن المنطقة باتت «خالية» من فصائل المعارضة. ولا يزال مصير دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، معلقاً في انتظار نتائج مفاوضات مستمرة بين روسيا ومسلحي «جيش الإسلام».

«جيش الإسلام» يعلن خسائر النظام وينفي التوصل إلى اتفاق

أستمر أمس الجدل حول إبرام اتفاق يقضي بخروج المقاتلين وعائلاتهم من دوما آخر المدن التي تسيطر عليها المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، ففي وقت اكدت روسيا الانتهاء من بنوده، سارع فصيل «جيش الإسلام» إلى النفي، بل ونشر إحصاء لخسائر قوات النظام السوري في الهجوم الأخير على الغوطة.

وواصل النظام الدفع بتعزيزات عسكرية في محيط دوما، استعداداً لاقتحامها حال فشلت المفاوضات، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن صورة الاتفاق النهائي «لم تتبلور بعد والمفاوضات مستمرة بين ممثلين عن جيش الإسلام وضباط روس لوضع اللمسات النهائية عليه». وقال ان المفاوضات تتركز حول عدد من النقاط المتعلقة بالمبادرة، التي طرحها جيش الإسلام في شأن المدينة منذ أيام. وأفاد «المرصد» بأن «المفاوضات لا تزال متواصلة، حول بعض النقاط التي تحول من دون التوصل إلى اتفاق نهائي، على رغم وصول المفاوضات إلى مراحل متقدمة». وأشار إلى أن أحد أبرز النقاط التي لا تزال عالقة حتى الآن هي وجهة أكثر من 60 ألف من المقاتلين وعوائلهم ومدنيين آخرين من الراغبين في الخروج من دوما.

وكان الجيش الروسي أعلن للمرة الثانية التوصل إلى اتفاق يقضي بانسحاب المسلحين من دوما، قبل ان يسارع «جيش الإسلام» إلى نفي حصول ذلك، بل ونشر حصيلة الخسائر التي تكبدتها قوات النظام السوري والميليشيات المشاركة في الهجوم الأخير على الغوطة.

وقال جيش الإسلام أن «حصيلة قتلى قوات النظام وميليشياته منذ 18 شباط (فبراير) حتى 25 آذار (مارس)، بلغت 1464 بينهم 132 ضابطاً، إضافة إلى 20 أسيراً». وتحدث عن تمكنه من «تدمير 9 دبابات، وإعطاب 7، وتدمير جسرية، وعدد من الآليات والمدافع، وراجمتي صواريخ، كما تمكن من إسقاط طائرة للنظام، وإعطاب أخرى، وإسقاط هليكوبتر بمنظومة أوسا، وإسقاط طائرتَي استطلاع». وقال انه تم «اغتنام دبابتين، وقاعدة صواريخ مضادة للدروع، وأسلحة وذخائر، وذخائر دبابات أيضاً».

وفيما يؤكد قادة «جيش الإسلام» أن المفاوضات لا تتضمن بأي حال فكرة خروج مسلحيه من دوما ولا تتضمن أيضاً تسليم السلاح ورفض قرارات التهجير، يصر النظام على رفض بقاء جيش الإسلام، حيث تمهد قوات النظام لبسط سيطرتها في شكل كامل على الغوطة بعد إحكام قبضتها على أكثر من 90 في المئة من مساحتها.

وبالتزامن مع ذلك تواصلت أمس عملية خروج المدنيين من دوما عبر معبر الوافدين نحو مناطق قوات النظام، وأفاد «المرصد» بأن نحو 22 ألف مدني خرجوا من دوما، وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن دفعة جديدة من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال خرجت أمس من دوما عبر الممر الآمن وتم نقلهم إلى مراكز إقامة موقتة في ريف دمشق.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة