Deprecated: Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : المفاجأة: لجنة نيابية للتحقيق مع مصرف لبنان
الخميس ٢٥ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ١٨, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
المفاجأة: لجنة نيابية للتحقيق مع مصرف لبنان
كرس الرئيس نبيه بري أمس يوبيله الفضي مترئساً جلسات مجلس النواب. واحتفل المجلس بالعودة الى مناقشة مشروع موازنة بعد غياب وتأخر مدة 11 سنة. لم تتضمن مداخلات النواب أي مفاجآت باستثناء ما خرج به النائب القواتي جورج عدوان عندما سأل عن أرباح مصرف لبنان، فأثار أكثر من علامة تعجب واستفهام عند النواب القلائل الذين "صمدوا" حتى المساء. وقد سارع بري الى طلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في الامر، وقال عدوان: "فوجئت حين علمت ان واردات الخزينة عند مصرف لبنان بلغت 61 ملياراً. أسأل وزير المال علي حسن خليل عن أرباح مصرف لبنان آخر 20 عاماً، وكم بلغت وأين ذهبت؟". وأضاف: "منذ 20 عاماً لم يدفع مصرف لبنان المستحقات للدولة، لا أحد يتحدث عن الموضوع. لماذا؟ لأن المسايرات تمنع ذلك. حاول الرئيس فؤاد السنيورة التدخل وطالب النائب احمد فتفت بالتوضيح وبأن يعالج الموضوع جدياً، لأنه يخلق "نقزة" عند الرأي العام"، فجدد بري مطالبته بلجنة تحقيق، وسكت وزير المال علي حسن خليل. 

وسريعاً رد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيان، على كلام عدوان من حيث أن "مصرف لبنان يجب أن يدفع للخزينة ما يقارب المليار دولار نتيجة الفوائد على سندات الخزينة"، وقال: "لم تمض سنة من السنوات الـ 20 التي تحدث عنها النائب عدوان ولم يقدم المصرف المركزي على قطع الحساب السنوي والتقدم به إلى وزارة المال ودفع ما يتوجب عليه أن يدفعه ضمن القانون".

وأشار إلى أن "حسابات مصرف لبنان خاضعة للتدقيق من شركتين دوليتين خارجيتين لا علاقة لهما بمصرف لبنان"، وأضاف: "تحدث النائب عدوان عن مداخيل المصرف المركزي من سندات الخزينة التي في محفظته كأنها هي فقط البند الوحيد في المصرف وتشكل الدخل الكلي للمصرف، بينما مصرف لبنان من حيث القانون يقبل الودائع من المصارف ويدفع عليها فوائد. وعليه أيضاً أن يقوم بعمليات مفتوحة مع الأسواق بناء الى المادة 70 من قانون النقد والتسليف للحفاظ على الاستقرار النقدي. ولذا، هنالك نقص في تحليل النائب عدوان، وهو أن مصرف لبنان لديه مداخيل ومصاريف من الفوائد". وأوضح سلامة أن "البنك المركزي له مداخيل أخرى من توظيفاته، وعليه مصاريف أخرى لها علاقة بكلفة مهماته وغيرها"، مشيراً إلى أن "مصرف لبنان خلال الفترة التي تحدث عنها النائب عدوان حول إلى الخزينة 4 مليارات و500 مليون دولار، وزاد أمواله الخاصة من 60 مليون دولار إلى 3 مليارات دولار".

أما في السياسة، فطغى الجدل حول السياسة الخارجية وموقف الوزير جبران باسيل من مصالحة الجبل، وشهدت الساحة نوعاً من التراجع التكتيكي بعد موجة الردود التي أثارتها المواقف في اليومين الأخيرين. واذ تجنب الحزب التقدمي الاشتراكي و"اللقاء الديموقراطي" المضي في المواجهة مع باسيل، ارتفعت حدة الانتقاد من "القوات اللبنانية" حيال المصالحة، ومن "المستقبل" حيال السياسة الخارجية، ما حدا الوزير باسيل الى توضيح موقفه في تغريدة عبر "تويتر" جاء فيها: "أنا قلت في رشميا وأكرر أن المصالحة لا خوف عليها لانها بين الناس وهي أقوى من ان تسقطها القوى السياسية، ولكن العودة لا تكتمل الا متى كانت نفسية وسياسية - ادارية واقتصادية، وهي لم تكتمل بعد وهذه هي الحقيقة، ونحن سنعمل على استكمالها".

كما أوضح الوزير نهاد المشنوق ان انتقاده السياسة الخارجية "الشاردة" ليس مزايدة من أجل الصوت التفضيلي، "وانني لم اتشاور مع الرئيس الحريري في الموضوع ولم أدع يوماً اني تشاورت معه بهذا الخصوص". وقال النائب سمير الجسر إن "كل شيء له حدود بدهم يطولو بالهم علينا، فكلام الوزير باسيل عن السياسة الخارجية لا يمكن القبول به. السياسة الخارجية لا يبنيها معالي الوزير جبران باسيل بل ان كل السياسيات دون استثناء هي من صلاحية مجلس الوزراء وليس من صلاحيات الوزير، الوزير فقط يطبق السياسة، وهذا ما تضمنه الدستور في البند الاول من المادة 65 منه".

مصالحة الجبل حاضرة في مناقشة الموازنة وميقاتي يُبرز "أرقاماً مخيفة"
منال شعيا
كان يفترض ان يوضح النقاش مكامن الاهدار والفساد والتهرب والصفقات، فأتت المداخلات كلاما سياسيا عموميا. 
كان يفترض ان يشرع النواب موازنة الـ2018، فها هم يشرعون ما سبق أن أنفق و"شربت مياهه".
كان يفترض ان تتضح الارقام والنفقات والايرادات، فضاعت البوصلة مجددا. الجميع برّأ ذمته على حساب "الابراء المستحيل"... والصحيح.

إنه اليوم الاول من "الثلاثية الشهيرة" لمناقشة الموازنة العامة لعام 2017، وبلا قطع حساب. بدأت الجلسة برئاسة الرئيس نبيه بري. بربطة عنقه الزرقاء الصافية، افتتح الجلسة بعد غياب 11 عاما. هو الذي يكرس يوبيله الفضي مترئسا المجلس، لا يزال يضرب بمطرقته منذ 25 عاما، ويضبط الايقاع ... والنواب. لم يغفل بري التنويه بعمل لجنة المال والموازنة بشخص رئيسها النائب ابرهيم كنعان والاعضاء فردا فردا، ليعلن رسميا إزاحة الستارة عن مشهد الثلاثية.

الافتتاح بدأ مع كنعان. تلا التقرير لتتبين سلة من الملاحظات، لخصها بالقول: "تفتقر النصوص الضريبية الواردة في الموازنة الى أسباب تبريرية كافية والى رؤية شاملة تحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية".

وأضاف: "يفتقر النص الى الشمول المكرس دستوريا بالمادة 83 من الدستور، وقانونيا بالمادة 2 و51 من قانون المحاسبة العمومية، وعلميا بعلم المالية العامة، فلا القروض تدخل في الموازنة ولا نفقات الهيئات والمؤسسات والمجالس التي تعمل لمصلحة الدولة تدخل في الموازنة العامة، ويتبين بوضوح مما ورد ان الفصل الاول هو الوحيد المتعلق بالموازنة، وان الفصول الثلاثة الاخرى تتضمن الكثير من المواد التي تعتبر من قبيل فرسان الموازنة، اي تلك التي تحشر في المشروع بهدف امرارها تحت ضغط هاجس اقرار الموازنة".

أكثر من واضح كلام كنعان، وخصوصا حين ينتقل الى تفصيل معضلة "قانون البرامج"، اذ اعتبر انه "غالبا ما تخفي هذه القوانين توظيفا مقنعا، سواء في الادارات او المؤسسات العامة".

تفصيليا وبالارقام، حدد كنعان حجم النفقات لينتقل الى تفصيل الوفر الذي لطالما تحدث عنه، والبالغ 1400 مليار ليرة، ليفصّل نفقات واعتمادات ملحوظة، أبرزها خفض المساهمات والمساعدات لغير القطاع العام، وتبلغ 191 مليارا، الى المساهمة المخصصة لهيئات لا تتوخى الربح بقيمة أربعة مليارات ليرة، ولم يستثن كنعان نفقات وزارة الاتصالات وغيرها من الادارات. تلا رئيس لجنة المال تقريره، وفيه ما قلّ ودلّ. أكثر من معبرّ ودقيق. فيه حرفيا وتفصيليا خفض للمساعدات والنفقات، ولم يسع كنعان الا ان يبرئ ذمته وذمة لجنة المال من المخالفة الدستورية الواضحة والصريحة، فوجه سؤالا "للحكومة مجتمعة عن اسباب هذا التقصير وما ستقوم به التزاما لهذا الموجب".

ميقاتي والمعارضة

ثم كانت مناقشة عامة استهلّها الرئيس نجيب ميقاتي. فقدّم مداخلة معارضة هادئة، واعتبر ان "الموازنة ليست مجرد ارقام بل هي دراسة مالية واقتصادية واجتماعية من ثوابتها تحفيز النمو وتوفير فرص عمل وتعزيز مشاريع بنى تحتية، الا ان الموازنة تفتقر الى كل هذه الاهداف، فيما يفترض ان تكون مشروع محاسبة تحدد مكامن الاهدار والفساد".

وتوقف عند "أرقام صندوق النقد الدولي المخيفة، إذ إن نسبة 8 في المئة من الناتج المحلي هي عبء على الاقتصاد بسبب سوء احوال الطرق وازمة السير، و55 في المئة من اللبنانيين يعيشون دون الحد الادنى من المستوى المعيشي، و50 في المئة من متخرجي الجامعات باتوا مشروع هجرة".

واذ سأل: "ماذا عن البيئة والنفايات"، انتقل الى السياسة، متخوفا من نشوب ازمة في ظرف وتوقيت لا يسمحان بذلك، "لا سيما بعد الذي شهدناه في الايام الاخيرة على مستوى التصريحات والردود".

كلام من نوع آخر سلطت الضوء عليه مداخلة "نوعية" من النائب احمد فتفت. النائب "المستقبلي" انطلق من استعادة الثقة كعنوان عريض للحكومة الحالية، ليتوقف مليا عند الوضع السني. وقال: "نحن امام استعادة ثقة بالدولة، ومن دون سلاح للجيش اللبناني لن نستطيع ان نبني دولة، ان سلاح المقاومة استعمل في الداخل وبشكل مباشر في الـ2008، ولا يمكن استعادة الثقة من دون دولة لا تؤمن حصرية السلاح".

فتفت انتقد القتال في سوريا، الا ان كلامه "النوعي" كان عن المحكمة العسكرية ومحاكمة الاسير. واعتبر ان "ما ارتكب في قضية احمد الاسير يوجب المحاكمة، انما ظلم في السوية عدل في الرعية. مثلا، اين قاتل سامر حنا وهاشم سلمان؟ وكيف نغض النظر عن العراضات العسكرية؟ ان المحكمة العسكرية ممذهبة لا في تركيبتها بل في قراراتها. سبق أن قلت إن الوضع السني في خطر، واليوم اقول ان الطائفة السنية تشعر بالاحباط، وان معالجة هذا الامر لا يتم بالتغاضي والا سنستفيق يوما على غبن عظيم".

ولم يشأ فتفت ان يختم بلا اشارة الى "الخطاب العنصري للبعض ونيته نبش تعابير من الحرب الاهلية"، رافضا هذا الاسلوب، تماما مثلما رفض "الانتقاد المتواصل لدول الخليج".

"سهام" زهرا

كلام نقيض قاله النائب علي فياض، لكنه فضّل الا يهرب من الحقيقة. قال: "الشعب لديه ازمة ثقة مع الطبقة السياسية النافذة، وثمة سخط. صحيح اننا تمكنا من اعداد قانون انتخاب وتحرير الجرود وتفكيك الشبكات الارهابية، الا ان المواطن لا يشعر بأن معدلات الفساد قد تراجعت، وخصوصا ان حقوق المواطنين غالبا ما تتعرض للابتزاز".

"سهام الاخ" أتت من النائب انطوان زهرا. هو انتقد خطاب الوزير جبران باسيل، من دون ان يسميه. قال: "أنجزنا اتفاقا لا لنزيد مقاعد انتخابية. ليس بهذا الكلام تبنى مصالحة الجبل، ولا بهذه الخطابات تؤمن مصالح المسيحيين".

اما القراءة المالية المتوازنة فأجراها النائب ياسين جابر، داعيا الى "خفض العجز كأولوية ملحة"، ومتحدثا عن "ضرورة اجراء اصلاح بنيوي لبناء دولة سليمة"، ومعيدا التذكير "بأهمية القوانين الـ38 التي لم تصدر مراسيمها التطبيقية بعد، ومعظمها قوانين اصلاحية".

وفيما أكد النائب خالد الضاهر ان "حصرية السلاح ينبغي ان تكون بيد الجيش اللبناني والقوى الامنية"، دعا النائب نبيل دو فريج الى عدم الحاق الظلم بموظفي البرنامج الانمائي للامم المتحدة.

قنبلة عدوان

أما "قنبلة عدوان" ففجّرها النائب "القواتي" مساء، حين تحدث النائب جورج عدوان عن ارباح مصرف لبنان. فهو سأل عن تلك الارباح، فأثار أكثر من علامة تعجب واستفهام عند النواب القلائل الذين "صمدوا" حتى المساء. فورا سارع بري الى طلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في الامر، وقال عدوان: "فوجئت حين علمت ان واردات الخزينة عند مصرف لبنان بلغت 61 مليارا. أسأل وزير المال علي حسن خليل عن أرباح مصرف لبنان آخر 20 عاما، وكم بلغت وأين ذهبت؟".

منذ 20 عاما لم يدفع مصرف لبنان المستحقات للدولة، لا احد يتحدث عن الموضوع. لماذا؟ لان المسايرات تمنع ذلك.

حاول الرئيس فؤاد السنيورة التدخل وطالب فتفت بالتوضيح وبأن يعالج الموضوع جديا، لأنه يخلق "نقزة" عند الرأي العام، فجدد بري مطالبته بلجنة تحقيق، وصمت وزير المال.

لكن عدوان أكمل مداخلته، موضحا انه سيتقدم بطلب لجنة تحقيق برلمانية خلال 48 ساعة.

كلام عدوان لم يتوقف عند هذا الحد، بل تحدث ايضا عن خطورة الدين، وطالب بتقليص النفقات عبر وقف تطور الرواتب، مشيرا الى انه آخر عامين، سجلت 23 الف وظيفة جديدة، وهؤلاء بالطبع يقبضون رواتب.

انتقادات عدوان وصلت الى الهندسة المالية، قائلا: "لن أسأل عن الهندسات المالية وكم بلغت".

كذلك، انتقد الكلام على مصالحة الجبل، مؤكدا ان لا احد يزعزع هذه المصالحة.

صورة لا تقل سوداوية رسمها النائب غازي يوسف. فقد قال انها "صورة قاتمة". انتقد سلسلة الرتب والرواتب وزيادة العجز، وطالب برؤية اقتصادية شاملة.

بدوره، توقف النائب غسان مخيبر عند "المال السائب"، داعيا الى "الحفاظ على مقدّرات الدولة عبر تفعيل آلية المحاسبة والرقابة"، واعتبر انه "من المفيد مناقشة موازنة واقرارها، إنما الاهم الا نقع في الخطأ نفسه في المستقبل، من خلال الانفاق من خارج الموازنة وتكريس المخالفات".

14 نائبا تحدثوا أمس، وبقي العدد نفسه تقريبا. انتهى اليوم الاول بلا اي خرق، تماما كما انتخابات اللجان النيابية الـ16، وهيئة مكتب المجلس بلا أي تبديل، علّ لغة التمديد والتجديد لا تنسحب على بقية الاستحقاقات... والانجازات.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة