الأربعاء ٢٤ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٨, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
لبنان في حداد اليوم على شهدائه العسكريين
يشهد لبنان اليوم، حداداً وطنياً عاماً، مع انضمام مؤسساته وإداراته ومدارسه ونقابات ومؤسسات تجارية في مختلف المناطق إلى قرار الإقفال حداداً على شهداء الجيش الذين سقطوا في عملية «فجر الجرود» وعلى الشهداء العسكريين الذين خطفهم تنظيم «داعش» الإرهابي والذين سيتم تشييعهم اليوم في حفل تكريمي، في باحة وزارة الدفاع. وستتوقف مؤسسات لن تشارك في الإقفال، عن العمل مدة خمس دقائق حداداً.

ودعا رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى الاجتماع في قصر بعبدا بعد مراسم التكريم.وسيترأس الاحتفال التكريمي الذي سيحضره رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري، ووزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون وأركان القيادة وشخصيات. على أن يتم بعد ذلك نقل نعوش العسكريين: حسين عمار، محمد يوسف، خالد مقبل، إبراهيم مغيط، يحيى خضر وسيف ذبيان في مواكب ستمر في ساحة رياض الصلح ظهراً كمحطة وداعية لخيمة اعتصام الاهل قبل نقل النعوش إلى قرى الشهداء. وتمنى الأهالي على «المواطنين عدم إطلاق النار».

أما عائلات الشهداء علي المصري وعلي الحاج حسن وعباس مدلج فاتخذت قرارها بعدم الانتقال إلى ساحة رياض الصلح بعد وزارة الدفاع لأنها تحمّل، وفق ما أكد حسنين المصري شقيق العسكري الشهيد المصري لـ «الحياة»، «الرئيس سعد الحريري والرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام وقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي مسؤولية التقصير في ملف أبنائهم». لكن الشيخ محمد الحاج حسن شقيق العسكري الشهيد علي، رفض في اتصال مع «الحياة» «رمي الاتهامات ضد المسؤولين جزافاً وأبلغت وزير الداخلية نهاد المشنوق هذا الأمر». وبقي قرار عائلة الشهيد مصطفى وهبة غامضاً.

واستعدت أمس، قرى عكار والبقاعين الغربي والشمالي والشوف لاستقبال الشهداء. وجرى وضع اللمسات الأخيرة لمراسم التشييع.

وفي المواقف المتضامنة مع الجيش، هنّأ الرئيس أمين الجميل بعد لقائه الرئيس عون، «الجيش على تحرير قسم كبير من الجرد من الطاعون الذي كان يوجد فيه»، آملاً بـ «بداية مرحلة جديدة للبنان لأننا ندرك تماماً مدى الضرر والخطر اللذين كانا يتأتيان من هذه الجرود على الأمن والاقتصاد». وأمل بأن «تتكشف الحقائق في موضوع استشهادهم، لا سيما أن المرحلة الأخيرة لا تخلو من التساؤلات». وشدد على أن «الجيش عنصر أساسي في مسارنا الوطني ويجسد روح التضحية والمقاومة».

وعزى حزب «الوطنيين الأحرار» «قيادة الجيش وذوي العسكريين الشهداء. وأكد تأييده «أي تحقيق يهدف إلى تحديد المسؤوليات في خطفهم واستشهادهم وصولاً إلى الصفقة التي أبرمها حزب الله والنظام السوري والتي سمحت بخروج الإرهابيين إلى حيث يريدون سالمين مكرمين». وأمل بأن «تعود إلى الجيش حصرية امتلاك السلاح».
 
بخاري تبرّع بالدم
وجال القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري على عدد من المسؤولين في صيدا (جنوب لبنان)، بعدما تبرع بدمه خلال حملة لدعم الصليب الأحمر اللبناني، مؤكداً ان المملكة «تسعى دائماً الى العمل الإنساني والتبرع بالدم جزء من هذا العمل الذي يثبت من خلاله العمل الديبلوماسي السعودي ان المملكة مع الإنسان اينما كان وفي كل مكان».
وزارت أمس، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان السفيرة كريستينا لاسن، العماد عون، معزية بـ «العسكريين اللبنانيين الذين سقطوا دفاعاً عن الحدود الشرقية ضد الجماعات المتطرفة». وأعربت في بيان عن «تعاطفها العميق مع أسر العسكريين وكذلك مع لبنان دولة وشعباً في يوم الحداد الوطني».

وأثنت على «الجهود والتضحيات المستمرة للجيش في الدفاع عن البلاد وشعبها، ورحبت بتصميم جميع القادة على وضع حد للإرهاب». وأكدت أن «الاتحاد الأوروبي مستمر في دعمه لمؤسسات الدولة للحفاظ على وحدة لبنان واستقراره وأمن شعبه، ويشيد بالدور المهم للجيش كركيزة للسيادة وفي محاربة الإرهاب».
 
«الوفاء للمقاومة»
الى ذلك، اعتبرت كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية أنه «آن الأوان لتصويب العلاقات مع سورية ومعالجة الشوائب».

ورأت أنه «تم تأمين كامل الحدود الشرقية واستعاد لبنان سيادته عليها وأسقط المشروع الأميركي». وشددت «على تحالفها مع حركة أمل والتيار الوطني الحر»، مؤكدة «حرصها على تمتين العلاقات مع كل الدول الصديقة وفي مقدمها الصين وروسيا».

ودعت الى «مراجعة نقدية تصوب الاداء السياسي».

شورتر:السماح بفرار «داعش» مؤسف
أعلنت السفارة البريطانية لدى لبنان أنها ستنكس أعلامها اليوم. وكان السفير هيوغو شورتر زار قائد الجيش عون، مهنّئاً الجيش اللبناني بـ «النجاح العسكري لعملية فجر الجرود، ومقدماً تعازيه الحارة بالجنود».

وقال في تصريح: «كانت عملية فجر الجرود معقدة ودقيقة ومحفوفة بالأخطار. يشكل داعش تهديداً عالمياً للناس في كل مكان. وأظهر الجيش اللبناني أنه فاعل ومهني وقادر على الدفاع عن لبنان من التهديدات غير المتوقعة في المنطقة. أتم الجيش مهماته، ومن المؤسف أن يسمح آخرون لمسلحي داعش بالفرار عبر سورية».

وذكرت السفارة في بيان بأن «المملكة المتحدة تساعد على تدريب أكثر من 11 ألف جندي، وبناء أكثر من 20 قاعدة عمليات متقدمة، و30 مركزاً لمراقبة الحدود، ودعمنا سيستمر. ونؤمن بأن الجيش اللبناني المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان ووحده يمثل كل اللبنانيين ويعمل في إطار القانون وبموافقة الدولة اللبنانية وشعبها».

الحريري: لعدم توتير الأجواء مع الاشقاء

وقف مجلس الوزراء اللبناني الذي اجتمع أمس، برئاسة رئيسه سعد الحريري دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء العسكريين. إلا أن المجلس الذي عقد في السراي الكبيرة انطلقت نقاشاته من موضوع العسكريين إلى ملفات أخرى.

وقال الحريري أمام الوزراء أنه بعد التأكد «من نتيجة فحص الحمض النووي لجثامين الشهداء العسكريين الذين كانوا أسرى لدى داعش، هذا يوم حزن وطني عليهم وعلى جميع شهداء الجيش والقوى الأمنية الأبطال الذين قضوا في مواجهة الإرهاب، بدءاً من العقيد الشهيد نور الدين الجمل الذي رفض الاستسلام في ثكنة عرسال وسائر الشهداء».

وشدد على وجوب أن «تكون مناسبة وحدة وطنية وألا تتحول إلى انقسام سياسي، وأدعو الجميع إلى الترفع إلى مستوى شهادة أبطالنا العسكريين والابتعاد عن المزايدات السياسية الصغيرة لأن المسؤول عن هذه الجريمة هو داعش الإرهابي».

وأشار الحريري إلى ما حققته زيارته الأخيرة لفرنسا وقال: «نجحنا بإطلاق ثلاثة مؤتمرات لمصلحة لبنان، الأول لدعم الاقتصاد اللبناني والثاني دعماً للجيش والقوى الأمنية والثالث لتنظيم عودة النازحين على مستوى المجتمع الدولي ودول النزوح عامة. وهذه إنجازات لمصلحة كل لبنان واللبنانيين ولا يمكن أن تكتمل من دون دعم الأشقاء العرب».

وذكر الحريري بـ «أننا انتهجنا سياسة النأي بالنفس وتحيّيد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة. وفي هذه اللحظة من مصلحة لبنان الابتعاد عن توتير الأجواء مع كل الأصدقاء وخصوصاً الأشقاء، والبحث عن حماية مصلحة لبنان واللبنانيين. وشدد على أن لبنان ليس جزءاً من أي محور، بل هو جزء فاعل من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب ويقوم بدوره ويتحمل مسؤولياته في حماية شعبه وحدوده وسيادته من خلال قواه الأمنية الذاتية.

ودعا إلى «موقف من مأساة الروهينغا في ميانمار والطلب من المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فــــورية لوقف القتل والتهجير في حق هذه الأقلية المســـلمة التي تتــعرض لأبـــشع أنـــواع التنكــيل والاضطهاد».

وحذر الحريري من «أن طعن المجلس الدستوري في قانون الضرائب سيترتب عليه تداعيات على الوضع الاقتصادي ككل ولا نريدها وفي غنى عنها ونعمل على كل الصعد لتحسين هذا الوضع ناهيك بأن هذا الطعن في حال حصوله سيودي إلى إعاقة التزام الحكومة بسلسلة الرتب والرواتب».

وعلمت «الحياة» أن تناول عدد من الوزراء الوضع الاقتصادي في البلد تطور إلى نقاش سياسي، في ضوء إشارة بعضهم إلى أن عدم التوافق على قانون الضرائب يعني أن التزام تطبيق سلسلة الرتب والرواتب في خطر وكذلك الوضع الاقتصادي، وعلينا التنبه منذ الآن لهذه الأخطار التي تستدعي التوافق لئلا نقحم البلد في أزمات مستعصية».
 
حمادة وعدم الانسجام
واعتبر الوزير مروان حمادة أن الاقتصاد في لبنان سياسي أولاً وأخيراً «ونحن في حاجة ماسة، من أجل إنقاذه، إلى انسجام وتوافق في الداخل وعدم تعريض علاقاتنا العربية للخطر كما يحدث حالياً، لأن اقتصادنا يقوم على الفائض في ميزان المدفوعات والودائع العربية في المصارف اللبنانية وعائدات اللبنانيين في بلاد الاغتراب وأفريقيا».

ولفت حمادة إلى أن «عدم وجود حد من الانسجام في الداخل سيدفع باقتصادنا إلى حائط مسدود، ولا تفتشوا عن عقد مؤتمرات دولية لتصحيح الوضع الاقتصادي إذا لم نبادر إلى تحسين علاقاتنا مع الدول العربية، وخصوصاً الخليجية».
 
بوعاصي والخطر على الحكومة
ولقيت مداخلة حمادة تأييداً من وزراء حزب «القوات» والوزير ميشال فرعون. وقال الوزير بيار بوعاصي: «لا نبالغ إذا قلنا إن هناك خلافات حول أمور سياسية، أكانت في الداخل أم في الخارج، وأن لا انسجام في الحكومة حولها، لكننا في المقابل اتفقنا على تحييد لبنان والنأي به عن الصراعات في الخارج والحرائق المشتعلة من حوله، لأن لا مصلحة لنا في أن نكون في محور ضد الآخر».

وتابع بوعاصي: «لكن هناك من يضغط لجر لبنان إلى محور لا نريده لبلدنا لأنه يرتب علينا أضراراً جسيمة، وهذا ما يتعارض مع التزام كل من في الحكومة سياسة النأي بالنفس، واستمرار البعض على هذا النحو يعني أن كل مشاركتنا في الحكومة في خطر».
 
فنيش والمشنوق والصراف
ورد وزير «حزب الله» محمد فنيش على مداخلات وزراء غمزوا من قناة مواقف تصدر عن حزبه وفيها تعريض علاقات لبنانية مع الدول العربية للخطر، وقال: «نحن ندافع عن أنفسنا والآخرون يتعرضون لنا بهجوم تلو الآخر ولنا حق ألا نسكت، وجرنا البلد إلى محور ضد الدول العربية لا أساس له من الصحة».

وأكد فنيش أنه «مع فتح الملف المتعلق بالنأي بالنفس، لكن أن يفتح من كل النواحي وأن لا يكون جزئياً وأنا مؤيد الكلام الذي صدر عن الرئيس الحريري في مستهل الجلسة».

وعاد بوعاصي إلى القول: «أنا أتحدث بصراحة وأقول لكم لا نستطيع أن نكمل في الحكومة بهذه الطريقة، فالأمور لا تمشي في اتباع سياسة الانفصام في الشخصية داخل الحكومة التي أكدت في بيانها الوزاري سياسة الناي بالنفس أولاً واجتمعنا فيها على قاعدة تحييد لبنان عن مشكلات الإقليم وهذا ما لم يلتزم به بعضهم».

وسأل الوزير ملحم رياشي وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف عما حصل في الجرود، وقال إن «ما حصل يؤكد لنا أننا لا نتحمل الانفصام في الشخصية».

رد الصراف بموقف عمومي تجنب فيه الخوض في التفاصيل ومما قاله: «لا مصلحة لنا بأن نظهر كأننا على خلاف، لأننا بهذا نضيع على البلد انتصارنا ونحن نعد الآن للاحتفال بيوم النصر في الأسبوع المقبل».

ودعا الوزير نهاد المشنوق إلى التقيد بسياسة النأي بالنفس طبقاً للبيان الوزاري، ورأى أن أي خروج عنه يهدد البلد بالانفجار.

وعلمت «الحياة» أيضاً أن وزراء أثاروا ملاحظات إدارة المناقصات على دفتر الشروط لتلزيم استئجار بواخر لانتاج الطاقة، في ضوء اعتبار وزير الطاقة سيزار أبي خليل أن هذه الملاحظات غير ملزمة له. واعتبر هؤلاء أن كلامه يتعارض مع قانون المحاسبة العمومية، ومن حق الوزراء مناقشتها، وبعضهم كان انتقد تسريب هذه الملاحظات عبر وسائل الإعلام من دون أن يطلع عليها الوزراء.

وبعد الجلسة، أوضح وزير الإعلام ملحم رياشي أن وزير الدفاع يعقوب الصراف شرح في الجلسة ما حصل في جرود عرسال، مشيراً إلى أن «نقاشات المجلس تبقى سرية». وقال إن موضوع الانتخابات الفرعية «لم يبحث وهناك اجتماع يعقد للجنة تطبيق قانون الانتخابات». كما أشار إلى أن تقرير إدارة المناقصات بالنسبة إلى ملف الكهرباء لم يعرض في الجلسة.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة