الثلثاء ٢٣ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
تعزيزات عسكرية نظامية إلى البادية السورية
أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش»، وفي هجوم مضاد كبير، تمكن من فرض سيطرته على مدينة القريتين الواقعة في ريف حمص الجنوبي الشرقي، والتي استعادتها القوات النظامية قبل نحو 6 أشهر، وذلك بعد تمكنت مجموعات من التنظيم من التسلل لداخل المدينة ومباغتة القوات النظامية، ومن ثم السيطرة عليها عقب اشتباكات دارت مع عناصر النظام القليلة العدد في المنطقة. وأفادت مصادر متطابقة بأن «داعش» تمكن من السيطرة على القريتين بمساعدة خلايا نائمة تنتمي للتنظيم في البلدة. كما تدور معارك عنيفة بين «داعش» والقوات النظامية على محاور في بادية السخنة وبادية تدمر.

وتمكنت قوات النظام من السيطرة على مدينة القريتين التي تعد رمزاً للتعايش الديني بين المسيحيين والمسلمين في سورية في نيسان (أبريل) 2016، بعد سبعة أشهر من سيطرة التنظيم عليها.

وخلال سيطرته على المدينة، أقدم التنظيم على تدمير دير مار اليان الأثري وعلى إحراق كنيستين أخريين، كما خطف عشرات من سكانها المسيحيين قبل أن يطلق سراحهم بعد أسابيع عدة.

وقبل اندلاع النزاع، كان عدد سكان القريتين حوالى ثلاثين ألف شخص بينهم 900 مسيحي، لا يزال عشرات منهم موجودين في المدينة.

وعلم «المرصد» أن مجموعات «داعش» تمكنت من فرض سيطرتها على بلدة الطيبة وجبل الضاحك في بادية السخنة الشمالية، فيما لا يزال القتال متواصلاً على محاور في شرق مدينة السخنة وبالقرب من المحطة الثالثة وحقل الهيل النفطي ومحيط منطقة قصر الحير الشرقي، حيث تسعى قوات النظام لاستعادة السيطرة على ما خسرته من مناطق، بينما يهدف التنظيم للتقدم في مزيد من المحاور عبر تنفيذ هجمات متتالية أجبرت القوات النظامية على استقدام تعزيزات إلى البادية.

وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف من جانب قوات النظام لصد تقدم «داعش». وكانت القوات النظامية تمكنت في 10 أيلول (سبتمبر) الجاري من فتح شريان المدينة القادم من دمشق، وأجريت عملية فك الحصار على 3 مراحل أولاها فك الحصار عن اللواء 137، ومن ثم فك الحصار عن مطار دير الزور العسكري وكتلة الأحياء المرتبطة به، والمرحلة الثالثة وهي الوصول إلى المدخل الغربي لمدينة دير الزور عند منطقة البانوراما بعد استكمال السيطرة على طريق دمشق – دير الزور. ولم يرد تعليق من الجيش السوري على أنباء سقوط القريتين، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شمال شرقي دمشق. والتي تقع أيضاً على بعد 300 كيلومتر من دير الزور.

هجمات «داعش» العكسية تُجمد تقدم القوات النظامية في دير الزور

استمرت الاشتباكات على محاور عدة بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» شرق نهر الفرات في ريف دير الزور الشمالي الغربي، ترافقت مع قصف بطائرات «التحالف الدولي». وأسفرت الاشتباكات عن قتلى وجرحى في صفوف «داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن التنظيم استعاد السيطرة على بلدة الصور الواقعة في الريف الشمالي لدير الزور، على الطريق الواصل بين مدينة دير الزور وريف الحسكة، إثر هجمات معاكسة ينفذها عناصر التنظيم في محاولة لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسروها في الأيام الماضية.

كما أدت الهجمات المعاكسة إلى تغيير المعادلة العسكرية في دير الزور في مواقع القوات النظامية في ريف المدينة الغربي. وكانت قوات النظام حققت منذ مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي تقدماً واسعاً على حساب التنظيم، وسيطرت على الأوتوستراد الدولي دمشق- دير الزور في شكل كامل بعد انسحاب «داعش» من عقدة الشولا وبلدة كباجب. ووصلت إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات وسيطرت على قرية خشام الإستراتيجية، القريبة من الحقول النفطية، وذلك بعد ضمّ مساحات واسعة بين اللواء 136 ومطار دير الزور العسكري، والسيطرة على أحياء، منها حويجة صكر في الجهة الغربية للفرات.

لكن كمائن ومفخخات استخدمتها «الخلايا النائمة» للتنظيم أدت إلى استعادة «داعش» عقدة الشولا الإستراتيجية وصولاً إلى منطقة وادي غباغب. كما تتسارع التطورات غرب المحافظة، في ظل تراجع ملحوظ لقوات النظام على رغم تمركزها في محيط مدينة دير الزور. أما معارك الضفة الشرقية للفرات، والتي تشكل الوجهة الرئيسية لجميع القوى المتصارعة في المحافظة، فجمّدت معارك القوات النظامية بعد السيطرة على قرية خشام، والاصطدام بنفوذ «قوات سورية الديموقراطية».

إلى ذلك، قتل أكثر من 3000 شخص بينهم نحو ألف مدني خلال شهر أيلول في حصيلة هي الأكبر خلال العام الحالي، نتيجة احتدام المعارك وتكثيف الغارات على مناطق تحت سيطرة «داعش» في شمال البلاد وشرقها.

ويأتي ارتفاع حصيلة القتلى في وقت يوشك التنظيم على خسارة معقله في الرقة (شمال) ويتصدى لهجومين منفصلين في دير الزور (شرق)، من دون أن يشل ذلك قدرته على شن هجمات مباغتة.

وأفاد «المرصد السوري» بأن من بين القتلى المدنيين 207 أطفال على الأقل، لافتاً الى ان «اكثر من سبعين في المئة من المدنيين قتلوا نتيجة ضربات جوية».

وأحصى المرصد مقتل 790 عنصراً من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها، مقابل 738 مقاتلاً من التنظيمات المتطرفة، لا سيما «داعش». كما قتل 550 عنصراً من الفصائل المعارضة و «قوات سورية الديموقراطية».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة