الخميس ٢٨ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ١٦, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
العراق
ترحيب شيعي وكردي بالتحالف الجديد للقوى السنّية العراقية
بغداد – حسين داود 
رحّبت جهات سياسية شيعية وكردية بإعلان قوى سياسية سنية في البلاد عن تحالف جديد يسعى إلى توحيد التكتلات السنية والاستعداد لمرحلة ما بعد التخلص من تنظيم «داعش»، مشددة على أن إعادة الاستقرار وإعمار المدن السنية التي دُمرت خلال العمليات العسكرية ضد التنظيم مرتبطان بتوحد هذه القوى.

وكانت شخصيات سنية عراقية أعلنت أول من أمس عن تشكيل «تحالف القوى الوطنية العراقية» لتمثيل المحافظات المستعادة من «داعش»، ودعت إلى «تجاوز الاحتقان الطائفي ومواجهة محاولات التغيير الديموغرافي» في مرحلة ما بعد التنظيم.

وقال النائب عن «ائتلاف دولة القانون»، عباس البياتي المقرب من رئيس الحكومة، لـ «الحياة» إنه يرحب بانعقاد مؤتمر سياسي في بغداد «هدفه وطني بعيداً من التأثيرات الخارجية». وأشار إلى أن تنظيم القوى السياسية السنية صفوفها في إطار محدد وبرنامج للحوار مع الشركاء أمر ضروري». وشدّد على ضرورة «عدم العودة للتخندقات الطائفية والعمل في الفضاء الوطني لتجنب التقاطعات وتكرار تجربة الماضي، مشيراً إلى أن «مرحلة ما بعد داعش تتطلب جلوس جميع القوى السياسية على طاولة حوار واحدة لتبادل وجهات النظر في شأن المناطق المحررة للإسراع في عودة النازحين والشروع في عملية الإعمار والبناء، خصوصاً أن هذه المدن تعرضت إلى دمار كبير».

ولفت البياتي إلى «أهمية سد الثغرات والأسباب التي من الممكن أن يستغلها الإرهابيون للنفاذ مرة أخرى إلى العراق، عبر استغلال الخلافات السياسية». وأكد أن «توجه قوى سياسية نحو بلورة أطر سياسية معبرة بشكل واضح عن المكونات، خطوة جيدة وجريئة بانتظار المواقف التي ستعلنها هذه القوى». وأضاف أن «الجميع شعر بأن فترة التشرذم انتهت، ولا بد من العمل على الوحدة الوطنية وتوسيع المشاركة السياسية والعمل على استيعاب الملاحظات وتحقيق التوازن والتمثيل الحقيقي للجمهور عبر الانتخابات».

وقال النائب الكردي السابق محمود عثمان في اتصال مع «الحياة» إن «توحّد القوى السياسية السنية أمر جيد، خصوصاً ونحن مقبلون على مرحلة ما بعد داعش»، لافتاً إلى أن المدن السنية مدمرة وتحتاج إلى جهد سياسي وخدمي لإعادة إعمارها، وهذا لن يتحقق من دون توحد القوى السنية». وأضاف أن «القوى السياسية السنية عانت خلال الفترة الماضية من الانقسامات التي انعكست سلباً على أدائهم في العملية السياسية من جهة وعلى جمهورهم من جهة ثانية»، مشيراً إلى أن مسقبل المدن السنية مرهون بمخرجات التحالف السياسي الجديد للقوى السنية.

وكان رئيس البرلمان سليم الجبوري أعلن أول من أمس، خلال مؤتمر موسّع للقوى السياسية السنية في بغداد ومؤتمر متزامن في أربيل، عن تشكيل «تحالف القوى الوطنية العراقية» الذي يهدف إلى ضم جميع القوى والأحزاب السنية في البلاد. وعلى رغم انضواء غالبية القوى السنية في التحالف الجديد، إلا أن نواباً سنّة آخرين عقدوا مؤتمراً منفصلاً الخميس الماضي أعلنوا فيه عن تحفظهم على مؤتمر الجبوري، وأكدوا العمل في شكل منفرد. وقال الجبوري خلال المؤتمر إن «استقرار العراق مرهون بإعادة الاستقرار إلى المناطق المستعادة، وسنعمل على إعادة النازحين وإيجاد حل لمشاكلهم». وأضاف أن «مبادرة تحالف القوى الوطنية تجسيد حي لحصاد السنين العجاف، وهي تعبّر عن رغبة الجميع في التفكير بصوت مرتفع مع كل العراقيين للبدء بصناعة مستقبل هذه المناطق. من هذا المبدأ انطلقت فكرة انعقاد هذا المؤتمر في بغداد».

وأوضح أن «تحالف القوى الوطنية العراقية سيعمل بالتعاون مع الحكومة والجهات التنفيذية الوطنية ومع المنظمات الدولية والدول الداعمة، لإيجاد الحلول السريعة والحقيقية لمشكلة النزوح وإعادة النازحين إلى مناطقهم ليكونوا جزءاً مهماً وعاملاً أساسياً في مشروع إعادة الإعمار».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة