الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٨, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
مصر
«هيومن رايتس»: مصر تعتقل طلاباً من الأويغور الصينيين
القاهرة - رويترز 
قال طلاب ينتمون لأقلية الأويغور المسلمة في الصين ومنظمة «هيومن رايتس ووتش» إن السلطات المصرية ألقت القبض على عشرات من زملائهم المقيمين في مصر هذا الأسبوع ما يثير مخاوف من احتمال ترحيلهم إلى الصين حيث يخشون أن يكون مصيرهم السجن.

ووفقاً لطلاب من الأويغور والمنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان التي مقرها نيويورك، فإن الاعتقالات بدأت في الثاني من تموز (يوليو)، وإن السلطات اعتقلت طلاباً غالبيتهم من الذكور من محال تجارية ومطاعم ومساكن للطلاب في القاهرة.

وقال طلاب لـ «رويترز» إنه جرى أيضاً احتجاز طلاب من الأويغور في مطاري القاهرة والإسكندرية أثناء محاولتهم الفرار بعد بدء الاعتقالات. ولم يصدر تعقيب حتى الآن من السلطات المصرية.

ويتحدث الأويغور لغة مشتقة من التركية ويعيشون في منطقة شينغيانغ في أقصى غرب الصين. وتوفي المئات من الأويغور الذين يقدر عددهم بحوالى عشرة ملايين شخص في شينغيانغ في السنوات القليلة الماضية غالبيتهم في اضطرابات بينهم وبين غالبية الهان العرقية الصينية.

واتهمت حكومة بكين متشددين بالمسؤولية عن الاضطرابات بينما قالت جماعات حقوقية ومنفيون إن الغضب من قيود صينية مشددة على الممارسات الدينية وثقافة المسلمين هو السبب الرئيس. ودأبت السلطات الصينية على نفي أي قمع في شينغيانغ.

وقالت الباحثة في شؤون آسيا في «هيومن رايتس» مايا وانغ إنه «في الأشهر الماضية أمرت السلطات الصينية الطلاب الأويغور الذين يدرسون بالخارج ومنها مصر بالعودة إلى البلاد. هناك تقارير بأن السلطات الصينية احتجزت أفراداً من أسر هؤلاء الطلاب لإجبارهم على العودة».

وقالت «هيومن رايتس» إنه لم يتضح سبب إقدام السلطات المصرية على الاعتقالات الجماعية هذا الأسبوع. وقالت مايا وانغ «أوضاع معاملتهم وأماكنهم وأحوالهم غير معروفة لكننا نعتقد أن الكثير منهم سيواجهون الترحيل قريباً». وتواجه مصر تمرداً متزايداً يتركز في منطقة سيناء.

وفر عبد الله، الذي طلب عدم ذكر اسمه الحقيقي خوفاً على أهله في الصين، إلى تركيا بالطائرة الأربعاء الماضي مع حوالى 20 آخرين منهم نساء وأطفال بمجرد سماعهم عن الاعتقالات.

وقال إن آخرين لم يحالفهم الحظ. وأبلغ «رويترز» عبر تطبيق «واتساب» للرسائل الفورية: «احتجزت الشرطة المصرية حوالى 30 شخصاً جميعهم شبان في المطار (الخميس) وأعلنت أنهم سيعادون إلى الصين».

وأظهرت تسجيلات فيديو نشرها طلاب ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي رجالاً قيل إنهم من الأويغور يجلسون على ظهر شاحنة وأيديهم مكبلة وراء ظهورهم. وظهر في تسجيلات فيديو أخرى ما بدا أنهم أناس بعضهم راكعون والبعض الآخر واقفون في مجموعات بعد احتجازهم.

وقال فخر الدين الرازي وهو طالب من الأويغور في «جامعة الأزهر» في القاهرة «الصينيون نقلوا إلى مركز شرطة ويجري الآن الإعداد لترحيلهم إلى الصين. سوف يعيدوهم إلى الصين حيث سيواجهون تهم الإرهاب وهم سوف يسجنون أو يعدمون».

وما زال الرازي في القاهرة وقال عبر «واتساب»، إن الأويغور في مصر خائفون لأنهم يعرفون المصير الذي ينتظرهم في الصين.

* دراسات إسلامية في مصر

جاء عبد الله إلى مصر في العام 2011 لتعلم اللغة العربية وتلقي دراسات إسلامية في «جامعة الأزهر» نظراً لعدم السماح بمثل هذه الدراسات في الصين. وقصته مطابقة للطلاب الذين جرى اعتقالهم هذا الأسبوع.

وقال إن لديه كل التصاريح الضرورية من مصر والصين للإقامة والدراسة في القاهرة لكن الصين بدأت العام الماضي حملة على الطلاب الأويغور في الخارج وعلى أسرهم في الداخل.

وقال عبد الله إنه لم يتحدث مع أسرته في الصين منذ حوالى عام لهذا السبب. وأضاف أن السلطات الصينية بدأت بالقبض على أناس يرسلون أموالاً إلى طلاب يدرسون في الخارج. وأضاف «طُلب من بعضنا، تحت ضغوط، العودة إلى الصين... وتحت إكراه تعرضت له أسرهم عاد بعض زملائي وظل البعض في مصر وفر البعض إلى دول مجاورة مثل تركيا».

وقال إن السلطات الصينية ألقت القبض على بعض العائدين وحكمت عليهم بالسجن غالبيتهم بسبب دراساتهم الإسلامية. وأضاف أن الحملة التي شنتها السلطات المصرية كانت مفاجئة له، موضحاً أن الذين لم يتمكنوا من الفرار من مصر تركوا منازلهم خشية اعتقالهم.

وقال طالب أزهري آخر فر من البلاد لكنه رفض ذكر اسمه إنه يريد مواصلة دراساته لكنه يرى أن من المستحيل العودة إلى مصر في الوقت الحالي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ حينما سأله الصحافيون أول من أمس عما إذا كان صحيحاً أن مصر احتجزت طلاباً من الأويغور «وفقاً لما أعرفه في الوقت الحالي فإن السفارة الصينية في مصر أرسلت بالفعل مسؤولين قنصليين للقيام بزيارة قنصلية». ولم يقدم تفاصيل.

وذكرت وسائل إعلام رسمية مصرية أن وزارة الداخلية المصرية وقعت في أيلول (سبتمبر) على اتفاق تعاون فني مع وزارة الأمن العام الصينية يشمل دعماً صينياً للجهود المصرية لمكافحة الإرهاب وتوثيق التعاون الأمني.

وسافر مئات وربما آلاف من الأويغور الساعين إلى الفرار من الاضطرابات في شينغيانغ في الخفاء عبر جنوب شرقي أسيا إلى تركيا التي يوجد بها عدد كبير من المغتربين الأويغور.

وفي العام 2015 أعادت تايلاند حوالى مئة من الأويغور إلى الصين في خطوة أثارت الغضب في تركيا وزادت القلق بين منظمات حقوقية وفي الولايات المتحدة في شأن احتمال تعرضهم لانتهاكات. وقالت الصين في وقت لاحق إن بعضهم مشتبه بهم في جرائم «إرهابية».

وقالت مايا وانغ إن «للصين سجل في التعذيب والإخفاء والاعتقال التعسفي للأويغور فضلاً عن الطبيعة المسيسة للإجراءات القضائية في قضايا سابقة شملت ترحيلاً قسرياً ما يثير قلقاً شديداً من احتمال أن يتعرض هؤلاء الأفراد لتعذيب أو معاملة سيئة إذا جرى ترحيلهم».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة