اعلن مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة عودة البعثة الدولية الى مقرها في طرابلس. أتى ذلك في زيارته الاولى لليبيا والتي استهلها في العاصمة الليبية بلقاء مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، قبل ان ينتقل الى القبة (شرق) حيث أجرى محادثات مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.

وقال سلامة في مؤتمر صحافي مع السراج إن البعثة الدولية قررت العودة تدريجيا إلى ليبيا، لتعمل إلى جانب مؤسسات الدولة، فيما طلب السراج دعماً فنياً ولوجستياً لإتمام مرحلة الاستفتاء على الدستور والانتخابات الاشتراعية والرئاسية العام المقبل. وأكد سلامة أن البعثة الدولية ستعمل على تنفيذ مهمتها من أجل إخراج ليبيا من أزمتها، مشيرا إلى أن البعثة التي أرغمت على الخروج من طرابلس عام 2014 ستعود للعمل فيها تدريجيا، كما أكد أن كل وكالات الأمم المتحدة ستقف إلى جانب الإدارات الرسمية التي تحتاج إلى مساعدة في ليبيا.

وقال سلامة إنه بناء على طلب السراج، فإن البعثة الدولية «ستعمل إلى جانب المفوضية الليبية والمؤسسات الليبية المهتمة لتقديم الدعم اللوجستي المطلوب في الاستحقاقات القادمة، ليكون الاستفتاء والانتخابات إذا حصلا، وفق المعايير الدولية المعتمدة». وزاد أن المنظمة الدولية وبعثتها في طرابلس «تؤكدان وقوفهما مع الليبيين، والعمل لتكون الأشهر القادمة والسنة المقبلة فترة استتباب المؤسسات واستقرارها في ليبيا المستقلة الواحدة».

في المقابل، نوه السراج بـ «مفاوضات بناءة» مع المبعوث الدولي، جرى خلالها «استعراض تطورات الوضع السياسي في ليبيا وتأكيد الحاجة الملحة إلى ضرورة الوصول إلى حل سياسي عاجل للأزمة في ليبيا لرفع المعاناة عن الليبيين، والعمل على استكمال ما تم التوصل إليه، وعدم العودة إلى الوراء».

وأشار السراج إلى التحديات التي تواجه أي تقدم في ليبيا سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو العسكري، «ما يتطلب من كافة المكونات الارتقاء إلى مستوى الحدث». ولفت إلى أنه خلال مناقشة خريطة الطريق المقترحة، في الاجتماع الأخير في باريس والاجتماعات الأخرى مع الأطراف السياسية، جرى تأكيد أن الاتفاق السياسي هو أساس أي حوار، كما دعيت الأطراف كافة إلى أداء واجباتها، مشيراً إلى أنه طلب من المبعوث الدولي التواصل مع مختلف الأطراف في هذا الإطار.

وأبلغت «الحياة» مصادر مطلعة على الاجتماع بين السراج وسلامة بحضور وزير الخارجية الليبي محمد طاهر سيالة، ان سلامة حرص على الاستماع الى شرح مفصل من السراج للازمة والحلول المقترحة، وذلك ليتمكن من تحليل الوضع والتوصل الى استنتاجات مفيدة من خلال محادثاته مع مختلف الاطراف.

وفي هذا الاطار توجه سلامة إلى مدينة القبة (شرق) للقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وعدد من النواب.

وعلمت «الحياة» ان المبعوث الدولي يسعى إلى ترتيب لقاء بين السراج وعقيلة صالح في محاولة لتجاوز معارضة الأخير الاتفاق الذي ابرم في باريس بين رئيس حكومة الوفاق وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، في شأن وقف النار والتحضير لانتخابات.

وكان سلامة وصل الى طرابلس آتياً من تونس التي زارها وروما لإجراء محادثات لم تكشف تفاصيلها، ويتوقع ان يعود الى روما مجدداً. وثمة تكهنات بأن الأمم المتحدة تريد الاطلاع على مضمون الاتفاق الذي ابرمه السراج مع الإيطاليين للحصول على دعمهم جهود البحرية الليبية في مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط.