السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ١٠, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
السودان/جنوب السودان
سلفاكير: لو أُعيد الاستفتاء لاختار الجنوبيون الانفصال
الخرطوم - النور أحمد النور 
مرت أمس ذكرى 6 سنوات على انفصال جنوب السودان عن السودان من دون احتفالات رسمية، في دولة قضت نصف عمرها في حرب أهلية مدمرة لم تخلف سوى القتل والتشريد والمجاعة.

وخلت جوبا أمس، من أي مظاهر للاحتفال بذكرى الاستقلال ولم تُرفع أي لافتات تمجد الاستقلال، بل كانت الأجواء مثقلة بالحزن لاستمرار الحرب والنزوح وفقدان الأمن، فيما تذكرت العائلات ضحايا المواجهات الدامية والتشرد والحياة القاسية التي يعيشونها.

وقال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، إن الشعب ليس نادماً على التصويت لمصلحة الانفصال خلال استفتاء عام 2011 «التاريخي». وأكد في خطاب شعبي أمس بمناسبة الذكرى السادسة لـلاستقلال أن «الجنوبيين سيختارون الانفصال لو أُعيد الاستفتاء». وأقر سلفاكير أن بلاده «تواجه تحديات في الجانبين الأمني والإنساني»، مبيناً أن الحكومة «وضعت خططاً وبرامج بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتدارك الوضعين الغذائي والأمني المتدهورين». وأضاف: «كان الناس يتساءلون عن مدى قدرتنا على إدارة مرحلة ما بعد الاستقلال، لكن من خلال الالتزام الذي أظهرناه منذ الاستقلال كحكومة وشعب، أقول إن شعب جنوب السودان ليس نادماً على الانفصال، وإذا تم إجراء الاستفتاء مرة أخرى فإن شعبنا سيختار الحرية».

وجدد رئيس جنوب السودان مناشدته المجموعات المتمردة بـ «الاستجابة لنداء السلام، والالتحاق بالحوار الوطني، والالتزام بإعلان وقف النار».

ولم تكن السنوات الست التي عاشتها دولة جنوب السودان بعد انفصالها عن السودان ورفع علمها في العاصمة جوبا عند الساعة الواحدة و40 دقيقة من ظهر التاسع من تموز (يوليو) 2011 أعواماً وردية، إذ انسلخت 2195 يوماً كالحة من شعب لم يهنأ خلالها بالأمن والاستقرار الذي كان ينتظره.

وبعد أن حضرت في 9 تموز 2011، كبار الشخصيات العالمية مع حشود السودانيين الجنوبيين، مراسم الاحتفال بالاستقلال عن السودان، بعد عقود طويلة من الحرب الأهلية، اندلعت الحرب مجدداً في كانون الأول (ديسمبر) 2013 في الدولة الوليدة، إثر اتهام سلفاكير نائبه السابق رياك مشار بالتواطؤ للانقلاب عليه.

وشهدت الحرب انتهاكات عرقية وعنفاً جنسياً ووحشية مفرطة دفع مدنيون ثمنها. وأُجبر نحو ثلث السكان على الفرار من منازلهم ما أدى إلى إحدى أسوأ أزمات اللجوء في العالم، كما قتل عشرات الآلاف، فيما لا تزال المجاعة ونقص الغذاء يهددان ملايين آخرين.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ديفيد شيرر في رسالة بمناسبة الذكرى السادسة للاستقلال: «بالنسبة إلى العديد من الناس هذه الذكرى ليست احتفالاً، لأن هناك حرباً ومجاعة، ولا يزال مواطنون كثر ينتظرون ثمار حرب التحرير والاستقلال. أتمنى أن يعيش شعب جنوب السودان في الدولة التي يستحقها، في بلد يلتزم قادته بالسلام، وتُسخَّر موارده لمصلحة المواطن».

وصرح قيادي جنوبي معارض يعيش في الخرطوم لـ «الحياة» أمس: «ضاع حلم 8 ملايين جنوبي بالفردوس المفقود وتحولت آمالهم بدولة الحرية والعدالة والرفاهية إلى كوابيس بعدما عصفت رياح الخلافات والصراع على السلطة بقادة حزب الحركة الشعبية الحاكم، وبدلاً من تبادل الأنخاب بدولة كانت في مخيلتهم، صار الجنوب مسرحاً مفتوحاً لحفلات قتل وتعذيب ودماء ودموع ووسط تدهور الاقتصاد في البلاد لدرجة اضطرت الحكومة إلى إلغاء الاحتفال بالانفصال للمرة الثانية على التوالي، وباتت الدولة عاجزة عن دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وقوات الجيش والشرطة طيلة الأشهر الثلاثة الماضية».

واعترف وزير المالية ستيفن ديو داو أمس، بأن بلاده تواجه انهياراً مالياً خطراً مع عدم ظهور أي آفاق اقتصادية إيجابية في البلاد.

في المقابل، لا يزال السودان الذي كان يعتقد أن الانفصال ستكون نهاية لمتاعبه الأمنية والاقتصادية، يتحمل أعباء فوق طاقته إذ عاد إليه منذ 5 سنوات أكثر من مليون جنوبي، بينما يعبر نحو 600 مواطن أسبوعياً إليه، إذ تمتد الحدود بين الدولتين على أكثر من ألفي كيلومتر. ويجعل التداخل السكاني الدولتين تتأثران بما يجري على جانبي الحدود.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يبحث «الانتقال الديمقراطي» في الخرطوم
ملاحظات سودانية على مسودة الحلو في مفاوضات جوبا
«الجنائية الدولية» تتعهد مواصلة مطالبة السودان بتسليم البشير
تعيين مناوي حاكماً لدارفور قبل اعتماد نظام الحكم الإقليمي
مقتل سيدة وإصابة 8 أشخاص في فض اعتصام جنوب دارفور
مقالات ذات صلة
وزير داخلية السودان يتوعد «المخربين» بـ«عقوبات رادعة»
تلخيص السودان في لاءات ثلاث! - حازم صاغية
"ربيع السودان".. قراءة سياسية مقارنة - عادل يازجي
"سَودَنة" السودان - محمد سيد رصاص
تعقيدات الأزمة السودانية - محمد سيد رصاص
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة