الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٤, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
القوات النظامية تعلن وقف الأعمال القتالية في درعا والقنيطرة والسويداء
دمشق تتهم واشنطن بـ «إطالة أمد الأزمة» وتؤكد التخلص من «الكيماوي»
أعلنت القوات النظامية السورية وقف الأعمال القتالية في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء مدة 5 أيام. وبث التلفزيون الرسمي السوري بيان القيادة العامة للجيش حول الهدنة التي بدأت منتصف أول من أمس، وقبل ساعات من انطلاق محادثات آستانة للتسوية في سورية. وأفاد البيان بأنه «بهدف دعم العملية السلمية والمصالحات الوطنية تم وقف الأعمال القتالية في المنطقة الجنوبية درعا والقنيطرة والسويداء اعتباراً من ظهر يوم أمس وحتى يوم الخميس المقبل.

وأكدت القيادة العامة للجيش أنه «سيتم الرد في الشكل المناسب في حال حدوث أي خرق. وهو ثاني وقف أحادي الجانب لإطلاق النار في الأسبوعين الماضيين.

لكن الناطق باسم «الجبهة الجنوبية» وهي تحالف للفصائل المعارضة في «الجيش السوري الحر» شكك في أن يوقف الجيش السوري وحلفاؤه الهجمات على الخطوط الأمامية في درعا وفي محافظة القنيطرة.

وقال الرائد عصام الريس الناطق باسم «الجبهة الجنوبية» لـ «رويترز»، «الجيش الحر يشكك في شكل كبير في صدقية النظام في وقف إطلاق النار. «رح يكون شبيهاً بالسابق».

وفي 17 حزيران (يونيو) أعلن الجيش السوري وقفاً لإطلاق النار لم يشمل سوى مدينة درعا الجنوبية التي تقع على الحدود مع إسرائيل.

ويمد الإعلان الأخير وقف الأعمال القتالية من درعا إلى منطقة جنوب سورية بأكملها بما في ذلك محافظة القنيطرة التي تقع في جنوب غربي البلاد قرب الحدود مع إسرائيل ومحافظة السويداء في جنوب شرقي البلاد.

وبدأ عناصر المعارضة هجوماً الأسبوع الماضي على مدينة البعث التي تسيطر عليها القوات النظامية. وحققوا مكاسب أولية على الأطراف الجنوبية والغربية للمدينة لكن هجوماً مضاداً شنته دمشق أعاد في الأغلب عناصر المعارضة إلى مواقعهم السابقة. وقصف الجيش الإسرائيلي مواقع للجيش السوري بالمنطقة مرات عدة.

إلى ذلك، ذكر موقع «المصدر نيوز» الإلكتروني أمس أن القوات النظامية السورية استأنفت أمس عملياتها الهجومية في محيط معبر التنف جنوب سورية في محاولة لطرد عناصر «الجيش الحر» من هناك. وأوضح الموقع أن العملية التي تنفذها الفرقة الخامسة في القوات النظامية بدعم من «حزب الله» و «الحشد الشعبي»، أسفرت عن قتلى وجرحى خلال المعارك بريف حمص الجنوبي الشرقي.

وبث الموقع شريط فيديو قيل إنه التقط خلال هذه المعارك. وأفادت مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة اقترحت على حلفائها في «جيش مغاوير الثورة» نقل مجموعة من عناصره، تبلغ نحو 100 عنصر إلى ناحية الشدادي في الحسكة، وإنشاء قاعدة عسكرية لهم من دون إغلاق «قاعدة التنف»، وذلك في محاولة من واشنطن للالتفاف على القوات النظامية بعدما فرضت طوقاً على عناصر «الجيش السوري الحر» الحليفة لواشنطن في منطقة التنف من البادية السورية، ومنعتها من التقدم نحو المنطقة الشرقية وتحديداً البوكمال، عبر بادية تدمر. وبإنشاء قاعدة جديدة نحو الشدادي تحاول اميركا البحث عن طرق جديدة لـ «جيش مغاوير الثورة»، بعدما حوصرت قواته في البادية. وقالت مصادر في المعارضة إن إنشاء القاعدة الجديدة في الشدادي سيتم خلال الفترة المقبلة بهدف تمكين «مغاوير الثورة» من لعب دور في تحرير دير الزور، المعركة الكبيرة بعد تحرير الرقة. ويلعب «مغاوير الثورة» و «قوات النخبة»، دوراً مهماً في تحرير المنطقة الشرقية من سورية، التي يغلب عليها الطابع العربي.

وتحاول الولايات المتحدة من خلال حلفائها الثلاثة؛ «جيش مغاوير الثورة» و «قوات النخبة» و «قوات سورية الديموقراطية»، قطع الطريق على قوات النظام التي تحاول التقدم من محاور متعددة إلى محافظة ديرالزور.

في موازاة ذلك، أفادت مصادر متطابقة في المعارضة بأن قائد كتيبة «الرضوان» العاملة ضمن «حزب الله» اللبناني وصل إلى مدينة درعا، موضحة أنه كان على رأس المعارك في محيط مدينة تدمر، ضد «تنظيم داعش» ووصل إلى درعا قبل يومين. وتعتبر كتيبة «الرضوان» بمثابة قوات النخبة في حزب الله، وكانت رأس الحربة في عدد من معارك الحزب داخل سورية، كحلب والزبداني وتدمر.

ورجحت مصادر أن تكون الزيارة ”تمهيدًا لاستقدام الكتيبة للقتال في درعا إلى جانب القوات النظامية والميليشيات الرديفة”، أو أن تكون مجرد زيارة تفقدية لعناصر الحزب العاملين في مدينة درعا.

دمشق تتهم واشنطن بـ «إطالة أمد الأزمة» وتؤكد التخلص من «الكيماوي»

قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن التطورات الأخيرة في سورية هي الأفضل بالنسبة للدولة السورية منذ بداية الأزمة، لافتاً إلى أن القوات النظامية وحلفاءها يتقدمون والمصالحات تنجز في مناطق كثيرة.

واتهم المقداد، في مؤتمر صحافي أمس في دمشق الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها بـ «خلق الإرهاب في سورية» والاستثمار فيه. وحول الاتهامات بشن هجوم كيميائي في خان شيخون في إدلب بشمال سورية، قال المقداد إن دمشق تخلصت من أسلحتها الكيميائية في شكل كامل، مشيراً إلى أن الحكومة السورية، تفتح المجال دائماً أمام المفتشين الأمميين.

ولفت المقداد إلى أنه بعد تقارير شن هجوم كيميائي في خان شيخون مطلع نيسان (أبريل) الماضي، «وجهت سورية دعوة للأمم المتحدة بفتح تحقيق، وكذلك التحقيق فى الضربة الأميركية لمطار الشعيرات»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة وحلفاءها عملوا على رفض المشروع الروسي لفتح تحقيق حول ما جرى فى خان شيخون، والشعيرات».

وحول دور تركيا فى مسألة التحقيق، قال المقداد إن «التحقيقات التى أجرتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية فى خان شيخون، جرت فى تركيا، الدولة المعادية لسورية، ومن أرسل لها الشهود هم المسلحون فكيف سيكون هذا التحقيق نزيهاً». وأكد المقداد أن سورية «لا يمكنها قبول عينات رفعها هؤلاء الشهود ومنظمات مثل الخوذ البيضاء وغيرها».

وأكد أن أعداء سورية لم يعد لديهم شيء يستخدمونه سوى موضوع الأسلحة الكيميائية لـ «تبرير علاقتهم بالتنظيمات الإرهابية وهذه بروباغندا رخيصة تستهدف سمعة سورية».

وتابع المقداد: «نعقد مؤتمرنا هذا للحديث عما تتعرض له سورية من مؤامرات تتعلق بالملف الكيميائي». وأضاف، «طلبنا رسمياً أن تدمر المواد الكيميائية خارج سورية حتى لا يتم التشكيك في عدم تدميرها، وجاءت سفن من الدنمارك وأميركا وبريطانيا وغيرها لهذا الغرض»، مشيراً إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اعترفت بأن سورية تخلصت من كل ما يتعلق بالملف الكيميائي. وأضاف: «نيابة عن بلدي أؤكد أن سورية تخلصت بالكامل من أسلحتها الكيميائية، التى يمكن أن تستخدم فى أي عمل عسكري».

واتهم واشنطن بالعمل لإطالة أمد الأزمة في سورية، مضيفاً أن «العدوان الأميركي المباشر على مطار الشعيرات لم يكن له مبرر سياسي أو أخلاقي أو عملياتي، وهو موجه ضد كل من يحارب الإرهاب في المنطقة».

وأشار إلى أن هدف تهديدات الإدارة الأميركية لسورية هو «التعمية» على ما يحدث في المنطقة وبعد تقدم القوات النظامية السورية.

وحول اجتماعات آستانة، قال المقداد: الحكومة السورية ستتعامل مع كل الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب.

في موازاة ذلك، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث خلال لقائه أعضاء مجلس الأمن الروسي المشكلة السورية في سياق التحضير للقاء آستانة للتسوية السورية.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة