الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٨, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
العراق
دمار وحرائق خلّفها «داعش» في الحويجة
الحويجة (العراق)- أ ف ب 
لا تزال آثار حكم تنظيم «داعش» ماثلة للعيان في بلدة الحويجة التي استعادتها القوات العراقية الخميس. فعلى مدخلها لوحة كبيرة تدعو إلى «الجهاد في سبيل الله» تقابلها أخرى تتوعد المدخنين. هنا أيضاً لجأ عناصر التنظيم إلى «سياسة الأرض المحروقة»، عندما أدركوا أنهم موشكون على الهزيمة قبل مقتلهم أو فرارهم أمام تقدم القوات العراقية في محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد وأربيل.

فأضرموا قبل فرارهم النار بآبار النفط المحيطة بالحويجة، مخلفين أعمدة من الدخان الأسود الكثيف. «لقد سببوا خسائر تقدر بملايين الدولارات»، وفق ما يقول سكان المنطقة ومقاتلون من فصائل «الحشد الشعبي».

وتحوّلت مجموعة الأكشاك في السوق المركزية إلى كومة من الأنقاض نتيجة انفجار سيارة مفخخة، فيما رفعت قوات «الحشد الشعبي» راية حسينية محل راية التنظيم المتطرف. وأُحرقت كذلك الحقول الزراعية في المنطقة التي اشتهرت بإنتاجها الوفير والنوعي من الحبوب والبطيخ.

ومنذ استعادة القوات العراقية المدينة، التي يسكنها حوالى 70 ألفاً من العرب السنة، بات السكان غير مرئيين.

وعلى الطرق المؤدية إلى وسط الحويجة، آخر مدينة عراقية تحت سيطرة «داعش»، شوهد قرويون يلوحون للسيارات والقوافل العسكرية العابرة، طلباً للطعام.

قالت أم عماد، وهي تذرف الدموع وترفع يدها لكل مركبة عابرة، «لقد مرت أربعة أعوام منذ أن رأينا شاياً أو ملعقة سكر». وأضافت: «أطفالنا يموتون من الجوع ويسيرون حفاة (...) عائلات داعش وحدهم كانوا يزدادون وزناً لأنهم فرضوا علينا إعطاءهم أكثر من ربع محصولنا».

وتتكرر مشاهد الخراب داخل المدينة، حيث دُمر مقر المجلس المحلي في شكل كامل، وأُشعل حريق في المستشفى الواقع قبالته، وبات خارج الخدمة ولا يجرؤ أحد على دخوله خشية تفخيخه. وقال محمد خليل، الناطق باسم «الحشد الشعبي» الذي سيطر على مستشفى الحويجة: «عندما سيطر الدواعش على المدينة استخدموا المستشفى، لكن عندما اقتربت القوات العراقية أرادوا حرق كل شي حتى لا يستفيد أحد من البنى التحتية والمرافق العامة».

وداخل غرف المستشفى، تناثر الزجاج وأنابيب فحص عينات الدم على الأرض، فيما تبعثرت في غرف الممرضات الوصفات الطبية والنشرات وغيرها من الأوراق الإدارية التي تتضمن معلومات عن طبيعة الحياة تحت سيطرة التنظيم المتطرف.

وعلى ورقة تحمل اسم «الدولة الإسلامية، ولاية كركوك»، يطلب قادة التنظيم من الموظفين توفير العلاج بأسرع وقت «للأخ عادل، الجندي في القوات الخاصة». وقال مقاتل من الحشد الشعبي: «هم أيضاً كانوا يتعاملون بالواسطة». وقال عدي سلمان (35 عاماً) الذي ترك زوجته وابنته في النجف، وهي مدينة شيعية مقدسة في الجنوب، والتحق بقوات الحشد الشعبي «فليجرؤوا (مسلحو داعش) على العودة، نحن بانتظارهم».

وشاركت فصائل «الحشد الشعبي»، وغالبيتها من المقاتلين الشيعة، جنباً إلى جنب مع الجيش والشرطة في المعارك ضد تنظيم «داعش». وكان لهذه الفصائل دور في استعادة الحويجة، الواقعة على بعد 230 كيلومتراً شمال بغداد، وكانت خلال نظام الرئيس السابق صدام حسين معقلاً للجماعات السنية الأكثر تطرفاً. هذا الأمر جعل المدينة تكتسب بعد الغزو الأميركي في سنة 2003 لقب «قندهار العراق» تشبهاً بمعقل طالبان في أفغانستان.

وقال بعض السكان إن عبارات مثل «الجهاد» و «السعادة في نيل الشهادة»، التي تكررت على منشورات دعائية مبعثرة في المستشفى أو أبعد قليلاً قرب المحكمة الشرعية التي أنشاها «داعش»، ليست شعارات جديدة في الحويجة. فهذه كلها تستعيد خطاب أبو مصعب الزرقاوي، أمير تنظيم «القاعدة» في العراق الذي حارب الوجود الأميركي على مدى أكثر من عشر سنوات قبل أن يقتل.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة