الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
نصرالله يدعو يهود اسرائيل للعودة إلى بلدانهم ويؤكد بقاء الحكومة وإجراء الانتخابات
دعا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، في ختام مسيرة العاشر من محرم في ضاحية بيروت الجنوبية التي شارك فيها الآلاف من مناصري الحزب، «كل اليهود الذين جاؤا إلى فلسطين المحتلة على أنها أرض اللبن والعسل إلى مغادرتها، والعودة إلى البلدان التي جاؤا منها، حتى لا يكونوا وقوداً في أي حرب تأخذهم إليها حكومة نتنياهو الحمقاء، لأن نتنياهو إذا شن حرباً في هذه المنطقة قد لا يكون لدى هؤلاء وقت حتى لمغادرة فلسطين ولن يكون لهم أي مكان آمنٍ في فلسطين المحتلة».

وكان الحزب اتخذ اجراءات أمنية مشددة في الضاحية الجنوبية على مدى الايام العشرة. وأدت الى توقيفات طاولت سوريين بعضهم يعيش في لبنان منذ ما قبل الحرب السورية. وقال نصر الله: «اليهود الذين جيء بهم من كل أنحاء العالم يجب أن يعرفوا أنهم وقود لحرب استعمارية غربية بريطانية ضد الشعوب العربية والإسلامية في هذه المنطقة، وهم اليوم وقود للمشاريع والسياسات الأميركية التي تستهدف شعوب المنطقة، وإذا ما قامت شعوبنا لتدافع عن وجودها وأراضيها وأعراضها في مواجهة العصابات الصهيونية اتُهمت ظلماً بمعاداة السامية، هذه التهمة التي يلحقوننا بها في العالم».

واعتبر ان «الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو تقود شعبكم إلى الهلاك والدمار، لأنه لا يخطط إلا للحرب ولا يبحث إلا عنها، عمل سابقاً لمنع حصول اتفاق نووي مع إيران وفشل، ويعمل حالياً مع ترامب لتخريب هذا الاتفاق ودفع المنطقة إلى حرب جديدة. وإذا دفع ترامب ونتنياهو المنطقة إلى حرب جديدة فإنها ستكون على حسابكم أنتم».

وشدد على وجوب «أن تعرف حكومة العدو أن الزمن تغير والذين تراهن على التحالف معهم سيكونون عبئاً عليها، وهم أصلاً يحتاجون إلى من يدافع عنهم، وأن حجم الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وشراكتها مع داعش وتواطؤها العلني في تقسيم المنطقة من خلال تأييدها المعلن والمتسرع لانفصال كردستان، كل ذلك سيجعل شعوب منطقتنا تحكم عليها بشكلٍ حاسم».

وعن المعركة مع تنظيم «داعش»، قال نصر الله: «داعش من أسوأ الظواهر والمخاطر التي برزت في منطقتنا وتاريخنا، انظروا إلى حجم الخسائر البشرية الهائلة والتشويه والإساءة الذي ألحقه بالإسلام وإلى حجم الخدمات التي قدّمها لأميركا وإسرائيل وأعداء الإسلام والأمة». ودعا «إلى مواصلة المعركة في كل مكان للقضاء على داعش وللانتهاء من خطره وفساده وظلمه وتدميره».

وقال: «لو لم يعتمد العراقيون على أنفسهم في قتال داعش بالدرجة الأولى، ولو لم يعتمد السوريون على أنفسهم، ولو لم يعتمد اللبنانيون على أنفسهم، ولو لم يستعن العراقيون والسوريون بأصدقاء حقيقيين لبّوا نداءهم واستغاثتهم، من إيران إلى روسيا بحسب اختلاف البلدان، إلى فصائل المقاومة العراقية وإلى ألوية المجاهدين من أفغانيين وباكستانيين وإلى المقاومة اللبنانية وإلى مقاومة حزب الله، لو انتظر العراقيون والسوريون واللبنانيون الإدارة الأميركية أو ما يسمى بالتحالف الدولي للحرب على داعش، الذي لم يفعل شيئاً خلال ثلاث سنوات ولم يغير شيئاً في المعادلة، لكان داعش لا يزال موجوداً ويتمدد».

وتحدث عن «مواجهة التقسيم»، وقال: «الشعب العراقي وكل شعوب المنطقة وحكوماتها مدعوون إلى أن يعرفوا عدوهم وصديقهم، لا يجوز أن يثقوا بالأميركيين، وأن يراهنوا عليهم، إعتمدوا على أنفسكم كما في معركتكم مع داعش، واستعينوا بالأصدقاء الحقيقيين».
 
الشأن الداخلي
وكان نصر الله ركز في كلمة ألقاها مساء أول من أمس، على الشأن الداخلي اللبناني. ودعا «إلى الحفاظ على الاستقرار العام والتواصل والحوار والتلاقي بين مختلف القوى السياسية»، معتبراً ان «الاختلاف في وجهات النظر لا يمكن أن يعالج بذهنية التحدي والمكابرة، وإنما بذهنية التلاقي والحوار والبحث عن الحلول، ولو كان الأمر شاقاً أو متعباً كما يجري فعلاً». ورأى أن «الذهنية الإيجابية» أدّت إلى أن «يتجاوز البلد المحنة المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب ويصل إلى حلول، والمجلس النيابي سيقوم بما هو مطلوب منه ونعبر هذه المسألة».

وقال: «يجري التداول في الصالونات السياسية والإعلامية بأن هناك من يعمل ويحضّر لمواجهة سياسية جديدة في لبنان، وإلى اصطفافات جديدة، إذا كان لها علاقة بالانتخابات فلا توجد مشكلة، لكن الحديث عن تحريض ما لدفع لبنان إلى مواجهة داخلية جديدة، هذا أمر يجب أن نحذر منه. مصلحة لبنان هي تجنّب الدخول في أي مواجهة داخلية تحت أي عنوان من العناوين، أنظروا إلى وضع المنطقة، التشتت والتمزق والحروب وانهيار المحاور وقيام محاور جديدة، ويبدو أن الأميركيين يحضرون لحروب جديدة في المنطقة، وعداوات وصراعات جديدة، أين هي مصلحة لبنان وشعب لبنان في الدخول إلى مواجهات على المستوى الوطني؟ لا توجد مصلحة على الإطلاق».

وقال: «لا أقول هذا من موقع قلق ولا خوف ولا ضعف. وأدعو القوى السياسية التي يقال بأنها تدفع إلى هذا الاتجاه أنّ تكون على المستوى المطلوب من الوعي، وألا يسمح أحد لأحد بأن يدفع أحداً في لبنان إلى مواجهة ومؤامرة، لا على المستوى الداخلي ولا على المستوى الإقليمي».

وقال: «نحن مع استمرار الحكومة بالعمل إلى آخر يوم من حقها الدستوري، يعني إلى الانتخابات وإلى وجوب تشكيل مجلس نيابي جديد. ما يقال في البلد عن أن هناك نيّات من هنا ومن هناك لإسقاط الحكومة واستبدال الحكومة بتشكيل آخر، لا أعتقد أن أحداً يفكر بهذه الطريقة». وشدد على «وجوب تسهيل إجراء الانتخابات من دون أي مبرر لأي تأجيل ولو ليوم واحد، لأنه حتى التأجيل التقني لا نوافق عليه ولو ليوم واحد، يجب أن تجري الانتخابات في مواعيدها المحددة وعلى أساس قانون الانتخاب الذي أقر».

ورأى أن تهديد «داعش» لبنان «تراجع لكنه لم ينتهِ بعد زوال الوجود العسكري للإرهابيين في الجرود»، مطالباً «الجيش اللبناني وهو يقوم به، تنظيف المنطقة، لأنها مليئة بالألغام والأحزمة الناسفة في المغارات والوديان التي تركت ولم تسلّم أو لم يأخذها المسلحون معهم».وانتقد «تفاهات بعض السفارات الأمنية في لبنان»، وقال: «يجب أن نسجّل أن لبنان من أكثر البلاد أمناً في العالم، وأكثر أمناً من الولايات المتحدة وواشنطن نفسها». واعتبر في الوقت نفسه أنه «ليس الآن الوقت المناسب لتخفيف الحذر الأمني».

وتوقف عند مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين «حيث بعض الأشخاص هناك يشكلون تهديداً أو بؤرة»، وقال إن الحزب «مع التواصل مع الفصائل الفلسطينية، ومعالجة الأمر بحكمة وتجنب الذهاب إلى صدام، ونحن مع المقاربة الشاملة، ونطلب إحياء ورقة التعاطي اللبناني الفلسطيني والعمل على تنفيذها».

وجدد نصر الله تحريمه «إطلاق النار والمظاهر المسلحة في كل تشييع شهيد لأن إطلاق النار في الهواء يؤدي غالباً إلى ضحايا، يا أخي خافوا الله».
 
للعودة الطوعية للنازحين
ودعا الى العمل على «العودة الطوعية للنازحين السوريين». وقال: «لا أحد يعمل على عودة طوعية، نحن مختلفون على العودة الآمنة ولكننا متفقون على أنه في حال كان النازحون السوريون أو أعداد كبيرة منهم أرادوا أن يعودوا، هل يوجد أحد في لبنان يقول إنهم لا يجب أن يرجعوا؟ ولو في الحد الأدنى علناً لا أحد يقول».

وخاطب النازحين السوريين بالقول: «النازحون، ليسوا كلهم معارضة، يوجد لاجئون في لبنان مع النظام، أو ليسوا ضد النظام، ويوجد ناس مع المعارضة، أخاطب الجميع وأقول لهم: مصلحتكم الحقيقية في العودة إلى موطنكم الحقيقي. انظروا إلى العبرة في كل البلدان التي حصلت فيها أحداث مشابهة». وقال: «كل الضمانات المطلوبة، إذا كانت المشكلة حقيقةً هي مشكلة ضمانات، يمكن تقديمها، ويمكن تشغيلها، كل الضمانات، في ضوء التجارب الموجودة في سورية، وهذا الملف لا يجوز أن يستمر ملفاً للمزايدة الانتخابية، وهو كذلك بصراحة».

وعن إعادة إعمار سورية، انتقد «بعض القوى السياسية التي تطالب بأن يكون لبنان منصة أساسية للمساعدة في إعادة إعمار سورية، ولا يريدون التكلم مع الحكومة السورية. كيف سيحدث هذا؟ وإذا التقى وزير خارجية لبنان مع نظيره سورية تقوم القيامة ولا تقعد».

وشدد على أنه «لا يجوز أن تصبح الخروق الإسرائيلية اليومية للبنان أمراً طبيعياً، بينما زرع شجرة على الحدود أمر يُرفع به شكوى إلى مجلس الأمن. ويجب أن يستمر لبنان برفع الشكاوى في المحافل الدولي


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة