السبت ٢٠ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
«آستانة» نحو تثبيت الهدنة في ثلاث مناطق وإيران تعقّد «هدنة الجنوب»
موسكو- رائد جبر لندن - «الحياة» 
حققت مفاوضات آستانة في شأن الأزمة السورية تقدماً بتوافق الأطراف المشاركة على إقامة مركزين لمراقبة مناطق «خفض التوتر»، أولهما أردني- روسي- أميركي، والثاني تركي- روسي. وأوضحت مصادر في آستانة لـ «الحياة» أنه تم الاتفاق على أن يتبادل مركزا المراقبة المعلومات، موضحة أن أحد المركزين سيعمل في الأردن والآخر مناصفة بين تركيا وسورية. في غضون ذلك، أعلن المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتييف أن روسيا قد تنشر قواتها لضبط حدود مناطق «خفض التوتر» ومراقبتها خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد التوصل إلى اتفاق مع تركيا وإيران. وقال لافرنتييف للصحافيين عقب سلسلة من الاجتماعات في آستانة، إن موسكو وأنقرة وطهران «لم توافق بعد على تفاصيل الخطة».

وتحدثت مصادر مطلعة عن «تفاهم تقريبي» بين الأطراف المشاركة حول خرائط جميع مناطق خفض التوتر في سورية. وقالت مصادر لـ «الحياة»، إن «كل التفاصيل المتعلقة بآليات الرقابة على وقف النار ومراقبة الحركة والحواجز تم تنسيقها على رغم بروز خلافات في البداية بين أنقرة وطهران لكن الجانب الروسي سعى إلى تذليلها»، موضحة أن الوثيقة الختامية لمحادثات آستانة قد لا تضم جميع مناطق «خفض التوتر» الأربع.

ولفتت المصادر إلى أن طهران وموسكو «متفقتان على تأجيل البت في حدود إقامة المنطقة الجنوبية وتفاصيلها»، موضحة أن «المنطقة الجنوبية»، وتضم القنيطرة ودرعا والسويداء وفقاً لخطوط التماسّ، ستتم مناقشتها بين روسيا والولايات المتحدة. وأبلغت مصادر في آستانة «الحياة»، أن الأطراف الضامنة اتفقت على تأجيل البت في موضوع «هدنة الجنوب»، في ما بدا تريثاً إلى حين اتضاح الموقف الأميركي و «على أمل التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن» حول هذه المنطقة بعد اللقاء الأول الذي يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب يوم الجمعة المقبل خلال قمة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية.

وأشار مصدر مطلع إلى أن إيران دعت إلى تأجيل البحث في موضوع «هدنة الجنوب» وتريد طرح رؤية مختلفة عن خطوط التماس الحالية هناك. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر مقرب من المفاوضات قوله، إنه «حتى الآن تم التوصل إلى التوافق حول الغوطة الشرقية وحمص، توجد خلافات في شأن الشمال والجنوب وسنقوم بمناقشتها حالياً»، مضيفاً: «لقد تم حل كل الاختلافات حول منطقة الرستن»، في ريف حمص. وأضاف أنه ستتم إقامة المناطق لمدة 6 أشهر مع إمكان التمديد.

وأفادت مصادر مطلعة بأن «هدنة الجنوب» على وجه التحديد لن تكون سهلة، مشيرة إلى تقارير تربط «هدنة الجنوب» بإقامة منطقة عازلة، قد تمتد إلى نحو 128 كيلومتراً من مدينة الطبقة في الشمال، حتى بلدة الكرامة في وادي الفرات. وأوضحت أن إيران وحلفاءها يعارضون وقف تمددهم في شرق سورية وجنوبها، خصوصاً أن الهجوم يسير لمصلحتهم. ولفتت المصادر إلى أن الهدنة التي أعلنتها القوات النظامية السورية في الجنوب قبل يوم من انطلاق آستانة والتي تنتهي غداً الخميس، كانت نتيجة تفاهم أميركي- روسي، خلال محادثات سرِّية عُقدت في عمَّان، السبت الماضي.

في موازاة ذلك، أكد رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، أن الموضوع الوحيد المطروح في المفاوضات هو آليات تطبيق مذكرة «خفض التوتر». ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن الجعفري قوله: «لقد بحثنا طوال اليوم مع الوفدين الروسي والإيراني آليات تطبيق مذكرة مناطق خفض التوتر، ولم نتوصل إلى النتائج النهائية لمناقشتنا، لا نزال نتفاوض حول هذا الموضوع الحساس جداً».

وقال مصدر مطلع إن جميع المشاركين في الاجتماع وافقوا على فكرة تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية في سورية. وتابع قوله: «البيان (الذي سيتم اعتماده في آستانة اليوم) سيتضمن بند تشكيل لجنة المصالحة الوطنية... ومن المقرر أن يتشكل من ممثلي السلطات السورية والسكان المحليين ذوي النفوذ، والوجهاء، وستناقش هناك المسائل الداخلية، بما في ذلك مسألة الأمن. وسيقتصر على السوريين فقط، من دون وسطاء». وأضاف: «الجميع موافقون على فكرة إنشاء اللجنة. كانت هناك مخاوف من أن هذه العملية ستكون بديلاً من جنيف، لكن هذه المخاوف تبددت».

ميدانياً، اخترقت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) سور المدينة القديمة في الرقة بعد غارات لـ «التحالف الدولي» أدت إلى فتح ثغرتين فيه، ما يعد تقدماً نوعياً لـ «سورية الديموقراطية» في معركتها في الرقة ضد «تنظيم داعش».

وفي تغريدات على موقع «تويتر»، قال الموفد الأميركي لدى التحالف الدولي المناهض لـ «داعش» بريت ماكغورك، إن دخول المدينة القديمة في الرقة يعد «نقطة تحول في حملة تحرير المدينة».

«آستانة» نحو تثبيت الهدنة في ثلاث مناطق ... وتأجيل اتفاق «المنطقة الجنوبية»

آخر تحديث: الأربعاء، ٥ يوليو/ تموز ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش) موسكو – رائد جبر 
انطلقت أمس الجولة الخامسة من مفاوضات آستانة وسط توقعات بإنجاز الاتفاق على ترتيبات تثبيت الهدنة وآليات عمل مناطق «خفض التوتر»، باستثناء «المنطقة الجنوبية» التي ينتظر تأجيل البت بشأنها «إلى وقت لاحق». وعكس حضور «خبراء تقنيين» من الأردن وتركيا رغبة في خوض «مناقشات تفصيلية» على رغم تقليص تمثيل المعارضة في الجولة الحالية.

وشاركت فصائل المعارضة السورية بوفد ضم 10 أشخاص، غاب عنه رئيس الوفد في المفاوضات السابقة محمد علوش، الذي انتقد في تغريدة نشرها على «تويتر»، من وصفهم بـ «أصحاب المزاودات الرخيصة»، مشيراً إلى أنه «إذا ذهبت الفصائل إلى مفاوضات آستانة قالوا عنهم عملاء للروس وباعوا دم الشهداء، وإذا لم يذهبوا وقاطعوها قالوا عملاء للأميركان».

كما غاب أسامة أبو زيد الذي لعب دوراً بارزاً في الجولات السابقة. وبات معلوماً أن الوفد المعارض ضم ممثلين عن «الجيش الحر» بينهم العميد أحمد بري و «غرفة عمليات حلب» التي يمثلها ياسر عبد الرحيم، ومدير المكتب السياسي في «لواء الاسلام» سعيد نقرش. وعلى رغم أن الخارجية الكازاخية أعلنت حضور ممثلين عن «الجبهة الجنوبية»، لكن مصادر في آستانة ابلغت «الحياة» أن الأطراف الضامنة اتفقت على تأجيل البت في موضوع اقامة «المنطقة الجنوبية» فيما بدا انه تريث لاتضاح الموقف الاميركي و «على أمل التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن» في هذه المنطقة بعد اللقاء الاول الذي يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب يوم الجمعة المقبل خلال قمة العشرين في مدينة هامبورغ الالمانية.

ومع «ترحيل» النقاش حول المنطقة الجنوبية برزت معطيات أمس، إلى نجاح روسيا وايران وتركيا في التوصل الى تفاهمات حول المناطق الثلاث الاخرى. وقالت مصادر إن «كل التفاصيل المتعلقة بآليات الرقابة على وقف النار ومراقبة الحركة والحواجز تم تنسيقها برغم بروز خلافات في البداية بين انقرة وطهران لكن الجانب الروسي سعى إلى تذليلها». ولفتت المصادر إلى أن ايران وروسيا «متفقتان بشأن تأجيل البت في حدود اقامة المنطقة الجنوبية وتفاصيلها».

وأشار مصدر مطلع إلى أن إيران دعت لتأجيل البحث في موضوع المنطقة الجنوبية وتريد طرح رؤية مختلفة عن خطوط التماس الحالية هناك. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر مقرب من الاجتماع قوله إنه «حتى الآن تم التوصل إلى التوافق حول الغوطة الشرقية وحمص، توجد خلافات بشأن الشمال والجنوب وسنقوم بمناقشتها حالياً»، مضيفاً: «لقد تم حل كل الاختلافات حول منطقة الرستن»، في ريف حمص.

وعلى رغم ذلك أعلن رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف، أن هدف الجولة الخامسة «التوصل إلى اتفاق كامل بشأن مناطق خفض التصعيد».

وأضاف أنه ستتم إقامة المناطق لمدة 6 أشهر مع إمكان التمديد، مؤكداً أنه في حالة النجاح في تحقيق تهدئة مستقرة في مناطق تخفيف التوتر بما فيها الغوطة الشرقية قرب دمشق، يمكن التحدث حول انسحاب الفصائل التابعة لإيران.

ولم يطرأ تغير على تمثيل وفود الحكومة السورية وتركيا وإيران، بالاضافة الى الامم المتحدة التي يمثلها المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا والولايات المتحدة الاميركية التي يمثلها القائم باعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ستيوارت جونس. لكن الجديد في الجولة الخامسة وجود «خبراء تقنيين» من الاردن وتركيا، ما عكس بحسب مصادر «نقاشا تفصيليا يجري حول آليات عمل مناطق خفض التوتر».

وزادت مصادر أن نقاشات تركزت على إقامة مركزين لمراقبة مناطق خفض التوتر أولهما أردني- روسي- أميركي، والثاني تركي- روسي. وأوضحت أنه تم الاتفاق على أن يتبادل مركزا المراقبة المعلومات. وتابعت المصادر أن أحد المركزين سيعمل في الأردن، والآخر مناصفة بين تركيا وسورية.

وأوضح مصدر مطلع أنه في حال نجاح الهدنة وثباتها في مناطق خفض التصعيد فإنه من الممكن استبدال قوات الدول الضامنة بالجيش السوري وفصائل المعارضة.

وكشفت مصادر قريبة من المفاوضات عن توقعات بالإعلان عن اتفاق لإطلاق سراح المعتقلين. وهو مطلب كانت المعارضة تصر عليه في الجولات السابقة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن مصدر قوله إن «الوثيقة المتعلقة بإطلاق المعتقلين جاهزة ويجري وضع اللمسات الأخيرة عليها».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة