الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
«التحالف» يستعيد أسلحة فصائل في «الجيش الحر»
مع دخول معركة الرقة مراحلها الحاسمة واقتراب «قوات سورية الديموقراطية» من طرد «تنظيم داعش» من جنوب الرقة بأكمله، وقطع المنفذ الأخير للتنظيم على نهر الفرات، حذرت مصادر سورية من أن «داعش» قد يتجه إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في الرقة كرد على إحكام الحصار حوله. في موازاة ذلك، أكدت مصادر موثوق فيها لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة استعاد الأسلحة التي زود بها فصائل «قوات أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية» و «لواء شهداء القريتين». وتعمل الفصائل الثلاثة، المنضوية في إطار «الجيش السوري الحر»، في البادية والجنوب السوري. ونقل «المرصد» عن المصادر، أن «التحالف» استعاد الأسلحة التي أمد بها هذه الفصائل، بعدما رفضت شروطه لمواصلة الدعم وعلى رأسها عدم قتال القوات النظامية والتركيز على قتال «داعش».

وتمر العلاقات بين فصائل المعارضة السورية وواشنطن بمرحلة من الغموض والتوتر، زادها انسحاب قائد فصيل «لواء شهداء القريتين» وعناصر مقربة منه من «معسكر التنف» على الحدود السورية - الأردنية - العراقية بعد رفض شروط واشنطن.

وعلى رغم استياء فصائل من التغييرات في استراتيجية واشنطن، إلا أن الكثير منها يريد انتهاج عمل براغماتي في التعامل مع الأزمة. وأشار بعضها إلى أنه إذا كان الانتقال السياسي في سورية ما زال أولوية لواشنطن سيجد الطرفان، أميركا والمعارضة، أرضية مشتركة للتعاون والتنسيق. وعمد «لواء شهداء القريتين» إلى إصدار بيان أكد فيه أنه تم الاتفاق بين «شهداء القريتين» وقيادة «التحالف الدولي» على حل الأمور العالقة بينهما، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.

لكن مصادر موثوق فيها، أفادت لـ «المرصد السوري» بأن بيان «شهداء القريتين» تم تعديله. وأن هناك بياناً آخر، لم يُنشَر، حصل «المرصد» على نسخة منه يتضمن نقداً لاذعاً ضمنياً من الفصائل لواشنطن. وتضمن البيان تساؤلات حول «صمت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) على تقدم الميليشيات الإيرانية في عموم سورية والبادية السورية خصوصاً»، و «عدم السماح لنا بصد الهجوم الإيراني المتقدم على طريق دمشق- بغداد»، و «منعنا من التقدم وتحرير أرضنا من داعش والتزامنا البقاء في معسكر التنف» و «إصرار البنتاغون على نقل مغاوير الثورة، أحد فصائل الجيش الحر، إلى منطقة الشدادي في محافظة الحسكة»، و «قلة الدعم والشروط الصعبة لقبول مقاتلين جدد».

ويأتي التوتر بين الفصائل وواشنطن، فيما تشهد البادية السورية معارك عنيفة بين القوات النظامية وحلفائها من جهة، و «لواء شهداء القريتين» و «جيش أسود الشرقية» و «قوات أحمد العبدو» من جهة أخرى. وتمكنت القوات النظامية من تحقيق تقدم على حساب الفصائل، ومحاصرتها في مناطقها.

وأدى تراجع الفصائل في البادية والجنوب السوري إلى تمدد القوات النظامية وحلفائها وعلى رأسها الميليشيات الإيرانية. ورحّب السفير الإسرائيلي في روسيا غاري كورين أمس، بالجهود الروسية لإقامة مناطق «خفض التوتر» في سورية، لكنه جدد التحذير من استمرار الوجود الإيراني على الحدود السورية- الإسرائيلية. وأكّد كورين أنّ «مسألة الوجود الإيراني في سورية لم تُحل».

ميدانياً، ومع دخول معركة الرقة مراحلها الأخيرة الحاسمة، تحدثت مصادر موثوقة لـ «المرصد السوري» عن امتلاك «داعش» أسلحة كيماوية في الرقة. وأكدت المصادر أن التنظيم الذي خسر أكثر من نصف المدينة، يحتفظ بأسلحة كيماوية في مناطق وجوده في الرقة، التي كانت تعد معقله الرئيسي وعاصمته في سورية. وحذرت المصادر من أن «داعش» ينوي استخدام هذه الأسلحة مع وصول معركة الرقة إلى مراحلها النهائية.

وتعزز هذه المعلومات مخاوف متزايدة من قبل المنظمات الإنسانية الدولية على حياة عشرات آلاف المدنيين العالقين في المدينة، ومخاوف من استخدام «داعش» إياهم كدروع بشرية. وتمنح المعطيات الميدانية صدقية لامتلاك «داعش» أسلحة كيماوية في الرقة، خصوصاً بعد إعلان «التحالف الدولي» العثور على غاز الخردل في مدينة الموصل العراقية، إثر طرد التنظيم من المدينة.

واشنطن تسحب الأسلحة من «جيش أسود الشرقية» و «أحمد العبدو» و «شهداء القريتين» في الجنوب والبادية

أكدت مصادر موثوقة لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «التحالف الدولي» بقيادة أميركا استعاد الأسلحة التي زود بها فصائل «قوات أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية» و «لواء شهداء القريتين». وتعمل الفصائل الثلاثة، المنضوية في إطار «الجيش السوري الحر» في البادية والجنوب السوري. وأفاد «المرصد» نقلاً عن مصادر موثوقة، بأن «التحالف الدولي» استعاد الأسلحة التي أمد بها هذه الفصائل، بعدما رفضت شروطه لمواصلة الدعم وعلى رأسها عدم قتال القوات النظامية والتركيز على قتال «داعش» وإرسال قوات لقتال التنظيم في الرقة والحسكة، شرقاً.

وكانت مصادر سورية متطابقة قد أكدت أن أميركا أوقفت دعمها الأسبوع الماضي لـ «لواء شهداء القريتين» بعدما رفض اللواء شروط واشنطن، ما دفع قائد اللواء وعدد من العناصر المقاتلة إلى مغادرة معسكر التنف، على الحدود السورية - العراقية - الأردنية الذي تدرب فيه واشنطن فصائل المعارضة السورية.

وأفادت المصادر بأن انسحاب «لواء شهداء القريتين» وإعلانه أنه سيواصل قتال النظام السوري، خلق توتراً بين قيادة «التحالف الدولي» واللواء المدعوم منه سابقاً. وخلال هذه التوترات، عمد «لواء شهداء القريتين» إلى إصدار بيان وردت إلى «المرصد السوري» نسخة منه، جاء فيه أنه جرى الاتفاق بين «لواء شهداء القريتين» وقيادة «التحالف» على حل الأمور العالقة بينهما، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وأفادت مصادر موثوقة لـ «المرصد السوري» بأن بيان «لواء شهداء القريتين» جرى تعديله. وأن هناك بياناً آخر، لم يجرِ نشره، حصل «المرصد السوري» عليه يتضمن نقداً لاذعاً من الفصائل لواشنطن. ومما جاء في بنود البيان تساؤلات من الفصائل للتحالف الدولي من بينها. 1- صمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على تقدم المليشيات الإيرانية في عموم سورية والبادية السورية خصوصاً، على رغم الكلام الصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مواجهة إيران في سورية.

2- عدم السماح لنا بصد الهجوم الإيراني المتقدم على طريق دمشق-بغداد.

3- منعنا من التقدم وتحرير أرضنا من «داعش» والتزامنا البقاء في معسكر التنف.

4- إصرار البنتاغون على نقل «مغاوير الثورة»، أحد فصائل «الجيش الحر» إلى منطقة الشدادي في محافظة الحسكة.

5- قلة الدعم والشروط الصعبة لقبول مقاتلين جدد مقارنة بطريقة التعامل مع «قوات سورية الديموقراطية» التي تتلقى دعما كبيراً وتضم أعداداً كبيرة من المقاتلين في شكل دوري.

وعلى رغم استياء فصائل المعارضة السورية من التغييرات في إستراتيجية واشنطن في ضوء التنسيق المتزايد مع موسكو، إلا أن الكثير من الفصائل تريد انتهاج مقترب برغماتي في التعامل مع الأزمة. ويشير بعضها إلى أنه إذا كان الانتقال السياسي في سورية ما زال أولوية لواشنطن سيجد الطرفان، أميركا والمعارضة، أرضية مشتركة للتعاون والتنسيق.

وتجرى حالياً عملية إعادة هيكلة واندماجات في أوساط فصائل المعارضة من أجل تجنب الأثار السلبية لقرار أميركا وقف برنامج وكالة الأستخبارات الأميركية دعم وتدريب فصائل المعارضة. ووفقاً لإعادة الهيكلة هذه تتجه الفصائل لتشكيل جيش سوري موحد في الجنوب ينخرط في العملية السياسية ويتعهد وقف العمليات القتالية.

وشهدت البادية السورية معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، و «لواء شهداء القريتين» و «جيش أسود الشرقية» و «قوات أحمد العبدو» من جهة أخرى، خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، والتي تمكنت فيها قوات النظام من تحقيق تقدم على حساب الفصائل. وأتاح هذا التقدم لقوات النظام في البادية السورية، محاصرة فصائل المعارضة في المنطقة الممتدة من خط التقدم هذا إلى غربها وصولاً إلى منطقة الأصفر وجنوب مطار السين العسكري.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة