الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ١٦, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
طهران تعتبر «آستانة» نموذجاً لحلول إقليمية
باريس - رندة تقي الدين طهران، جنيف - «الحياة»، رويترز 
أجرى ألكسندر لافرونتيف الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثات في طهران أمس مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في شأن الأزمة السورية، وفق ما نقلت وكالة «مهر» الإيرانية. وفي غضون ذلك، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين في جنيف أمس، أن مطلب إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد تراجع، وهذا يتيح فرصة لتحقيق تقدم لحل الأزمة السورية.

ونقلت وكالة «مهر» عن شمخاني تأكيده أن المبادرة السياسية التي تمثلت بعقد محادثات آستانة برعاية ثلاثية يمكن أن تشكل نموذجاً لإنهاء الأزمات في المنطقة. وأفادت بأن شمخاني ولافرونتيف ناقشا أحدث التطورات في المنطقة، خصوصاً سورية والتعاون لمحاربة الإرهاب.

وأشار شمخاني لدى لقائه مبعوث الرئيس الروسي إلى أن معظم أهداف اجتماع آستانة تحقق، مؤكداً أهمية التعاون بين إيران وروسيا من أجل تثبيت النجاحات الميدانية والخطط والمبادرات السياسية. وشدد على التزام إيران متابعة الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية، قائلاً أن الخيار العسكري سيكون مؤثراً لدى استخدامه ضد الجماعات التي ترفض تسليم السلاح.

وعلق المسؤول الإيراني على القلق الذي أبداه بعض المسؤولين في المنطقة تجاه المبادرة الإيرانية- الروسية- التركية، معتبراً أن «قلقهم لا يعود إلى حرصهم على الشعب السوري، وإنما إلى ضعف الجماعات التي يدعمونها». وأضاف شمخاني أنه «إذا لم تغير هذه الدول سياساتها فلن يكون لها دور بنّاء في الحركة السياسية لمستقبل المنطقة»، واصفاً المبادرة السياسية الثلاثية في اجتماع آستانة بأنها نموذج يمكن تعميمه لإنهاء الأزمات.

وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب في حديث إلى «الحياة»، أنه أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بقاء بشار الأسد في منصبه «يعزز الفوضى ويرسخ المنظمات الإرهابية ويجلب المزيد من الميليشيات الطائفية ويؤجج الكراهية، وأن الوسيلة الأنجح هي تقديم الأسد للمحاكمة». وأردف: «الأسد فقد الشرعية بعد أن ثبت تورطه في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري. وجهودنا مستمرة لتوضيح الأخطار الناجمة عن بقائه في الحكم، خصوصاً في ما يتعلق بدعمه الجماعات الإرهابية وإمعانه في إضعاف مؤسسات الدولة عبر الارتهان للميليشيات الطائفية وللقرار الخارجي، إلا أن من المؤسف أن المجتمع الدولي يبدي تراخياً غير معهود إزاء الجرائم التي يرتكبها بشار الأسد ونظامه».

من جهة أخرى، أعرب لافرونتيف عن دعمه الدور البناء الذي تضطلع به إيران لحل الأزمة السورية سلمياً، وشدد على أن التعاون الميداني بين إيران وروسيا وسورية «سيستمر ضد الإرهابيين الذين لا يلتزمون الحل السياسي».

وفي جنيف، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بورودافكين للصحافيين أمس، أن المحادثات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة تمثل فرصة لتحقيق تقدم، لأن مطالب إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد تراجعت. ويتضارب الموقف الروسي مع موقف المعارضة السورية.

وزاد أن نجاح وفد موحد ممثل للمعارضة سيعتمد على استعداده للتوصل إلى حلول وسط مع فريق الأسد. وقال: «إذا كانوا مستعدين لإبرام اتفاقات مع وفد الحكومة فهذا أمر أساسي. أما إذا انزلقوا مجدداً... لتحذيرات وشروط مسبقة ليست واقعية فهذا لن ينجح. بل سيقود المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة إلى طريق مسدود».

وكانت هيئة المفاوضات وداعموها الدوليون يطالبون دوماً برحيل الأسد، وهو ما قوبل برفض قاطع من روسيا التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تحافظ على توازن القوى في سورية بسبب تدخلها العسكري وتحالفها مع الرئيس السوري. لكن، على مدى العام الأخير تكبدت المعارضة هزائم عسكرية على يد الجيش السوري وقوات أخرى مؤيدة للأسد، ولا يدعو الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو الرئيس الفرنسي ماكرون لإطاحة الأسد على الفور. ولم تنجح مفاوضات جنيف إلا في تحديد الموضوعات التي تجب مناقشتها وهي صوغ دستور جديد وإصلاح نظام الحكم وإجراء انتخابات جديدة ومحاربة الإرهاب.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة