أجرى مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي، محادثات في الخرطوم شملت مسؤولين بالحكومة وقوى المعارضة وقادة المجتمع المدني، ركزت على قضايا السلام والتحول الديموقراطي عبر الحوار، كما ناقشت التعاون المشترك في ملفات مكافحة الهجرة غير الشرعية وغيرها.

والتقى مسؤول الشؤون الافريقية في الاتحاد الأوروبي كوين فيرفايك، إبراهيم محمود حامد، مساعد الرئيس السوداني، وناقش معه التعاون المشترك، وتحقيق السلام في السودان وتعزيز حقوق الإنسان، الى جانب قضايا اقليمية بينها الأزمة في ليبيا والسلام في جنوب السودان.

وإجتمع فيرفايك لاحقاً مع ممثلين للمعارضة من تحالف قوى «نداء السودان»، بجانب قادة المجتمع المدني، واستمع إلى آرائهم حول عملية تحقيق السلام والتحول الديموقراطي في السودان.

وقال نائب رئيس «حزب المؤتمر السوداني» خالد عمر، إن المعارضة ابلغت المسؤول الاوروبي بموقفها من الحوار مع الحكومة، وأن الحوار الوطني الداخلي لن يحل الأزمة ولن تكون المعارضة جزءاً منه.

وأضاف: «أخــطرناه بأن المعارضة لن تكون جزء من اي عملية لن تحدث تغييراً واضحاً، وان النظام ليست لديه القدرة ليكون جزءاً من أي معادلة للاستقرار، كما أخطرناه ان الشعب لديه طرق للمقاومة».

واوضح أن النقاش تطرق الى العلاقات بين السودان والاتحاد الأوروبي، اذ طلبت المعارضة أن تكون العلاقات مع الشعب السوداني وليس النظام، باعتبار ان الانظمة إلى زوال.

وكان مـــساعد الرئيس أكد خلال لقائه المسؤول الأوروبي، حرص السودان على تعزيز علاقته مع الاتحاد الأوروبي بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز التعاون في القضايا الاقليمية والدولية.

وتشهد علاقات السودان بالاتحاد الأوروبي تعاوناً وثيقاً في مجالات عدة، على رأسها مكافحة الهجرة غير الشرعية، اذ يعد السودان دولة معبر للمهاجرين الافارقة إلى اوروبا.

وأطلع مساعد البشير المسؤول الأوروبي، على الأوضاع في السودان خصوصاً في ما يتعلق بسير عملية الحوار الوطني وتنفيذ توصياته عبر حكومة الوفاق.

وقال كوين فيرفايك في تصريحات صحافية، إن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية التي تمكن مناقشتها مع السودان وفي مقدمها الاوضاع في ليبيا وجنوب السودان والازمة الخليجية وقضايا حوض النيل.

وأشار إلى أن السودان احرز تقدما ملحوظاً على صعيد الوضع الداخلي ويتعاون بصورة بناءة مع الاتحاد الأوروبي، وزاد: «وهذا ما يهمنا».

واوضح أن الغرض من الحوار هو أن يجد السودان طريقه لتحقيق السلام الداخلي، لافتاً إلى اهمية وقف اطلاق النار حتى يستمر الحوار الوطني لايجاد حلول سياسية وتعزيز حقوق الإنسان والمشاركة السياسية، وتابع: «أعتقد اننا والسودان نسير في الاتجاه الصحيح في هذه القضايا».

على صعيد آخر، قال متمردون في جــنوب السودان إن الحكومة تشن هجوماً يستهدف معقلهم في شمال شرقي البلاد في حين أعلنت الأمم المتحدة إجلاء ما لا يقل عن 25 عامل إغاثة في ظل تصاعد الاشتباكات في بلدة باجاك.

وافاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنه يشعر بقلق شديد على المدنيين بسبب القتال. وسقوط باجاك في شمال شرق ولاية أعالي النيل، سيمثل ضربة قوية للمتمردين الذين نفدت مواردهم المالية ويخضع زعيمهم رياك مشار للإقامة الجبرية في جنوب أفريقيا.

وكانت باجاك القاعدة الأساسية للتمرد منذ 2014. وتقع في قلب موطن قبائل النوير على الحدود مع إثيوبيا.

وبدأت الحرب الأهلية في جنوب السودان في كانون الأول (ديسمبر) 2013 عندما أقال الرئيس سلفاكير ميارديت المنتمي الى قبائل الدنكا، نائبه مشار المنتمي إلى قبائل النوير من منصبه.

ومنذ ذلك الحين تشرد نحو ربع السكان البالغ عددهم 12 مليوناً وعانت أجزاء من البلاد من المجاعة مطلع هذا العام.