الثلثاء ٢٣ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
لبنان: رعاية فرنسية لإخراج بيان حكومي "صارم وواضح"
يتنفس لبنان الصعداء ما دامت سبل الحل تمضي وفق الخطة المرسومة بالرعاية الفرنسية معطوفة على متابعة مصرية حثيثة، فتتولى الدولتان ضمان اخراج بيان وزاري يتناول اتفاق الطائف وخريطة طريق للنأي بالنفس واعادة ترميم علاقات لبنان بالدول العربية، واستناداً الى وزير الداخلية نهاد المشنوق "ستكون (الاجابات في البيان) صارمة واكيدة وواضحة". وأفادت مصادر متابعة ان الصيغة النهائية قد تعرض على الرئيس ايمانويل ماكرون في الاليزيه في الايام القريبة، ليتولى بدوره توفير الغطاءين العربي- السعودي من جهة، والايراني من جهة أخرى، بما يضمن تبنيه وتطبيقه، واعادة الاستقرار الى الداخل اللبناني، واحياء التسوية التي قامت قبل نحو سنة. ومع الاتفاق الجدي تطوى أيضاً صفحة التعديل الوزاري الذي يواجه معارضة داخلية وعدم تشجيع خارجياً باعتبار ان معارضات جديدة ستنشأ وخلافات ستظهر ما قد يؤثر على المسار والعمل الحكوميين. كما ستكون له انعكاساته على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة والتي لن تصب في مصلحة "التيار الوطني الحر" اذا ما تم تحويل "القوات اللبنانية" ضحية وانتقال حزب "القوات" الى المعارضة. كذلك لن يفيد التعديل "تيار المستقبل" اذا ما ابعد عددا من صقوره او دخل في خلاف معهم. في المقابل، أظهر رئيس حزب "القوات" سمير جعجع مرونة حيال "المحادثات الجارية راهناً والتي تهدف الى ترميم التسوية الحكومية في اتجاه النأي بالنفس في شكل فعلي من خلال نقطة محورية تتمثل في الانسحاب من ازمات المنطقة، وهذا مطلبنا الاساس"، موضحا انه "استناداً الى أوساط رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري، فإن حزب الله جدي في ما يتصل بتطبيق النأي بالنفس". 

ومن المتوقع فور توافر الضوء الاخضر، الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل الاربعاء المقبل، ما لم تستجد عراقيل أو موانع غير متوقعة، يصدر خلالها بيان تواكبه مواقف وبيانات مؤيدة من الاطراف المشاركين في الحكومة. واسترعى الانتباه أمس موقف لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير من روما قال فيه إن "لبنان مختطف من دولة أخرى من خلال جماعة "حزب الله" والحلّ هو سحب سلاح الحزب". وأضاف ان الحزب "استخدم المصارف اللبنانية لتهريب الأموال".

ووقت تجري فرنسا اتصالات على خط الرياض – طهران، قررت باريس الدعوة الى اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان الخميس 8 كانون الأول، للتأكيد ان "البلد الصغير" ليس متروكاً وأن المجتمع الدولي يحوطه ويتابع التطورات فيه من كثب، وهو حريص على استقراره السياسي والامني والاقتصادي. والاجتماع الذي كان مقرراً سنة 2018، أصرت باريس على تقريب موعده على ان تقرّ خلاله رزمة من المساعدات والهبات للبنان بقيمة 4 الى 5 مليارات دولار للمشاريع الاستثمارية والبنى التحتية، بما يعطي زخما ودفعا قويين للحكومة الحريرية.

والى بيروت عاد أمس الرئيس ميشال عون مختتماً زيارة رسمية لايطاليا استمرت ثلاثة أيام، واعلن رئيس وزرائها باولو جانتيلوني بعد لقائه الرئيس اللبناني امس "ان حكومته ستعمل على تنظيم مؤتمر خاص لدعم القوات المسلحة اللبنانية خلال الفترة المقبلة، وهي في صدد اجراء الاتصالات اللازمة لضمان نجاحه"، مؤكداً "استمرار دعم حكومته لمهمة القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" وفق التفويض الذي اعطي لها بموجب القرار 1701". وردّ الرئيس عون شاكراً الرئيس جنتيلوني "على إلتزام الحكومة الايطالية الثابت دعم لبنان في مختلف الميادين"، وأكد مجدداً "ان الازمة التي نشأت بعد اعلان الرئيس الحريري استقالته طويت وهي في طريق المعالجة النهائية"، مبرزاً أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية والاستقرار الامني والمالي".

الحريري : لـ"حزب الله" دور سياسي لديه أسلحة لكنه لا يستخدمها في الداخل

جدد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري التأكيد أن استقالته "كانت بقصد إحداث صدمة إيجابية في لبنان، وأن يفهم العالم أن بلدنا لم يعد قادرا عل تحمل تدخلات حزب الله في شؤون دول الخليج". 

وقال في مقابلة أجرتها معه مجلة "باري ماتش" الفرنسية: "اختار اللبنانيون الحوار من أجل مصلحة لبنان واستقراره، لأن لا أحد منهم يريد أن يعيش حربا أهلية مجددا، ولذلك علينا تنفيذ سياسة جامعة همها الرئيسي مصالح لبنان".

ونفى أن يكون إعلان استقالته من الرياض مفروضا عليه، أو أن يكون "محتجزا" كما أعلن الرئيس ميشال عون". وقال: "رويت قصص كثيرة عن هذا الموضوع. لكن لو كنت محتجزا لما كنت اليوم هنا في بيروت ولما تمكنت قبل ذلك من الذهاب إلى باريس ومصر وقبرص. كنت حرا".

وأكد أنه سيستأنف دوره رئيسا للوزراء، مشيرا الى أن "لحزب الله دورا سياسيا. لديه أسلحة ولكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية. إن مصلحة لبنان هي في ضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في أماكن أخرى. وهذه هي المشكلة".

وأكد أنه يعارض تدخل الحزب في سوريا أو اليمن، حتى لو نفى السيد حسن نصرالله ذلك، لافتاً الى أن "دماء كثيرة سالت في المنطقة. وأخشى أن تدخل حزب الله في الخارج سيكلف لبنان غاليا. لن أقبل أن يشارك حزب سياسي لبناني في مناورات تخدم مصالح إيران".

وهل تلاشت التهديدات لحياته، أجاب: "التهديدات موجودة دائما. لدي العديد من الأعداء، منهم المتطرفون ومنهم النظام السوري، فقد أصدر هذا الأخير حكما بالإعدام ضدي، وهم يتهمونني بالتدخل في بلدهم. صراحة، هل تتصورنا نحن اللبنانيين نتدخل في سوريا؟".

وقال رداً على سؤال عن تعيينه سفيرا جديدا في دمشق: "لطالما أردنا علاقات ديبلوماسية مع سوريا التي رفضت لمدة طويلة الاعتراف باستقلالنا. عام 2010، ذهبت إلى دمشق وجرى أخيرا الاعتراف بهذا الاستقلال. ان تعيين سفير هو لضمان استمرار هذا الاعتراف أيا يكن النظام في دمشق".

جعجع: "حزب الله" جدّي في "النأي بالنفس" ولقاء قريب مع الحريري ولا تعديل حكومياً

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "المحادثات الجارية راهنا تهدف الى ترميم التسوية الحكومية في اتجاه النأي بالنفس في شكل فعلي من خلال نقطة محورية تتمثل في الانسحاب من ازمات المنطقة، وهذا مطلبنا الاساس"، موضحا انه "استنادا الى اوساط رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري، فإن حزب الله جدي في ما يتصل بتطبيق النأي بالنفس، بيد ان التقويم النهائي مرتبط بنص التسوية عند اعلانها، وهي طور الاعداد بين رئاستي الجمهورية والحكومة، وفرنسا والمملكة العربية السعودية ليستا بعيدتين منها، ما دام النأي بالنفس ليس شأنا لبنانيا محضا بل يتصل بوضع المنطقة عموما، كما ان تسوية من هذا النوع تحتاج الى حماية خارجية". 

وقال في حديث لـ"المركزية": "ان حزب القوات اللبنانية تعرّض في الاسابيع الاخيرة لحملة استهداف واسعة ما زالت مستمرة حتى الساعة، واستغرب كيف ان البعض عوض البحث عن حلول للازمة العميقة نحا في اتجاه استهدافنا، وفي اعتقادي ان ثمة تراكما قديما لدى هذا البعض يتصل بعاملين رئيسيين، الاول ان القوات داخل الندوة الحكومية تحمل على عاتقها الهمّ السيادي الذي لو عولج في حينه، لما وصلنا الى الازمة الحالية، خصوصا محاولات التطبيع مع سوريا، وقد ضاق هؤلاء ذرعا بها، والثاني يتعلق بحسن سير شؤون الدولة وتحديدا بالحرص على الشفافية والالتزام بالقوانين وهو ما ازعجهم ايضا، فحاولوا في هذه اللحظة بالذات الانقضاض على القوات ومحاصرتها ووضعها في دائرة الاستهداف من خلال موجة شائعات لا اساس لها".

واعتبر جعجع ان مصدر الاستهداف "هم الخصوم الذين يضعون نصب اعينهم انهاء آخر مربعات المقاومة الفعلية لمشروع 8 اذار الذي يمثله حزب القوات"، أسفا "لان بعض الحلفاء يساير والبعض الآخر لا يضره وضع القوات خارجا".

وفي الاشكاليات التي تشوب العلاقة بين "القوات" وتيار "المستقبل" اشار جعجع الى ان العلاقة بين الطرفين "استراتيجية، الا انها مرّت بمرحلة وجود الرئيس الحريري في السعودية بضبابية، حيث القى البعض بـ "وشوشات" لا نعرف خلفياتها واسبابها، الا ان الرئيس الحريري فور عودته وضع حدا لكل الاجواء غير الصحية، فعادت قنوات الاتصال الى طبيعتها ويجري اليوم ترميم الوضع، والايام المقبلة ستشهد اجتماعات رفيعة المستوى، وسألتقي الرئيس الحريري".

وفي ما يتصل بالاتهامات المساقة لـ "القوات" في شأن ضلوعها في الازمة عبر "الوشوشة" في المملكة، قال: "هذه ولدنات وهرطقة، فأي عاقل يصدّق ان المملكة الملمّة بكل شاردة وواردة في لبنان تنتظر ان "تشي" القوات بالرئيس الحريري لتعرف ما يدور في السياسة اللبنانية، او ان تعطي رأيها بهذا او ذاك من السياسيين لتبني عليه اجراءاتها، فاين يكون موقع القوات حينما يكون الرئيس الحريري في مجالس اهل الحكم في المملكة؟ في افضل الحالات في المرتبة الثانية. ألا يدرك مطلقو هذه الشائعات ان للمملكة سياستها في المنطقة ولها سفارتها في لبنان التي يؤمّها العشرات من السياسيين يوميا اضافة الى اتصالاتها التي تحدد على اساسها مواقفها، ام يعتقدون انها تنتظر رأي القوات لتتصرف بهديه؟ انه غاية التشويه للواقع الذي يسعى هؤلاء عبره الى استهداف القوات واحراجها بالشائعات لاخراجها والقضاء على آخر معاقل المقاومة في مواجهة مشروع فريق 8 آذار. اؤكد واجزم ان لا ذرة مما يشاع على صلة بالحقيقة".

واذ اوضح ان العلاقة مع رئيس الجمهورية "رسمية عادية"، تجنب الغوص في الحديث عن العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، فـ "بعض من في التيار يعتبر ان القوات ارتكبت في المرحلة الماضية خطيئة كبرى، لا نعلم ما هي. واذا كان المطلوب ان يصطفّ الجميع خلف شخص ليصفقوا له فتنعدم آراؤهم، فهذا حلم مستحيل في مجتمع يتمتع بالحد الادنى من الديموقراطية". ولفت الى "بعض الظواهر الغريبة عن لبنان والتي تذكّرنا بعهود ولّت، كاستدعاء صحافيين الى التحقيق وتوقيف احدهم عشرة ايام".

واستبعد جعجع حصول تعديل حكومي، مؤكدا ان "احدا لم يفاتحه بالموضوع، وان لا نية بتغيير اي من وزراء القوات الا لدى من يستهدفهم لان هذا اقصى حلمهم". وختم: "ان امكانية تغيير اي وزير واردة دستورياً بتصويت ثلثي مجلس الوزراء".

المشنوق زار بري: لا تعديل وزارياً والبيان الحكومي المرتقب سيكون صارماً

نفى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الكلام عن أي تعديل حكومي، وأكد أن الانتخابات "ماشية" وان الاجوبة عن الاسئلة التي تتعلق بالطائف او بالنأي بالنفس او بعلاقات لبنان بالدول العربية، في البيان الحكومي المرتقب "ستكون صارمة واكيدة وواضحة". 

وقال بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة: "التشاور مع دولته دائما فاتحته خير وخاتمته خير. وانتم تعلمون جوّ البلد والنقاش حول البيان الذي يفترض ان يصدر عن مجلس الوزراء ويردّ على الاسئلة التي طرحها الرئيس سعد الحريري، سواء التي تتعلق بالطائف او بالنأي بالنفس او بعلاقات لبنان بالدول العربية.

كان دولة الرئيس بري واضحاً ان الاجوبة عن هذه الاسئلة الثلاثة في البيان ستكون صارمة واكيدة وواضحة، وليست خاضعة لأي التباس من الالتباسات التي نسمعها في الاعلام يومياً وتضيع الجهد الجدّي الذي يجري بين الرؤساء الثلاثة لهذه الصياغة. نحن من جهتنا ايضاً، مصرون على ان يكون هذا البيان بالنفَس الذي تكلم فيه دولة الرئيس بري، وان يكون واضحاَ وبشكل اكيد وينهي هذه الازمة اذا كان هناك من مجال ان ينهيها على خير وعلى صدق وجدية وتماسك. ويجب ان يكون واضحاً ان الرئيس الحريري بكلامه عن التريث هو كلام يقصد منه تقديم مصلحة البلد وأمنه وأمان اهله على اي شيء آخر، وهذا لا يعني ان باستطاعة الرئيس الحريري او برغبته ان يتجاهل رغبة اللبنانيين في أن يخدم النص مستقبلهم وليس فقط حاضرهم لليوم وغد وبعد غد، ويخدم مستقبل التماسك السياسي الموجود في البلد. ما لم يتحقق ذلك تبقى الازمة مكانها ونكون لم نحل اي مشكلة.

ما سمعته من الرئيس بري كالعادة ليس ان جهده دائم ومستمر فحسب، ولكن ايضاً مطمئن، وان شاء الله تحدد الايام القليلة المقبلة هذا النص، وتحدد مسار الخروج من الازمة التي نعيشها".

وسئل عن الانتخابات النيابية، فأجاب: "ماشية، ووزارة الداخلية جاهزة للانتخابات في موعدها، وكل الامور موضوعة على طاولة الاجتماعات والمتابعة بشكل جدي، وقد ناقشنا هذا الامر ايضاً مع دولة الرئيس، وكان مشجعاً على الجهود التي نقوم بها في الداخلية".

وماذا عن الكلام على التعديل الحكومي؟ اجاب: "اعتقد ان كل هذا الكلام هو غير جدي. فالفترة التي تفصلنا عن الانتخابات محدودة الى درجة لا تسمح بالتفكير في هذا الامر او تنفيذه، لاننا نتكلم على اربعة اشهر، فبين تعيين الوزير الجديد وقراءته للملفات نكون قد وصلنا الى الانتخابات".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة