الجمعه ٣ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ٢٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
عناق سوتشي بين الأسد وبوتين هل يبثّ الحرارة في العملية السياسية؟
وقت تقترب سوريا من اعلان القضاء عسكرياً على تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) بعد السيطرة على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس السوري بشار الاسد في منتجع سوتشي في وقت متقدم الاثنين. وعقد هذا اللقاء عشية القمة الروسية - التركية - الايرانية في سوتشي على البحر الأسود اليوم للبحث في دفع الحل السياسي في سوريا.  

وأتبع بوتين لقاءه الذي استمر أربع ساعات مع الاسد بجولة من الاتصالات مع زعماء دوليين في مقدمهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وكانت زيارة الأسد لروسيا قصيرة وخاضعة لحراسة مشددة. وأفاد الكرملين أنه وصل إلى هناك مساء الاثنين وأجرى محادثات مع بوتين ثم عاد الى دمشق بعد أربع ساعات من وصوله. ولم يدل المسؤولون بأي تصريح عن الاجتماع حتى صباح الثلثاء.

ولدى وصوله الى سوتشي، عانق الاسد بوتين بحرارة واضعاً رأسه على كتفه. وتختصر صورة العناق التي وزعتها وسائل الاعلام الروسية، حكاية الحملة العسكرية الروسية التي استمرت سنتين في سوريا والتي ساهمت إلى حد كبير في بقاء الأسد في السلطة.

وجلس الرئيسان على طرفين متقابلين لطاولة صغيرة في قاعة مؤتمرات بمقر بوتين في سوتشي بجنوب روسيا. وخاطب بوتين الأسد بأنه حان وقت تحويل التركيز من العمليات العسكرية إلى البحث عن حل سلمي. وقال كما نقله كلامه التلفزيون الروسي: "لا يزال أمامنا طريق طويل قبل أن نحقق نصراً كاملاً على الإرهابيين. لكن بالنسبة الى جهودنا المشتركة لمحاربة الإرهاب على الأرض في سوريا، فإن العملية العسكرية في نهايتها فعلاً". وأضاف: "أعتقد أن أهم شيء الآن بالطبع هو الانتقال إلى القضايا السياسية وألاحظ برضا استعدادكم للعمل مع كل من يريدون السلام والتوصل الى حل" للصراع.

وحضر وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو لقاء بوتين والأسد مرتدياً زيّه العسكري.

وقال الأسد، الذي كان يرتدي بدلة سوداء ويجلس مع بوتين وبينهما طاولة صغيرة، للزعيم الروسي إن المضي في العملية السياسية في هذه المرحلة مهم وخصوصاً بعد الانتصار على "الإرهابيين". وأعرب بواسطة مترجم عن اعتقاده أن الوضع الآن على الأرض ومن الناحية السياسية يسمح بتوقع إحراز تقدم في العملية السياسية. وأشار الى إنه يعتمد على دعم روسيا لضمان عدم تدخل أطراف خارجيين في العملية السياسية. وشدد على أنه لا يريد النظر إلى الوراء ويرحب بكل الذين يريدون حقاً التوصل الى حل سياسي وعبر عن استعداده للحوار مع هؤلاء.

ومما يسلط الضوء على أهمية الجيش الروسي في دعم حكم الأسد، قدم بوتين الأسد إلى مجموعة من كبار القادة العسكريين الذين حضروا إلى مقر بوتين في سوتشي.

وقال الأسد لهؤلاء: "باسم كل الشعب في سوريا أوجه لكم التحية والشكر... ولكل ضابط ولكل مقاتل ولكل طيار روسي ساهم في هذه الحرب".

وبعد المحادثات في روسيا، خلال الزيارة الخارجية المعلنة الأولى للأسد منذ زيارته لموسكو في تشرين الأول 2015، امتنع ناطق باسم الكرملين عن القول ما إذا كان النقاش تطرق إلى مستقبل الأسد نفسه، مكتفياً بأن هذا الأمر يحدده الشعب السوري وحده.

وتحاول روسيا بشكل فعال التوسط للتوصل إلى توافق دولي على اتفاق سلام في سوريا بعد سنتين من بدء موسكو تدخلاً عسكرياً رجح كفة الصراع في سوريا لمصلحة الأسد.

ويتوجّه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني، اللذان يدعمان طرفين مختلفين في الحرب السورية، اليوم إلى روسيا لعقد قمة ثلاثية مع بوتين من أجل دفع عملية السلام السورية.

وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأن بوتين اتصل هاتفياً بالملك سلمان بن عبد العزيز لإبلاغه ما دار خلال اجتماعه مع الأسد.

وأفاد مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب وبوتين تحدثا عبر الهاتف قرابة ساعة وناقشا قضايا تشمل سوريا وأوكرانيا وإيران وكوريا الشمالية وأفغانستان.

كذلك بحث بوتين هاتفيا في التطورات الأخيرة للأزمة السورية مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة