السبت ٢٠ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ١٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
دي ميستورا يدعو لإشراك الأكراد في الدستور بعد «تجاوز أسوأ السيناريوات»
موسكو – رائد جبر 
أعرب المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا عن تفاؤل بدفع التسوية في سورية قبل حلول نهاية العام. وقال دي ميستورا إنه ينوي تنظيم أربع جولات تفاوضية خلال الشهور المقبلة، مؤكداً أن سورية «تجاوزت أسوأ السيناريوات».

وأفاد دي ميستورا في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، بأن التطور الأسوأ بالنسبة إلى سورية كان «أن تترك لمصيرها ويتم تجاهل الأزمة»، ما يحولها إلى أزمة مستعصية ودائمة على غرار الوضع في الصومال. واعتبر المبعوث الأممي أن سورية «تجاوزت هذا السيناريو، بدليل تركيز قادة العالم على أولوية تسهيل التوصل إلى اتفاقات وتسوية الأزمة بأبعادها المختلفة».

وشدد على «اتضاح الأولويات عند كل الأطراف من خلال الإدراك أن المهمة الرئيسة هي محاربة تنظيم داعش وتحرير الرقة ورفع الحصار عن دير الزور»، قائلاً إن هذه «أولويات مشتركة، تضاف إليها مهام تخفيف التصعيد والمساعدات الإنسانية وتنظيف الألغام وملف المعتقلين، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار في البلاد والذي يمر فقط عبر الحل السياسي».

ولفت إلى أن الجهد المبذول حالياً، (في جنيف) يقوم على «التحضير لتلك اللحظة عندما تكون الظروف مواتية لتحقيق تقدم في الملفات المطروحة... ما نقوم به هو تحضير المعارضة، التي كانت منقسمة بشدة، والآن يوجد في ما بينها تواصل... المعارضة تتجه إلى موقف موحد على الأمور الدستورية وحتى على النقاط الـ12 التي شملتها الورقة المقدمة إلى مفاوضات جنيف قبل عام (الإشارة إلى ورقة المبعوث الأممي) وهو أمر كان غير قابل للتصور قبل عام».

واستدرك أن «القرار الأممي 2254 هو الطريق الأساسي. والوضع الراهن ما زال لا يؤسس للحديث عن انفراجة، لكننا نعمل على آليات لتطبيق القرار الدولي عملياً».

وأكد دي ميستورا ضرورة إشراك المكون الكردي في النقاشات حول الدستور، مشيراً إلى أن «الأكراد جزء أساسي من المجتمع السوري وعندما يحين الوقت سيكون صعباً تجاهل أي طرف، لكن لا ننسى أن الطرف الكردي ممثل حالياً في المعارضة».

وزاد أنه «فوجئ أخيراً بمدى التقارب الحاصل بين أطراف المعارضة»، التي قال إن لديها «أرضية مشتركة واسعة، وهي حتى ليست بعيدة كثيراً عن القضايا التي يطرحها وفد الحكومة مثل السيادة وسلامة الأراضي ووحدة سورية». واعتبر أن «ثمة مقاربة ناضجة لدى الأطراف المختلفة حالياً، خصوصاً على خلفية الجدية التي أظهرتها واشنطن وموسكو لدفع ملف التسوية». لكنه استبعد في الوقت ذاته، توحيد وفد المعارضة السورية حالياً، وقال إن المواقف تبدو متقاربة لكن من المبكر الحديث عن وفد موحد.

وأكد دي ميستورا نيته الدعوة إلى جولات تفاوضية عدة قبل نهاية العام، واعتبر أن ما يجرى حالياً هو «التمهيد لإنشاء وضع يمكننا معه أن نقول إن عملية سلام حقيقية تجرى في جنيف». وقال أنه يأمل بأن تنعقد ثلاث أو أربع جولات، قبل نهاية العام «لأننا نأمل مع نهاية 2017 بأن تكون لدينا صورة مختلفة في سورية».

وشدد على أن المحاور الأساسية للمفاوضات في جنيف هي «السلات الأربع التي أقرت في الجولة الماضية»، لكنه استدرك أن «الإصلاح الدستوري أمر مهم جداً». وقال إنه يدرك «أن روسيا عندما دفعت بهذا الملف في آستانة، قوبلت بمواقف تدعو إلى مناقشته في جنيف، وأنا أتفق بأن هذا الملف مكانه جنيف كما أن آستانة هي المكان المثالي لمناقشة مسائل تخفيف التصعيد».

على صعيد آخر، أعلنت الخارجية الكازاخية عن ترحيبها بتوصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق على الهدنة في جنوب سورية. واعتبر بيان أصدرته الوزارة «بدء سريان الهدنة خطوة عملية أخرى نحو وقف شامل للأعمال القتالية في كل أراضي سورية». ودعت الوزارة «كافة القوى الساعية لتسوية عاجلة للنزاع بما في ذلك الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، إلى الامتثال الكامل لوقف الأعمال القتالية». وأكدت دعمها لجهود موسكو وواشنطن، وشددت على أهمية مواصلة المفاوضات بالتوازي في مساري جنيف وآستانة.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة